بغداد..العراق : عاصفة الحزم تطلق شرارة مقاومة للمد الإيراني عبر الأقطار العربية !!
02.04.2015
رفع التحرّك العسكري بقيادة السعودية ضدّ جماعة الحوثي في اليمن، بشكل واضح من معنويات مناهضي النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، في ظاهرة لا يستبعد أن تتطور إلى حركة مقاومة واسعة لذلك النفوذ في عدة أقطار عربية، على رأسها العراق، إضافة إلى سوريا ولبنان.ففي العراق حيث النفوذ الإيراني واضح في الهيمنة على القرار السياسي للبلاد، ومتجسّد على الأرض من خلال الميليشيات المسلّحة، ارتفعت أصوات القوى المناهضة لذلك النفوذ، مطالبة بتوسيع “عاصفة الحزم” لتشمل بلدهم، ومعبّرة عن استعدادها للانخراط في أي عمل ينهي السيطرة الإيرانية على العراق.وفي المقابل سادت حالة من الفزع بين أوساط المرجعيات والكتل والأحزاب والميليشيات الشيعية في العراق بفعل الضربات القاصمة التي يوجهها التحالف العسكري المكون من تسعة أقطار عربية وباكستان للحوثيين الذين بسطوا سيطرتهم على اليمن لصالح إيران وانقلبوا على الشرعية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.وقال مراسل صحفي في بغداد إن بيانات المرجعيات والأحزاب وتصريحات السياسيين والنواب الشيعة، التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية بعد انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لتخليص الشعب اليمني من هيمنة الحوثيين الموالين لايران، تعكس حجم القلق من امتداد العاصفة إلى العراق خصوصا، وأن ما يجري فيه من تدخل إيراني سافر يشبه تماما النفوذ الايراني في اليمن.ونيابة عن المرجعية الشيعية بقيادة علي السيستاني، هاجم بشير النجفي عاصفة الحزم ووصفها بأنها اعتداء غير مبرر شرعا وقانونا. وقال النجفي الذي يعد واحدا من أبرز مساعدي السيستاني في بيان أصدره باسم المرجعية الشيعية النجفية إن عاصفة الحزم تمثل عبثا في الأمن الإسلامي.وعن الطبقة السياسية الشيعية الموالية لإيران، أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي يرأس تنظيم ما يعرف بتيار الاصلاح الشيعي، أن حكومته تتحفظ على إنشاء قوة عسكرية عربية موحدة، مشيرا إلى أن هذه القوة ينقصها التدارس والتشاور، في إشارة إلى استبعاد حكومة العراق التي يقودها حزب الدعوة الشيعي الموالي لإيران من ترتيبات القوة العربية.وانخرط نواب يمثلون كتلا شيعية في حملات دعائية تهاجم المملكة العربية السعودية ودول الخليج، علت فيها النبرة الطائفية بشكل واضح. وحذرت قناة تلفزيونية ناطقة باسم حزب الدعوة برئاسة نوري المالكي، الشيعة في المنطقة مما اعتبرته “الخطر الذي يمثله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز” الذي وصفتـه بـأنه “عـدو الشيعـة رقـم واحـد” وقالت إنه عـازم على تصفية الشيعـة في الـدول العربية في إطار عاصفة الحزم التي بدأت ضد الحوثيين في اليمـن، متوقعة امتداد العاصفة إلى دول عربية أخرى في إشـارة إلى العراق.والتقت النائبتان الشيعيتان سميرة موسوي وابتسام هاشم عند توصيف عاصفة الحزم باعتبارها حربا سنية تستهدف المكون الشيعي في اليمن، في وقت أعلنت فيه الميليشيات التي أفتى السيستاني بتشكيلها بحجة محاربة داعش وأطلق عليها تسمية الحشد الشعبي استعدادها للتوجه إلى اليمن لمقاتلة التحالف العربي.ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن قيادة ميليشيا عصائب أهل الحقّ التي يتزعمها قيس الخزعلي جاهزيتها للانتقال إلى صنعاء للدفاع عن “الشيعة ضد حرب آل سعود”، كما جاء في تقرير للوكالة الإيرانية.وفي الوقت الذي خيم فيه الإحباط على المرجعيات والكتل والميليشيات الشيعية في العراق من نجاح عاصفة الحزم في تقويض سلطة الحوثيين في اليمن، فإن الأوساط السنية رأت في العملية انطلاقة موفقة لتشكيل تحالف سني عربي وإسلامي يتولى إنهاء التدخلات الإيرانية ليس في العراق وحده، وإنما في سوريا ولبنان والبحرين أيضا، كما يقول الكاتب السياسي هارون محمد الذي يؤكد أن هذا التحالف بات ضروريا لمواجهة ما أسماه بالتغوّل الإيراني في الدول العربية.وطالب هارون باستمرار عاصفة الحزم وتواصلها دون توقف عقب نجاح مهمتها اليمنية في خنق الجيب الإيراني هناك المتمثل في جماعة الحوثي الشيعية، كما طالب بتوجيه العاصفة التي وصفها بالمباركة إلى العراق الذي يشكل البوابة الشرقية للأمة العربية ودعم السنّة العرب فيه للانقضاض على الاحتلال الإيراني، قائلا إن السنّة العرب لديهم الإمكانيات البشرية والعلمية والعسكرية ولا ينقصهم غير السلاح لتحرير العراق من احتلال إيران ومواليها وعملائها.وفي السياق نفسه عرض الشيخ علي حاتم السليمان أمير قبائل الدليم في العراق استعداد العشائر العربية للانضمام إلى عاصفة الحزم لمواجهة المد الإيراني في المنطقة العربية، قائلا إنّ التدخل الإيراني في البلدان العربية أصبح خطيرا ولا بد من مجابهته بالقوة، ومؤكدا أن العشائر السنّية العربية في العراق لا يعوزها غير السلاح والعتاد للمشاركة في عاصفة الحزم.وفي بغداد لاحظ مراسلون صحفيون أن كثيرا من المواطنين باتوا يتابعون قنوات فضائية عربية تنقل على مدار الساعة أنباءَ وصورًا عن عاصفة الحزم معرضين عن مشاهدة القنوات الشيعية التي دأبت على عرض أناشيد وبرامج طائفية وشتائم ضد الدول العربية.وقال مراسل لمجموعة قنوات أوروبية يعمل على انتاج برنامج عن ذكرى الاحتلال الأميركي في التاسع من أبريل، إنه زار عددا من السياسيين والنواب الشيعة في مكاتبهم وبيوتهم لاستطلاع آرائهم عن سنوات الاحتلال، وفوجئ بهم يتنقلون بين قنوات إخبارية غير شيعية ويتابعون باهتمام وقلق ما تعرضه من أخبار وصور عن نجاح الطيران السعودي والخليجي في تدمير معسكرات الحوثيين في اليمن!!
www.deyaralnagab.com
|