عمان..الاردن : تجدد الاشتباكات جنوب الأردن ومعاقبة 50 إماما رفضوا الصلاة على أرواح ضحايا الكرك!!
29.12.2016
يشهد الاردن جدلا بعد تشكيل لجنة لمعاقبة نحو 50 إماماً وخطيباً، رفضوا إقامة الصلاة على أرواح ضحايا أحداث الكرك، تحت عناوين الحواضن الاجتماعية للتطرف والتشدد الديني في الاتجاه المعاكس لخطاب وإجراءات الدولة.وزير الأوقاف، وائل عربيات، الذي اجتهد للتجاوب مع الرأي العام وخطط لمعاقبة الأئمة الخمسين بعد قرار مركزي لوزارته بإقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا الكرك في كل مساجد المملكة، لا يريد الإقرار بواقع أن أكثر من نصف المساجد في المملكة لا تخضع إدارياً ومالياً وبيروقراطياً لسلطة وزارته التي لا تنفق على هذه المنابر فيتصرف الأهالي.وحسب معلومات حصلت عليها «القدس العربي»، فإن أكثر من 2000 مسجد في المملكة متروكة تماماً بدون حضور إداري من أي نوع لوزارة الأوقاف، ما يدفع خطباء ورجال دين من تيارات متنوعة للتبرع بإدارتها. ووفق المعلومات، يدير المسجد ويتصدر منبره من يستطيع تدبير فاتورة الكهرباء والمياه والصيانة. ووزارة الأوقاف تشتكي لوزارة المالية من عدم وجود مخصصات مالية كافية لها لتعيين أئمة وخطباء في جميع المساجد المتروكة.الواقع أن أحداث الكرك ورغم الاجماع الشعبي على مساندة السلطة ورجال الأمن، كشفت وضع المساجد حيث لا يمكن ضمان ما يحصل في جميعها، خصوصاً تلك المقامة في مناطق منعزلة أو نائية وريفية لا يهتم بها السياسيون والوزراء والمسؤولون.المعلومات تبين وجود أكثر من 5500 مسجد في المملكة عدد الرواد للصلاة فيها، حتى وقت الذروة، لا يزيد في أكثر من 35 ٪ منها عن 10 ٪ من سعتها الحقيقية من المصلين.وطبقاً لتقدير مكتوب أعدته سابقاً وزارة التنمية السياسية فإن عدد الأردنيين الذين يخصص لهم مستشفى واحد أكبر بكثير من عددهم عندما يخصص لهم مسجد واحد.المشكلة طبعاً ليست بعدد المساجد، ولكن في غياب أي رؤية حقيقية في مجال مكافحة التطرف حيث وضعت خطط «لم تنفذ» أحياناً، كما تغيب الخطط تماماً في غالبية المؤسسات بسبب عدم الجدية.وأظهر مسح، لا تتحدث عنه السلطات، وجود حضور قوي، ولا يمكن إنكاره للتشدد الديني حتى في أحداث اتخذت طابعا «إرهابياً» ونفذت عبر شباب بخلفية أمنية أو عسكرية.المسح الذي يخص عام 2015 أي قبل سلسلة الأحداث «الإرهابية» الدامية في عام 2016، يقدر بأن 7٪ من المواطنين الأردنيين يتعاطفون مع تنظيمات تصنفها السلطة بأنها «إرهابية»، بينها وعلى رأسها تنظيما «الدولة» و»القاعدة».كبار المسؤولين يشيرون إلى وجود مشكلة «حواضن اجتماعية تتعاطف مع داعش والإرهاب»، وبعض المستويات الأمنية يلفت لوجود أكثر من 50 قضية منظورة اليوم في محكمة أمن الدولة تحت لافتة «الذئاب المنفردة»، لكن أحداث الكرك كشفت أن المسألة لم تعد تتعلق بحواضن اجتماعية أو عشائرية تتعاطف في أطراف المحافظات مع «الدولة» بقدر ما تتعلق بمجموعات بدأت التحرك وانتقلت من مستوى الذئب المنفرد إلى العمل التنظيمي.مسألة الحواضن سبق أن أثارت الجدل وتمترست وراء ثقافة الإنكار الرسمي، إلا أن مؤشرات في حوادث الكرك الأخيرة بدأت توحي بمستجدات لا يمكن الاستهانة بها في هذا الإطار.وأمنيا، قتل مطلوب خلال اشتباكات مسلحة أمس الأربعاء بين قوات الأمن الأردنية وعدد من المطلوبين في مدينة الشوبك جنوب المملكة. وأعلنت مديرية الأمن العام الأردني، أن الأجهزة الأمنية قتلت مطلوباً يحمل جنسية عربية ينتمي «للجماعات الإرهابية» في الشوبك جنوب المملكة، واعتقلت شخص آخر.!!
www.deyaralnagab.com
|