بدأت اليوم، الجمعة، "استفتاءات" الضمّ في المناطق الأوكرانية الخاضعة بشكل كامل أو جزئي لسيطرة روسيا، وفق ما أفادت وكالات أنباء روسية، في خطوة اعتبرتها كييف "صورية"، فيما دانتها الدول الغربية واعتبرتها غير قانونية وتمثل تصعيدا في النزاع.ومن المقرر أن يستمر التصويت الذي بدأ عند الساعة الثامنة صباحا، حتى 27 أيلول/ سبتمبر الجاري، في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، وفي منطقتَي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة الروس، في خضمّ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.وفي منطقتي زابوريجيا وخيرسون، طرح السؤال في ورقة الاستفتاء على الشكل الآتي: "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا وتحويل المقاطعة إلى دولة مستقلة والانضمام إلى روسيا؟". أما دونيتسك ولوغانسك، فتمت صياغة السؤال كالآتي: "هل تؤيد الانضمام إلى روسيا كأحد مكونات الاتحاد (الروسي)؟".وأوضحت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أنه "نظرا لضيق الوقت والافتقار إلى المعدات التقنية، اتخذ القرار بعدم إجراء تصويت إلكتروني واستخدام البطاقات الورقية التقليدية".وستكون الإجراءات في المناطق الأربعة غير تقليدية إلى حدّ بعيد، بحسب "تاس". ففي الأيام الأربعة الأولى سيتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير أي الثلاثاء، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم.وقال رئيس "جمهورية لوغانسك" المعلنة من جانب واحد، ليونيد باسينشيك، في تصريحات نقلتها الوكالة الروسية، إن المنطقة تنتظر هذا الاستفتاء منذ 2014، مضيفا "إنه حلمنا المشترك ومستقبلنا المشترك".وكانت السلطات التي عيّنتها موسكو في أربع مناطق في أوكرانيا قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، عزمها على تنظيم استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا، وذلك بدءًا من 23 ولغاية 27 أيلول/ سبتمبر الجاري.وهذه الاستفتاءات التي يجري الإعداد لها منذ شهور ستكون مشابهة للاستفتاء الذي أجري في عام 2014 في القرم وأضفى الطابع الرسمي على ضمّ روسيا شبه الجزيرة الأوكرانية.ورحبت موسكو، بدورها، بالخطوة، فيما اتهمت كييف روسيا بشن حرب هجينة لضم الأراضي الأوكرانية إليها.من جانبه، أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشدة، الاستفتاءات الجاري تنظيمها في بعض المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، وذلك في بيان صدر عنه مساء أمس، الخميس.وقال الحلف: "ندين بشدة ما يسمى بالاستفتاءات" التي يخطط الانفصاليون لتنظيمها في أوكرانيا للانضمام إلى روسيا. وأضاف أن "الحلفاء لم ولن يعترفوا أبدًا بضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم".وقال البيان إن "الاستفتاءات الصورية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون بأوكرانيا ليس لها شرعية وستكون انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة". وشدد على أن حلفاء الناتو لن يعترفوا بالضم "غير القانوني وغير الشرعي (لتلك المناطق)".ولفت إلى أن "القرارات الروسية هذه، بما في ذلك التعبئة العسكرية الجزئية، زادت من تصعيد الحرب". وقال إن الحلف يواصل "رفض خطاب روسيا النووي غير المسؤول". وشدد البيان على دعم الحلف السياسي والعملي لاستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها وحقها في الدفاع عن النفس.وجاءت التعبئة بعد استعادة القوات الأوكرانية غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد استعادت فيه كييف قرى وبلدات ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية.من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الخميس، إنه "لا يمكننا ... ترك الرئيس بوتين يفلت" من المحاسبة، مستنكرا استفتاءات الضم ومعتبرًا أنها "وهمية".وشدد على أن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يُدمَر أمام أعيننا... (الدفاع عن سيادة أوكرانيا) يتعلق بحماية نظام عالمي بحيث لا يمكن لأي دولة إعادة رسم حدود دولة أخرى بالقوة".وتقول عواصم الغرب إن عمليات التصويت صورية وردّت بفرض عقوبات على موسكو، ورد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، متهما بدوره أوكرانيا بأنها تعاني "رهابا روسيا".وقال لافروف أمام مجلس الأمن بالقول إن "هناك محاولة اليوم لفرض رواية مختلفة تماما عن عدوان روسي هو أصل هذه المأساة".!!