logo
1 2 3 45601
جامعتا النجاح والزرقاء تعقدان المؤتمر الدولي المشترك في الاقتصاد والعلوم الإدارية !!
26.03.2022

نابلس- غسان الكتوت/ الرواد للصحافة والإعلام- أقامت جامعتا النجاح الوطنية والزرقاء على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين، المؤتمر الدولي المشترك في الاقتصاد والعلوم الإدارية بعنوان “جائحة كورونا: آثارها واستراتيجيات التعافي” بمشاركة باحثين متميزين من بلدان متعددة أجنبية وعربية، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والجزائر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، والعراق بالإضافة إلى الأردن وفلسطين.ويعد هذا المؤتمر سابقة علمية مشتركة، تُعد الأولى من نوعها في جامعات الوطن وكليات الأعمال فيه، إذ تم تحكيم كافة أوراقه العلمية من قبل قاعدة البيانات الدولية سكوبس/ سبرنجر الشهيرة، وسيتم نشرها في عدد خاص من قبلها.وشهد فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أ. د. عبد الناصر زيد، رئيس جامعة النجاح، ود. ســــــائـد الكوني، عميد كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في الجامعة، واللواء أكرم رجوب، محافظ جنين، وعمر هاشم، رئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية في فلسطين، وأنيس سويدان، نائب رئيس بلدية نابلس، وبشار الصيفي، ممثل وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني.ومن جامعة الزرقاء حضر كل من المهندس سمير الحباشنة، رئيس مجلس أمناء الجامعة وراعي الحفل، وأ. د. نضال الرمحي، رئيس الجامعة، وأ. د. زكريا عزام، عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في الجامعة، وبمشاركة لفيف من عمداء الكليات ونواب ومساعدي الرئيس وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والمتخصصين والباحثين في الجامعتين، وحشد من الطلبة والمهتمين وبمشاركة نخبة كبيرة من الباحثين من مختلف البلدان العربية والأجنبية.وافتتحت جلسات المؤتمر الذي عقد على مدار يومين متتاليين بالتزامن وجاهياً وعبر خاصية الفيديوكونفرس في مدرجات الشهيد ظافر المصري في جامعة النجاح ومدرج المؤتمرات في جامعة الزرقاء، واستهلت بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم ثم عزف النشيد الوطني الفلسطيني والسلام الملكي الأردني.وفي كلمته، رحب أ. د. زكريا عزام عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة الزرقاء بالمشاركين والحضور، موجهاً شكره لإدارة جامعة الزرقاء على دعمها للمؤتمر، وعبر عن اعتزاز الجامعة بمشاركة جامعة النجاح في تنظيم هذا المؤتمر الدولي.وقال إن هذا المؤتمر يعقد في وقت حرج، حيث ما زال العالم يعيش فيه على بحر من التخوفات والتساؤلات حول مستقبل اقتصاده وأجياله القادمة في ظل جائحة كورونا التي ما زالت آثارها تثقل كاهل الاقتصاد العالمي عامة واقتصادات الدول خاصة.وأضاف أن الجائحة تركت أثارا واضحة على اقتصادات الدول وأدواتها وأنشطتها، وفرضت تداعيات سلبية على كثير من مظاهر الحياة الاقتصادية مثل النمو الاقتصادي والإنتاج والتجارة الخارجية والسياحة والنقل والعمالة والزراعة والأمن الغذائي والصحة، وأثرت بشكل مباشر على كثير من شرائح المجتمع وغيرت من عاداتهم وأنماط حياتهم.وأكد أ. د. عزام أن الآثار الكارثية التي خلفتها الجائحة تحتاج الى تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية، ووضع الحلول واتخاذ الإجراءات للخروج من الواقع الصعب. وأوضح أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهم الآثار التي خلفتها الجائحة واستراتيجيات التعافي في مواجهة آثارها وكيفية الخروج بحلول تساهم في نمو وازدهار الاقتصاد العالمي واقتصاداتنا خاصة.ومن ناحيته، شكر د. ســــائـد الكوني عميد كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في كلمته إدارة جامعة النجاح ومجلس أمنائها على دعمهما الدائم للجهود العلمية والبحثية في الجامعة وتوفير كافة سبل نجاحها ومن ضمنها هذا المؤتمر، الذي يُشكل محفلا علمياً عالمياً بنكهة عربية فلسطينية أردنية، ويؤسس لمحطة فارقة في المسيرة البحثية ليس فقط بين الجامعتين وإنما على مستوى كليات الأعمال في الوطنين الشقيقين.ولفت إلى أنه تقدم للمؤتمر ما يفوق 140 ورقة بحثية من شتى أنحاء العالم، جرى تحكيمها جميعاً من قبل قاعدة البيانات الدولية الشهيرة “سكوبس”، وقُبلت منها للمؤتمر 80 ورقة استوفت متتطلبات النشر العلمي، ما يشكل إضافة نوعية للسمعة العلمية الرصينة والمميزة لكلا الجامعتين، وفق معايير الأداء الدولية.وأضاف د. الكـونـي أن هذا المؤتمر الدولي يتناول موضوعاً مهما ترك آثاره الاقتصادية والصحية والاجتماعية العميقة على مجتمعاتنا العربية وسائر دول العالم، ويأتي مكملاً لموضوع المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة النجاح في نيسان من العام الماضي، ورصدت أوراقه البحثية آثار جائحة كورونا على مختلف مناحي الحياة وشارك فيه أيضاً باحثون من مختلف الدول العربية والأجنبية، في حين خُصص مؤتمر هذا العام لتناول استراتيجيات وآليات تعافي الاقتصادين الفلسطيني والأردني من هذه الآثار.بدوره، قال أ. د. نضال الرمحي رئيس جامعة الزرقاء، إن الجامعة تستضيف كل عام ثلة من الباحثين والعلماء المختصين في مختلف القضايا وبكافة الجوانب التي تهم المجتمع الإنساني وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية.وأشاد بعلاقة الشراكة مع جامعة النجاح في عقد هذا المؤتمر الدولي، وقال إن هذا المؤتمر هو ثمرة تعاون بين الجامعتين من أجل تقديم رؤية علمية شاملة للواقع، الذي فرضته جائحة كورونا وما رشح عنه من تحديات وفرص على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والنفسية.وبين أن الجائحة شكلت حدثا عالميا مذهلا ومفاجئا وأحدثت تحولات جذرية وعميقة في النظام الاقتصادي خاصة وفي كافة المجالات الإنسانية عامة، وأسفرت عن نتائج وتطورات أصابت العالم بالصدمة، وما زاد من صعوبة الأمر أن كافة الدول لم يكن لديها الخبرة الكافية لمواجهة هذا الحدث التاريخي.من جانبه، قال أ.د. عبد الناصر زيد رئيس جامعة النجاح إن هذا المؤتمر يمثل تعزيزا لنهج التعاون بين الجامعتين وفق اتفاقية التعاون الموقعة بينهما في مجالات علمية وبحثية متعددة، واستكمالا للدورين البحثي والسياسي المنبثقين من تلمسهما للصعوبات والاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للمرحلة الراهنة التي تعيشها مكونات المجتمع الفلسطيني، خاصة في ظل القرصنة الإسرائيلية على المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية وتداعيات جائحة كورونا التي تؤثر على مؤشرات التنمية البشرية محليا وعالميا.وأشار إلى أنه ورغم شح الإمكانات المادية للشعب الفلسطيني والظروف الصعبة التي تفرضها ماكينة الحرب الاقتصادية والسياسية والأمنية الإسرائيلية، إلا أن هذا الشعب قادر بما يملكه من مقومات بشرية على تحقيق مستويات أفضل على مؤشرات التنمية وفق الرؤية الأممية لأهداف التنمية المستدامة.وأكد أ. د. زيد ضرورة تضافر جميع الجهود الأكاديمية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية وبذل المزيد من التعاون الدولي والإقليمي والعربي المشترك، وشدد على أن هذا المؤتمر سيتبعه آفاق تعاون مشترك بين مختلف الكليات والتخصصات في الجامعتين، خاصة عمادتي البحث العلمي والدراسات العليا.وفي كلمته، أشاد المهندس سمير الحباشنة، رئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء بمكانة جامعة النجاح وتميزها في مختلف المحافل الدولية، مؤكداً أن هذا المؤتمر يمثل معالجة رشيدة لما فرضته جائحة كورونا من آثار سلبية ومعالجتها بأساليب علمية وموضوعية من خلال البحوث التي تحاكي الاحتياجات الوطنية والتي ستسهم توصياتها في اشتقاق برامج علمية تخدم الاقتصاد.وأعرب عن أمله بأن يبحث المؤتمر في أدوات التشبيك بين الاقتصادين الأردني والفلسطيني، مشيرا إلى أن سقف التبادل التجاري السنوي بين الأردن وفلسطين محكوم بـ700 مليون دولار، وفق ما جاء في مؤتمر باريس، متسائلا إن كان هذا المبلغ يمكن أن يحسن العلاقة الاقتصادية الأردنية الفلسطينية ويحقق إنتاجية أعلى، أو أن يساند الاقتصادين بالتحول من اقتصادات استهلاكية استيرادية إلى اقتصادات إنتاجية تصديرية.وعُقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عُقدت جلسة خاصة تم فيها استضافة المتحدث الرئيس للمؤتمر، الباحث في العلوم الإدارية والمحاضر في جامعة “روزفلت” في الولايات المتحدة الأمريكية، الأستاذ الدكتور حسام أبو خضرة، بعنوان “تحديات البحث العلمي في ظل جائحة كورونا” وحاوره أ. د. عبد الناصر نور، رئيس قسم المحاسبة في جامعة النجاح.وتناولت أوراق المؤتمر العلمية على مدار يومين، مواضيع مختلفة وزعت على خمسة محاور؛ هي: التحول الرقمي ودوره في التعافي من آثار جائحة كورونا، وسياسات الاستدامة والعدالة والمساواة بعد تجربة كورونا، والتجارة الإلكترونية، والإدارة الاستراتيجية في ظل الجائحة والاتصال، ودوره في التصدي والتعافي منها، وضم المؤتمر عشر جلسات عقدت بالتوازي وجاهياً في الجامعتين مع ربط إلكتروني لتمكين الباحثين والحضور فيهما من المشاركة الفعالة، ألقي خلالها ثمانون بحثاً وردت من باحثين من عشر دول عربية وأجنبية، غطت محاور المؤتمر الخمسة.
وعقدت الجلسة الختامية يوم الخميس في جامعة النجاح الوطنية برئاسة د. فلسطين نزال، رئيس قسم علم النفس والإرشاد النفسي، وكانت بعنوان “الإدارة الاستراتيجية في ظل جائحة كورونا”، حيث غطت مجموعة مجالات بحثية ذات صلة وتناولت آليات التعاطي مع آثار الجائحة على الصحة العامة للأفراد وتحديدا على الصحة النفسية، وكيفية تعامل الجهات السيادية في البلدين مع ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في ظل جائحة كورونا، واستراتيجيات المؤسسات في التعامل مع الأزمات من منظور صحي، وطرق التعافي من تأثير الجائحة على قطاع السياحة المحلية، وطرق التقييم البديلة التي أفرزتها لطلبة المدارس في المرحلة الأساسية وأثرها على التفكير العلمي.واختتم د. سائد الكوني أعمال المؤتمر مُثنياً على جهود جميع لجان المؤتمر والباحثين والطواقم الإدارية في كلا الجامعتين والجهات الداعمة للمؤتمر وجموع المشاركين في جلساته، مؤكدا أهمية الأبحاث التي عرضت والمناقشات التي كان لها أكبر الأثر في تعزيز وتنمية العديد من المعارف والمهارات لدى الحضور والمشاركين، آملاً أن تكون نتائج وتوصيات هذا المؤتمر خير عون لصناع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في فلسطين والأردن، في رسم استراتيجيات وخطط وسياسات تنموية شاملة تمكن البلدين الشقيقين من التعافي السريع والمدروس من آثار الجائحة، وتأمين العيش الآمن والكريم لشعبيهما.ونوه أن الأوراق العلمية للمؤتمر خرجت بمجموعة من التوصيات أهمها ضرورة تبني أصحاب القطاعات المختلفة لمعايير التكنولوجيا الحديثة للحد من آثار الأزمات المستقبلية كإجراء وقائي، وضرورة توفير البنية التحتية التكنولوجية لردم الفجوة في متطلبات السوق، ومخاطبة الجهات ذات الصلة الحكومية والخاصة لتقديم الدعم اللازم للمشاريع الإنتاجية الصغيرة للمحافظة على ديمومتها في ظل الأزمات كخطة استراتيجية تشاركية فيما بينها، والعمل على نشر الوعي من قبل الجهات الريادية والرسمية في البلدين لتعزيز الثقة بالمنظومة التكنولوجية وتطبيقاتها كبديل ناجح للطريقة التقليدية للتعامل مع الأزمات، وتوجيه الجامعات والمراكز البحثية لتكثيف الجهود والدراسات التي تهدف إلى تقديم حلول مستقبلية للحد من مخاطر الأزمات المتوقعة.
*المصدر : - “القدس” دوت كوم


www.deyaralnagab.com