logo
1 2 3 45603
تطورات أوكرانيا تدفع السويد إلى تعزيز حضورها العسكري في جزيرة غوتلاند خوفا من مفاجأة روسية!!
21.01.2022

في ظل التوتر الذي يخيم على أوروبا بسبب النزاع الروسي- الأوكراني، أقدمت السويد على تعزيز حضورها العسكري في جزيرة غوتلاند في بحر البلطيق خوفا من مفاجأة روسية بالسيطرة على الجزيرة الاستراتيجية. وبدأت هذه التطورات تدفع كلا من السويد وفنلندا إلى التفكير في الانضمام إلى الحلف الأطلسي خوفا من مخططات الكرملين.وتبرز وسائل الإعلام السويدية والأوروبية قرار حكومة استكهولم بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جزيرة غوتلاند من قوات برية وبحرية وجوية وتحصينات ضد سلاح الجو بعدما قامت روسيا بتعزيز تواجدها العسكري خلال الشهور الأخيرة في منطقة كالينينغراد الواقعة بين لتوانيا وبولونيا. ويبرز بار أولريتش مدير الأخبار في جريدة “غوتلاند اليهاندا” الصادرة في الجزيرة، أنه “يوجد غموض كبير في الوضع، ولكن الجيش السويدي أراد استعراض القوة”. وعمليا، قام الجيش السويدي خلال أمس الخميس بتوزيع صور وفيديوهات على وسائل الإعلام لنشر الاطمئنان وسط السكان المتخوفين من مغامرة روسية، ولكي يرسل رسالة إلى الكرملين.وجاء القرار السويدي بنشر الجيش كردٍ على قرار عسكري مثير لروسيا، فقد أرسلت وزارة الدفاع في موسكو الأسبوع الماضي إلى بحر البلطيق وبالقرب من جزيرة غوتلاند ثلاثة سفن حربية تضاف إلى ثلاث أخرى متمركزة هناك باستمرار، ثم غادرت لتتمركز في مضيق بين السويد والدنمارك. وتحاول السويد التقليل من القرار العسكري واعتبار الانتشار الجديد ليس ردا مباشرا على موسكو، بل هو انتشار ضمن إعادة توزيع القوات العسكرية. وكان تصريح ماتياس أردين قائد القوات العسكرية السويدية في جزيرة غوتلاند بليغا يوم الثلاثاء، بقوله: “المتأمل في خريطة البلطيق، سيدرك أننا في الوسط، وكل من يسيطر على الجزيرة سيتحكم في عمليات الإبحار جوا وبحرا”.وتعتبر السويد رفقة فنلندا ضمن الدول القلقة من تطورات أوكرانيا لأسباب كثيرة، كونها تدرك عزيمة روسيا على خرق القوانين الدولية عندما ضمت بالقوة، وإن كان عبر استفتاء تمويهي، شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. في الوقت ذاته، تعي جيدا رغبة روسيا في التواجد المكثف في بحر البلطيق كنوع من تطويق شمال أوروبا، وأخيرا بسبب عدم وجود السويد وفنلندا ضمن حلف الأطلسي.وبدأت الأوساط العسكرية والسياسية في السويد وفنلندا تتحدث عن التفكير بجدية في الانتماء إلى “الناتو” لا سيما في ظل وجود البلدين في الاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة. وكان الرئيس الفنلندي سولي نانيستو، قد أوضح في خطابه خلال أعياد الميلاد الأخيرة: “حرية اختيار فنلندا تتجلى كذلك في احتمال الانضمام عسكريا إلى منظمة حلف الأطلسي”.وتقول الخبير في سياسة الدفاع هانا أوخاينين من جامعة تمبرا الفنلندية: “كان على السويد وفنلندا التحرك، لا يمكنهما البقاء صامتتين، كان عليهما إبراز حريتهما في اتخاذ القرارات الخاصة بسياستهما الدفاعية”. وتبرز هذه الخبيرة صعوبة فنلندا، فهي تشترك في حدود طولها 1300 كلم مع روسيا، وتعد الأخيرة شريكا تجاريا استراتيجيا، وبالتالي كل انخراط في الحلف الأطلسي ستكون له تبعات كبيرة. ولهذا، فنسبة الفنلنديين الذين يؤيدون الانضمام إلى الحلف لا تتجاوز 24%، وفق آخر استطلاع للرأي.ويختلف الأمر في حالة السويد، حيث ترتفع النسبة إلى 50% وسط السويديين الذين يريدون الانضمام إلى الحلف الأطلسي، وجعلت الأحزاب اليمينية من هذه النقطة محورية في برنامجها السياسي- الانتخابي.وعمليا، تبرز عدد من مراكز التفكير الاستراتيجي خاصة تلك التي تدرس مستقبل النزاعات بسبب الطموحات الجيوسياسية للدول الكبرى ومنها روسيا، أن منطقة البلطيق مرشحة لتشهد تطورات مقلقة مستقبلا، وذلك نتيجة عزم روسيا تأمين أمنها القومي من جهة، وبسبب عودة الغرب إلى التمركز بقوة في المنطقة كنوع من مظاهر عودة الحرب الباردة.!!


www.deyaralnagab.com