logo
1 2 3 45522
اليمن: مبعوث الأمم المتحدة الجديد يبدأ مهمته (الشاقة) بعد فشل ثلاثة مبعوثين سابقين في وقف الحرب!!
09.08.2021

بدأ المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السويدي هانس غرندبيرغ مهمته الشاقة بعد الإعلان رسمياً عن تعيينه في هذا المنصب الجمعة الماضي والذي جاء تعيينه بعد فشل ثلاثة مبعوثين سابقين في هذه المهمة، خلال الست السنوات الماضية، والتي لم يحرزوا خلالها أي تقدم يذكر على صعيد وقف الحرب ومسار إحلال السلام في اليمن.وقوبل تعيين غرندبيرغ كمبعوث جديد للأمم المتحدة إلى اليمن خلفاً للدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، بخيبة أمل كبيرة من قبل اليمنيين، سواء الوسط السياسي أو الشارع اليمني برمته لدى جميع الأطراف، نظراً لما شاهدوه من عدم تحقيق أي نتائج تذكر خلال مهمات المبعوثين السابقين الثلاثة منذ اندلاع الحرب الراهنة في اليمن، وهم المغربي جمال بنعمر والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد والبريطاني مارتن غريفيث.وأظهرت ردود أفعال الشارع اليمني سلبية كبيرة تجاه تعيين غرندبيرغ في هذه المهمة، ليس تجاه شخصه، فهو دبلوماسي سويدي مشهود له باهتمامه الخاص باليمن، ولكن تجاه المهمة الشاقة لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، والتي لم ولن تكون سهلة في ظل تعنت مختلف الأطراف على مواقفهم وصعوبة إقناع أي منهم على التنازل ولو قليلاً من أجل الوصول إلى نقطة التقاء وحل وسط مقبول لدى الجميع ويضمن سلاماً دائماً للبلاد.وكلما جاء مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى اليمن يتراجع الأمل لدى اليمنيين وتتناقص التطلعات في إمكانية تحقيق أي نتائج تذكر على صعيد وقف الحرب وإحلال السلام، خاصة وأن التجربة الأممية في اليمن كانت فاشلة بامتيار رغم استعانتها بخبراء أمميين ودبلوماسيين دوليين من الوزن الرفيع، لكن كل جهودهم ذهبت أدراج الرياح، وكل ما يأتي مبعوث جديد يبدأ من نقطة الصفر، وكأن سابقه لم ينجز شيئاً، حيث مرسوم لهم خطوط عريضة ولكن لكل منهم رؤيته الخاصة في كيفية إدارة الصراع ومحاولة احتوائه، من خلال استخدام مهاراته الخاصة وعلاقاته السابقة بأطراف الصراع في اليمن، حيث عمل الدبلوماسي السويدي هانس جرندبيرغ سفيراً للاتحاد الأوروبي لدى اليمن خلال السنوات الماضية وتعتقد الأمم المتحدة أن علاقاته التي نسجها خلال فترة عمله هناك يمكن أن تكون داعمة لمهمته الجديدة كمبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن وبداية مشجّعة لأحـداث خـرق في جـدار الأزمـة اليمنية بعـد فشل نظرائه الثلاثة السابقين.ويعتقد الكثير من السياسيين أن المبعوث الأممي الأول لليمن جمال بنعمر لعب دوراً بارزاً في «حياكة خيوط اللعبة» التي أسفرت نتائجها الحرب الحالية في البلاد بعد أن خرج اللاعبون عن المسار المرسوم لهم بتمرد جماعة الحوثي وانقلابها على السلطة الشرعية في البلاد واجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 أيلول/ سبتمبر 2014 بترتيب وتنسيق وتوافق مبعوث الأمم المتحدة واللاعبين الإقليميين والدوليين، والذين لم يعلن أي منهم حينها أي ردة فعل أو تنديد أو استنكار لذلك الانقلاب وكأنه كان مساراً طبيعياً يسير وفق الخطة المرسومة له، كما أن السفارات برمتها لم تغلق أبوابها ولم يتم إجلاء أي من الدبلوماسيين الأجانب رغم امتلاء شوارع العاصمة صنعاء بميليشيات جماعة الحوثي المدججين بالأسلحة الثقيلة وسيطرتهم على كافة منشآت ومؤسسات الدولة.وجاء خلفاً له الدبلوماسي الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي كان خبيراً بالشأن اليمني، من خلال عمله السابق كمنسق دائم لمكتب الأمم المتحدة في اليمن، وتميز بالحكمة والجدية في وقف الحرب ومحاولة إقناع أطراف الصراع المسلح في اليمن برؤيته لوقف الحرب وضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مكونات الدولة اليمنية، من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول جذرية للأزمة اليمنية، ولكن الانقلابيين الحوثيين وجدوا من مبادرته وسيلة للانتقاص مما قد حققوه على أرض الواقع من مكاسب عسكرية، وربما سياسية، ورفضوا قطعياً التنازل عن أي من تلك المكاسب، خاصة وأن الحكومة الشرعية حينذاك كانت تطالب بانسحاب ميليشيات جماعة الحوثي من مؤسسات الدولة ومن المدن التي سيطرت عليها، وهذا ما ترفضه جماعة الحوثي جملة وتفصيلاً، وتطمح فقط إلى شرعنة وضعها الانقلابي، للخروج من حالة العزلة الدبلوماسية دولياً، ولذا عملت جماعة الحوثي على عرقلة جهود ولد الشيخ ووصل الأمر بهم إلى حد محاولة اغتياله أثناء وصوله العاصمة صنعاء لمقابلة قيادات جماعة الحوثي هناك.وتلا ذلك تكليف الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، الذي جاء بعقلية غربية في تشتيت القضية الأساسية في اليمن وهي الانقلاب الحوثي على الدولة، ومحاولة تجزئتها إلى محاور وتقسيط حلولها على مراحل، مثلما عمل في اختلاق قضية الحديدة والتي ركز جهوده كلها من أجل تحقيق اتفاق ستوكهولم بين الحكومة الشرعية والحوثيين نهاية العام 2018 بشأن منع القوات الحكومية من اقتحام مدينة الحديدة، رغم أنها كانت على مشارف المدينة، والتي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، وأشغل غريفيث العالم بالإعداد لهذا الاتفاق وآليات تنفيذه والتعثرات التي واجهها المراقبون الدوليون على الأرض لتنفيذ ذلك الاتفاق، وغيّب كثيراً القضية الأساسية في مهمته باليمن وهي وقف الحرب وإحلال السلام، والتي وصل بشأنها إلى طريق مسدود وخرج من مهمته التي امتدت لنحو ثلاث سنوات بخلاصة فاشلة أسوأ من سابقيه.وبعد كل هذه التجارب السابقة المليئة بافشل والمحاولات اليائسة في حلحلة الملف اليمني، يأتي الدبلوماسي السويدي هانس غرندبيرغ، «لا ليكون إضافة نوعية لإحلال السلام في اليمن ولكن لإضافة فشل جديد للأمم المتحدة هنا، وتجريب المجرّب الذي ما عاد الناس يأملون من ورائه تحقيق أي نتائج تذكر على صعيد وقف الحرب وتحقيق سلام متين ودائم في ربوع البلاد»، على حديد تعبير أحد السياسيين اليمنيين وتأكيداً لصعوبة المهمة التي تنتظره، جاء الموقف الحوثي على لسان كبير مفاوضي الجماعة، محمد عبد السلام، الذي قال على تويتر تعليقاً على تعيين غروندبيرغ: «لا جدوى من أي حوار قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية». وتابع عبد السلام: «لا نرى أي جدوى من ذلك، فالمبعوث ليس بيده شيء حتى نلتقيه» وإنه لم يحدث أي تقدم بعد زيارة المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ للرياض الشهر الماضي.!!


www.deyaralnagab.com