الخرطوم ..السودان: بعد ان تقطعت بهم السبل: أطفال من جنوب السودان.. عودة النزوح للشمال!!
02.09.2016
جون وبيتر ودينغ ثلاثة أطفال تقطعت بهم السبل قبل أن ينجحوا في الوصول إلى الحدود التي قطعوها قبل خمس سنوات باتجاه الجنوب للعيش في دولة جنوب السودان الوليدة، حيث عادوا اليوم راجلين إلى السودان مع آلاف الأطفال قبل أن تستقبلهم جمعية الهلال الأحمر السوداني وتجمعهم بآخرين وصلوا منذ أشهر.وفي مدرسة اكتظت بالتلاميذ الناجين من الموت مثل اكتظاظ المعسكر نفسه يجلسون جميعا على ركبهم لتلقي قسط من الدروس ومواصلة ما بدؤوه من عملية تعليمية انقطعت في دولة الجنوب لأسباب قاهرة. ويندمج القادمون الجدد مع رفقائهم مرددين في صوت صاخب كلمات نشيد العلم السوداني "نحن جند الله جند الوطن.. هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علما بين الأمم". ويقول دينغ "لا أحفظ النشيد كاملا لكني حفظت جزءا كبيرا منه من إخوتي، وهم يقلدون أفراد المنتخب السوداني لكرة القدم الذين يرددونه مع الجمهور قبل كل مباراة".وينتظر جون وبيتر فرصة الانتقال إلى مدرسة في العاصمة الخرطوم قائلا إنهما تركاها بعدما طلب منهما ضمن آخرين مغادرة السودان إلى دولة الجنوب، بينما يقول دينغ إنه سيبقى بالمدرسة لأنه ليس لديه أهل يستضيفونه في الخرطوم، في حين يجد في المعسكر أصدقاء يأنس بهم. من جهة أخرى، تقول إنجيلينا -وهي واحدة من الأمهات اللائي هربن بأبنائهن من الحرب- إن أغلب الأطفال الذين قابلتهم وصلوا إلى السودان من دون عائلاتهم.ويحتفل الأطفال في معسكر "ورل" بولاية النيل الأبيض السودانية الحدودية بوصولهم إلى بر الأمان، وبحصولهم على مأوى ومدرسة كما تقول أنجيلينا.ويكشف أحمد البشير الخليفة نائب مدير معسكر ورل للاجئين أن عددا كبيرا من الأطفال وصلوا وهم بحاجة إلى رعاية قبل حاجتهم للتعليم "لأن حالتهم كانت مزرية للغاية". وبرأيه، فإن مدرسة علقاية التي افتتحت لاستقبال التلاميذ غير كافية، فعدد الذين تم تسجيلهم من الأطفال في سن الدراسة زاد على ألفي طالب، حيث يوجد مئتا طالب بكل فصل، بينما يخطط القائمون لافتتاح مدارس جديدة. ومع اقتراب اليوم الدراسي من نهايته يخرج بيتر ودينغ إلى سوق المعسكر للكسب ومساعدة ذويهم، بينما ينتظر جون بالقرب من محطة استقبال اللاجئين الجدد لعله يجد بينهم أخته الكبيرة ذات الـ11 ربيعا مع والدها الذي تخلف للبحث عنها في الأدغال بعد هروب الجميع من القصف على قريتهم.!!
www.deyaralnagab.com
|