اعتبرت حركة "حماس" الإعلان الإسرائيلي حول وجود تعاون أمني مع السلطة الفلسطينية لاعتقال الخلية التي تقف وراء عملية نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة قبل أيام، هو إعلان خطير.وطالب الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان مقتضب وصل "صفا" نسخة عنه بتوضيح موقفها تجاه هذه التصريحات، معربًا عن أمله أن يكون ذلك كاذبًا.يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مساء اليوم عن اعتقال الخلية المسئولة عن قتل مستوطنين قرب بلدة بيت فوريك في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة مساء الخميس الماضي.وكان ضابط إسرائيلي كبير قال مساء اليوم إن التنسيق الأمني بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية "بخير".وقلل الضابط وفق ما نقلت عنه مصادر إسرائيلية من الأنباء التي تحدثت عن ضعف التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية.وقال بهذا الصدد إن التنسيق يسير على قدم وساق والسلطة سلمت الجيش مؤخرًا ثمانية مستوطنين دخلوا مناطقها عن طريق الخطأ.يأتي ذلك وسط تصاعد حدة المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ ليلة الخميس الماضي ما أسفر عن أربعة شهداء وأكثر من 450 مصاب. في هذه الاثناءأعلنت مصادر طبية فلسطين أن حصيلة الإصابات في المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة وصل إلى 170 إصابة، وذلك حتى الساعة العاشرة من مساء الاثنين.وقالت جمعية الهلال الأحمر في بيان لها إن من بين الإصابات ثماني إصابات بالرصاص الحي، و٥٤ اصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و ١٠٥ اصابات اختناق بالغاز، و ٣ اصابات بالضرب.ففي جنين شمال الضفة، اندلعت الليلة مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال في قرية زبوبة غرب المدينة مما أدى لإصابة عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية والقنابل الغازية بكثافة فيما امتدت المواجهات لوسط البلدة وأغلقت قوات الاحتلال مدخل البلدة بحاجز عسكري.وأشاروا إلى أنها هددت أهالي البلدة بإجراءات عقاب جماعي حال استمر رشق الجنود بالحجارة انطلاقا من البلدة، وقالوا للأهالي إنهم سيغلقون مداخل البلدة بالمتاريس في حال استمرار المواجهات.من جهة أخرى قالت مصادر إن مجموعات كبيرة من المستوطنين تتجمع على مدخل مستوطنة دوتان جنوب جنين وهم يرددون العبارات الداعية لقتل العرب.كما حشد عشرات المستوطنين الليلة بالقرب من بلدة يعبد وعلى الشارع الرابط بين جنين وطولكرم، ورددوا هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.وقال شهود إن عشرات المستوطنين من مستوطنة „مابو دوتان“ احتشدوا تحت حراسة أمنية وسط ترديد الهتافات العنصرية، ما اضطر أصحاب المركبات إلى سلوك طرق ترابية والتفافية للوصول إلى منازلهم.فيما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، بينهم رضيع، الليلة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس في بيان له إن مواجهات اندلعت على مدخل اللبن الشرقية، عقب تواجد عشرات المستوطنين على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس.وأوضح أن عددا من المواطنين، بينهم رضيع، أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال.وفي السياق ذاته، قال دغلس إن أهالي بيت دجن أحبطوا، الليلة، هجوما لمستوطنين حاصروا مواطنين تواجدوا قرب بركس للأغنام. في هذد الاثناء ايضا أصدر الرئيس محمود عباس مساء الاثنين تعليماته لأعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة لاتخاذ عدد من الإجراءات لضمان ما وصفه حفظ الأمان للوطن والمواطنين.وطالب عباس لدى اجتماعه مع أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، باليقظة والحذر وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية "الهادفة إلى تصعيد الوضع وجره إلى مربع العنف".وأوردت وكالة أنباء (وفا) الرسمية أن عباس وضع المجتمعين في صورة الوضع السياسي على ضوء جولته الأخيرة واجتماعاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفع علم فلسطين، ولقاءاته مع العديد من الرؤساء والمسؤولين ووزراء الخارجية.ونقلت الوكالة عن عباس تأكيده أن "موقفنا السياسي في وضع جيد وأن التأييد الدولي لحقوقنا الوطنية وقضيتنا العادلة تتسع رقعته ويتعمق، دعما لمطالبنا العادلة بإقامة دولتنا المستقلة".وستستمر اجتماعات المجلس العسكري لمتابعة التطورات والأحداث الحالية في ظل تصاعد حدة المواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة ما أسفر عن أربعة شهداء وأكثر من 450 مصابا منذ ليلة الخميس الماضية.!!