logo
1 2 3 45602
لبنان: غضب بعد تسميم نحل وانتشار ظواهر قتل الطيور والضباع!!
21.02.2022

في إطار الارتكابات البيئية والطبيعية الخطيرة التي تجري في بعض المناطق اللبنانية، أقدم مجهولون على قتل خلايا ما يفوق 200 قفير من النحل عبر رش الخلايا بمبيد سام وقاتل، وذلك في بلدة سرجبال في قضاء الشوف عائدة للشيخ نبيل العياص.وقد لقيت هذه الخطوة استنكاراً واسعاً لم يقتصر على جمعيات بيئية ومهتمين بالشأن البيئي، بل إن شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبي المنى دان بشدة “الاعتداء الإجرامي على خلايا النحل كونه اعتداء بيئياً وأخلاقياً سافراً”، سائلاً “الله أن يعوّض على الشيخ العياص أكثر مما كان عليه”، ومتمنياً “على الأجهزة المختصة التحقيق بالقضية والكشف عن المجرمين ومعاقبتهم بأقصى ما يستحقون”.وفي محاولة لتطويق ذيول هذا الاعتداء وعدم امتداد انتقال السم إلى قفران نحل أخرى في منطقة الشوف المتميّزة بإنتاج العسل الطبيعي وخصوصاً في محمية أرز الشوف الطبيعية التي تشتهر بإنتاج العسل من شجر الأرز أو السنديان غير المغشوش، فقد تمّ أخذ عيّنات لفحصها في مختبر متخصص لمعرفة المادة السامة بحسب ما كشف مدير محمية أرز الشوف نزار هاني الذي أوضح أنه “تم تلف البراويز المتضررة تفادياً لانتقال السم إلى المناحل القريبة”، مشيراً إلى “أن القوى الأمنية ووزارة الزراعة تتابع الموضوع بكل جدية واهتمام”.ولا تقتصر الاعتداءات البيئية على ما جرى مع قفران النحل، إذ سُجّل منذ أيام قليلة إطلاق النار على طير اللقلق الذي يبدأ عبوره في مثل هذا الوقت في الأجواء اللبنانية. وإذا كانت ظاهرة صيد الطيور المهاجرة تراجعت في السنوات الفائتة، إلا أن وزير البيئة ناصر ياسين حرص على التغريد بأن “طير اللقلق صديق للبيئة والعدو الأول للجراد والقوارض والحشرات”، وقال “يتحضّر اللقلق الأبيض ليبدأ مروره الربيعي عبر لبنان فوق السهول الساحلية وتستمر زيارته لربوعنا بدءاً من أواخر شباط حتى أواخر حزيران”. وأضاف “اتركوا أسرابه تمر بسلام”.ومن الظواهر التي تلقى استنكار الناشطين البيئيين ما أقدم عليه صيادون في خلال العاصفة الثلجية الأخيرة “هبة” عندما أقدموا على إطلاق النار على حيوان “الضبع”. ويأتي صيد الضباع المخططة من قبل بعض الأشخاص إما بسبب جهلهم لمعرفة أي معلومات عن أهمية هذه الأنواع من الحيوانات أو بسبب الخوف منها كما حصل في العاصفة الثلجية التي ترافقت مع برد قارس جعل بعض الحيوانات التي تعيش في البرية والغابات تقترب من المناطق المأهولة بحثاً عن الأكل والدفء، ومنها “الضبع المخطط” الذي تعرّض للقتل.وقد عزا أصحاب الاختصاص تعرّض هذه الضباع إلى القتل بسبب الخرافات والقصص التي حيكت حولها بأنها تهجم على الإنسان وتفترسه، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق حسب الباحث في العلوم البرية منير أبو سعيد الذي ميّز بين الضبع المنقّط الذي نراه على التلفزيون وبين الضبع المخطط الموجود في لبنان بقوله “إن الضبع الموجود هنا هو الضبع المخطط وهو لا يعيش بمجموعات ويعيش على الجيف ولا يمكنه أن يتصيّد، حتى أنه لا يتصيّد حيوانات أليفة إلا إذا كانت واحدة منها مربوطة أو مكسورة ممكن أن يأكلها، أما إذا كانت طليقة وغير مربوطة، فليست لديه القدرة أن يركض، والأمر ينسحب على الإنسان أيضاً فهو لا يهجم عليه”.ولفت أبو سعيد إلى “أنّ لدى الضبع على ظهره عرف شعر طويل، وعندما يرى الإنسان يرفعه من خوفه منه وذلك حتى يظهر بأن حجمه كبير فيخاف منه الإنسان، وإنما هذا التصرّف لا ينمّ عن الخوف بقدر ما ينمّ عن حيلة للضبع تُمكنه من الهرب من أمام الإنسان تماماً كما تفعل الهرّة عندما تجد كلباً، فتنفش وبرها لتظهر حجمها الكبير”.وأوضحت مصادر في وزارة البيئة لـ”القدس العربي” أن الضباع لها دور على الصعيد البيئي في تنظيف الطبيعة من الجيف والحشرات كونها تقتات عليها وتساهم في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة، ولفتت إلى “أن الضبع ليس حيواناً مفترساً ولا يهاجم الإنسان إلا دفاعاً عن النفس إذا قام هذا الأخير بمهاجمته، إضافةً إلى أن الضبع المخطط هو من الأنواع المدرجة على اللائحة الحمراء الصادرة عن الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة IUCN والمتعلق بالأنواع المهددة بالانقراض عالمياً”.وذكّرت المصادر بقرار وزير البيئة القاضي بمنع صيد الذئاب والضباع والثعالب على مدار السنة كونها من الحيوانات البرية المحلية والتي أصبحت نادرة في لبنان، وأن أي مخالفة لهذا القرار تعرّض مرتكبيها إلى الملاحقة القانونية”.وكانت وزارة الزراعة حذّرت المواطنين من قتل وتعذيب الذئاب والضباع، وخصوصاً الضبع المخطّط، وهو الحيوان الوطني للبنان، كما ناشدت جمعيات بيئية عدم صيد هذه الفئة من الحيوانات لما لها من أهمية على التنوع البيولوجي.هذا وسُجل مؤخراً أيضاً قتل عدد من الغزلان في منطقة الجنوب التي تأتي أحياناً من فلسطين وسوريا لأنها قد أضاعت طريقها واجتازت الحدود لتجد لها المرعى وتطمئن بأنه لا توجد حيوانات كبيرة تهجم عليها وتأكلها، وإنما للأسف هناك بعض الأشخاص يقومون بصيدها وهذا الأمر يتطلب التوعية بعض الشيء.وكما حال الطيور والضباع والذئاب والغزلان كذلك حال الكلاب الشاردة التي تنزل من الأعالي طلباً للدفء وللأكل. وهذا ما شهدته مدينة طرابلس حيث تعرّضت كلاب شاردة للتعذيب والقتل الأمر الذي استدعى تحرّكاً مباشراً من قبل مدافعين عن حقوق الحيوانات مع عددٍ من الأطباء المتخصصين سعياً للحد من التعرّض العنيف لها، وذلك من خلال التجمّع في التلّ، لرفع الشعارات والصور التي تُشير إلى جرائم طالت الكلاب تحديداً في الأشهر الأخيرة.وقد تعرّض هذا التجمع من قبل بعض المواطنين إلى السخرية على اعتبار أنّ الإنسان يستحقّ الاهتمام أكثر من الحيوانات.


www.deyaralnagab.com