logo
بغداد.. العراق : شاهد..فيديو..قبائل قُريش ..طقوس العراضه القبليه : "العراضة" في العراق... هستيريا الموت العشوائي!!
01.02.2017

تقدر تقارير محلية عراقية عدد الذين يقضون سنويا في العراق بسبب النزاعات القبلية أو تقاليد "العراضة" بنحو ستة آلاف شخص، لتكون القاتل الخامس للعراقيين بعد الإرهاب والأمراض المتوطنة وحوادث السيارات والمخدرات.وتعد ظاهرة "العراضة" القبلية جنوب العراق واحدة من أحد أهم أسباب القتل أو الإعاقة، والتي عادة ما تؤدي إلى مشاكل أخرى.و"العراضة" هو طقس يتّبعه رجال القبيلة في حفلات الأعراس أو العزاء على حد سواء، فيتجمع العشرات في حلقة واحدة يلفون أنفسهم بأسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة، ويطلقون النار في الهواء بغزارة مع ترديد أهازيج مختلفة.وتؤدي "العراضة" عادة إلى مقتل ما بين خمسة إلى 10 أشخاص، وإصابة العشرات من الموجودين في الحلقة نفسها من الرصاص الغزير والعشوائي أو من الساكنين، إذ يفلت السلاح من يد الرامي أحيانا ليصيب صدور الموجودين. كما تقدر أعداد الطلقات في "العراضة" بنحو 10 آلاف طلقة.ويقول باحثون إن هذا التقليد مستورد خلال القرنين الماضيين، ولا يمت للتقاليد العربية والعشائرية بصلة.وأخيرا نشر ناشطون وإعلاميون تسجيلاً عرضته إحدى القنوات العراقية أظهر لحظة سقوط قتلى وجرحى خلال إطلاق نار كثيف، أثناء تأدية تقليد "العراضة" في مدينة المثنى يوم الجمعة الماضي.كما استنكر شيوخ عشائر هذه التقاليد العشائرية مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة حيالها، ومنع مظاهر إطلاق النار العشوائي التي أسفرت في مناسبات عدة عن سقوط قتلى وجرحى من مختلف الأعمار.ووصل الأمر إلى أروقة الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء، إذ طالبت مفوضية حقوق الإنسان بتفعيل قانون منع إطلاق النار في المناسبات.وأعربت المفوضية في بيان أصدرته أمس الثلاثاء عن استنكارها الشديد لـ"الممارسات غير المسؤولة وإطلاق النار عشوائياً في مناسبات مختلفة". وأضاف البيان أن "هذه الممارسات أودت بحياة عشرات المواطنين وجرحت عشرات آخرين، وهو ما يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان".وتابع البيان" نطالب الحكومة العراقية بتفعيل قانون منع إطلاق النار في المناسبات خلال مراسيم التشييع أو حفلات الأعراس ومظاهر أخرى"، موضحاً أن "هذه الظاهرة تعتبر مصدر خوف وقلق وانتهاك صارخ لحق الحياة وتهديد لأمن المواطنين".الشيخ فخري الشمري، أحد شيوخ عشائر الجنوب بيّن أن "تقليد العراضة خطير جداً لما يتضمنه من إطلاق نار كثيف جداً وبارتفاعات منخفضة، تسببت في مناسبات مختلفة بمقتل وجرح العديد من الأشخاص".وتابع الشمري أن "العراضة لم تعد تقتصر على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كرشاشات الكلاشنكوف والبي كي سي، بل وصل الأمر إلى استخدام قذائف وصواريخ سربت من قواعد الجيش العراقي، وهذا تطور خطير جداً على الدولة أن توقفه وتمنعه بالقوة".ورأى جعفر السماوي أحد المشاركين في تقليد "العراضة" أن "المشكلة تكمن في أن العشائر تعتبر إطلاق النار في مناسبات مختلفة من مظاهر الرجولة والقوة والفخر، دون الانتباه إلى مخاطر إطلاق النار بين السكان ووسط الأحياء السكنية بين حشود من مئات المتجمهرين".ويوضح السماوي أن "السلاح منتشر بكثافة وبدون سيطرة عليه، فحتى الصبية خلال تقليد "العراضة" يطلقون النار بارتفاع منخفض، وغالباً ما تنخفض البندقية من أيديهم لتصيب عددا كبيرا من المتجمهرين".ويعزو مراقبون استفحال ظاهرة إطلاق النار العشوائي في المناسبات المختلفة إلى ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية، وعدم قدرتها على كبح العشائر المسلحة التي حدثت بينها معارك مسلحة انتهت بمقتل وجرح العشرات خلال الأشهر الماضية.ويبدأ تقليد العراضة بتجمهر مئات وربما آلاف الأشخاص من مختلف العشائر خلال مراسيم تشييع الموتى أو حفلات الأعراس، أغلبهم مدججون بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، ليبدأ إطلاق النار بكثافة تعبيراً عن حزنهم أو فرحهم.وتبتعد الدولة وأجهزتها الأمنية عن التدخل في العادات والتقاليد العشائرية في أغلب الأحيان، لما لها من قدسية لدى العشائر، وما قد تثيره من مشاحنات كبيرة مع أجهزة الأمن تنتهي بصدامات مسلحة!!


www.deyaralnagab.com