مواجهات بين عصابات إجرامية والشرطة في كراكاس!!
09.07.2021
كراكاس- (أ ف ب) – “أطلقوا النار على المباني! نحن البلطجية!” هتاف أطلقه عنصر إحدى عصابات كراكاس التي تتحدى الشرطة وتبث الرعب منذ أيام بإطلاقها رشقات نارية على المدينة من الأحياء الشعبية الواقعة على مرتفعات العاصمة.في شقتها الصغيرة حيث تحصنت بخوف عند أسفل أحد هذه الأحياء، سجلت ماريا التي طلبت عدم كشف اسمها الحقيقي، الهتافات على هاتفها النقال وهي تنتظر انتهاء “المعركة” لتخرج.ويمكن سماع صوت على أحد تسجيلاتها يصيح “ساحرات! ساحرات! (شرطيون) سألقي القنابل هناك”.تخوض العصابات والشرطة مواجهات منذ الأربعاء. وباتت مناطق بأكملها في الأحياء الشعبية التي تسمى “باريوس” والأحياء الواقعة عند أسفلها شبه مهجورة، حيث يمكن رؤية مارة نادرين يقطعون جريا الطرق في المناطق المكشوفة منها.وقالت وزيرة الداخلية والعدل كارمن ميلينديز إن الحكومة أمرت “بنشر عملية لحماية” السكان “في المناطق التي يسيطر عليها المجرمون”.ونشرت الشرطة عربات مدرعة وعناصر مسلحين عند سفح الأحياء الشعبية. ويحتمي ضباط يرتدون سترات واقية من الرصاص خلف الجدران بين المباني لتجنب الرصاص الذي يُطلق من المرتفعات.نتظر معظم هؤلاء العناصر الأمنين الأوامر بهدوء. وقال أحدهم كان يتمركز عند سفح منطقة “كوتا 905” التي تحمل إحدى العصابات اسمها “كانت أسوأ ليلة. أمضينا الليل هنا. كان هناك مزيد من الرصاص. رصاص خطاط”. وأضاف أن “هؤلاء (اللصوص) خرجوا عن السيطرة”.وتابع عنصر أمنيّ آخر من خلف عربة مدرعة “لديهم أسلحة حديثة ونحن ننتظر الضوء الأخضر للصعود وتطهير كل ذلك” مستنكرا “إفلات العصابات من العقاب”.ومن مظاهر هذا الإفلات من العقاب، أصدرت السلطات الخميس مذكرات بحث مرفقة بمكافآت بقيمة 500 ألف دولار ضد ثلاثة من قادة هذه العصابات بما في ذلك الإعلامي الشهير “ال كوكي” وهو شاب اعتاد نشر تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.وقام أفراد العصابات المزودون بالقنابل اليدوية والبنادق الهجومية والرشاشات والأسلحة اليدوية البراقة التي تبدو جديدة والمناظير وأجهزة اللاسلكي، بحفر خنادق في التلال. وهم منظمون ويدافعون عن مناطقهم، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.وادت المعارك إلى سقوط عشرات القتلى حسب وسائل إعلام محلية بينما ذكر مصدر طبي أن شرطيين جرحا. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ينتشر تسجيلات فيديو لمصابين برصاص طائش.وفي حزيران/يونيو أودت هذه الاشتباكات المتكررة بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم ممرضة قُتلت بالرصاص بينما كانت تزود سيارتها بالوقود.لكن لم تصدر أي حصيلة رسمية للاضطرابات في الأيام الماضية.وتعد فنزويلا التي تحصي مقتل 12 ألف شخص بسبب العنف سنويا حسب المنظمة غير الحكومية “المرصد الفنزويلي للعنف”، من أعنف الدول في العالم ويبلغ معدل الوفيات في اعمال عنف فيها 45,6 وفاة لكل مئة ألف نسمة، أي سبعة أضعاف المتوسط العالمي.وقال لويس فلوريس (34 عاما) عامل البريد الذي يستخدم دراجة نارية “كنت أعبر عندما سمعت رشقات نارية واحتميت. انتظرت حتى ينتهي الأمر. كان الرصاص يتطاير”، مؤكدا أن “الجميع يشعرون بالخوف”.أما ديني رودريغيز (44 عاما) فقالت “أشعر بالخوف كل صباح. فلا يعرف الواحد ما إذا كان سيصل” حيا إلى مكان العمل. واضافت أن “العصابات حددت +مناطق سلام+ محظورة على الشرطة. إنهم لا يريدونهم أن يدخلوا (الحي) لكن علي أن أذهب إلى العمل كل يوم”.وعلى غرار مئات الآخرين، عبرت ديني الجمعة على بعد أمتار قليلة من جثة رجل قُتل عند مفترق طرق في اليوم السابق، ولم تسحب بعد أكثر من 24 ساعة.
www.deyaralnagab.com
|