الخليل.. فلسطين: أم الخير: الاحتلال يهدم والأهالي يبنون!!
20.09.2016
في خيمة بسيطة، تعيش الفلسطينية، خضرة الهذالين (58 عامًا)، وأبناؤها في ظروف حياتية صعبة، بعد أن هدمت جرافات عسكرية للاحتلال منزلَها، نهاية الشهر الماضي.الهذالين واحدة من 6 عائلات فلسطينية في خربة (قرية صغيرة) أم الخير الواقعة أقصى جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، هدمت الجرافات الإسرائيلية بيوتهم في 24 آب/أغسطس الماضي، بحجة البناء بدون ترخيص في المناطق ج.وتخضع المناطق ج، التي تمثل 61% من مساحة الضفة لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ويعيش فيها ما يقرب من 300,000 فلسطيني، في 532 منطقة سكنية، فيما تمثل المناطق أ 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإداريًا، أما المناطق ب فتمثل 21% من مساحة الضفة، وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.تقول الهذالين شارحةً ما يجري: „خلال دقائق حولت الجرافات الإسرائيلية المنزل لركام دون سبب، يريدون طردنا من بيوتنا، نعيش هنا منذ سنوات طويلة، منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967“، مضيفة: „نعيش في خيمة، لا تقي حر الصيف، ونخشى برد الشتاء“.وكانت جرافات عسكرية هدمت مسكن الهذالين مرات عديدة، وأعادت بناءه من جديد، بحسب قولها.وتتساءل: „وين بدنا نروح“، قبل أن تضيف بلهجة يعلوها التحدي: „راح نعاود نبني، هم يهدمون ونحن نبني، وين ممكن نروح؟ هاي بلادنا“.أمتار تفصل بيت الهذالين وسكان أم الخير عن مستوطنة كرمئيل، التي تقول عنها السيدة الفلسطينية: „يعيشون في بيوت جديدة، عندهم مياه وكهرباء وأشجار، لا يوجد لدينا شيء، المياه نجلبها على الحمير (الدواب)“.الحياة في قرية أم الخير تبدو بدائية، بكل تفاصيلها، لا يتوفر فيها أي من مقومات الحياة العصرية، ويعتمد السكان على تربية الأغنام، والعمل في البلدات المجاورة.وينحدر السكان من عائلة الجهالين (العائلة الأم للهذالين)، التي كانت تسكن في منطقة عراد في النقب، جنوبي فلسطين، وهجروا في العام 1956، وتفرقوا في الضفة الغربية ومنهم من هجر إلى الأردن ومصر وسورية.أما شيخ خربة أم الخير، سليمان الهذالين، فقد قال „نعيش مثل القدامى، مياه نجلبها على الحمير، لا كهرباء، مؤخرًا تم تركيب خلايا شمسية (لتوليد الكهرباء)، دعمًا من مؤسسات دولية، تفي ببعض الحاجات البسيطة“.ويضيف شيخ الخربة (منصب عرفي هو الأعلى بالقرية): „لا يمكن أن يتحمل أحد العيش كما نعيش نحن، نحيا حياة بدائية وصعبة، ولكننا نصبر لنحافظ على أرضنا، لن نتركها، نملك أوراق رسمية في ملكيتها“.وتابع: „إسرائيل تسعى لتطهير المنطقة من السكان، لبناء مزيد من المستوطنات وبناء مزارع خاص لتربية الأبقار والدواجن، كل بناء في الخربة مهدد بالهدم بدعوى البناء بدون ترخيص“.وبحسب سليمان الهذالين، فإنهم يسكنون على أراضي ملك خاص، اشتراها والده وعشيرته من أهالي بلدة يطا الفلسطينية القريبة من التجمع (أم الخير).ويسكن في التجمع أو في خربة أم الخير، وفق سليمان الهذالين، نحو 130 فردًا، ورغم بدائية الحياة، إلا أن عددًا من أبناء القرية الصغيرة حاصل على شهادات جامعية، ويعملون في وظائف حكومية.وتنتشر بين البيوت خزانات مياه بلاستيكية، وتسمح السلطات الإسرائيلية لسكان خربة أم الخير باستخدم مياه شركة „ميكيروت“ الإسرائيلية مرة أسبوعيا، لتعبئة خزاناتهم، لكن الهذالين يقول „ساعات معدودة يسمح لنا أسبوعيا، لا تفي بربع احتياجات السكان، نعتمد على المياه التي ننقلها من الآبار، من مناطق بعيدة“.العجوز عيدة الهذالين (81 عامًا) تشكو قلة المياه قائلة: „الناس يموتون من العطش، ما في مياه نشرب لولا الأولاد يجبونها من البر“.وتضيف: „يريدون طردنا من أرضنا، احتلوا البلاد وما بدهم (لا يريدون) سكان، هذه الأرض ملك لأبي ومسجلة بأوراق تركية وأردنية“.تقف السيدة بين الركام وتقول: „العام الماضي تزوج أربعة من أبنائي، هدموا بيوتهم، دمروا كل شيء“.ورغم حرارة الجو، إلا أن أطفال في السادسة والسابعة من عمرهم، يلهون بين الركام والبيوت، يشربون قليل من الماء، ويغتسلون ببعض منه.ويقول الطفل سالم الهذالين، ستة أعوام، بينما يغسل رأسه بالماء: „الدنيا شوب“ يبتسم ويركض خلف أشقائه وأطفال من الحي، وفي الجانب الآخر أطفال مستوطنة كرمئيل الإسرائيلية يلهون في حديقة خاصة بهم، يحملون البالونات فرحين.!!
www.deyaralnagab.com
|