logo
1 2 3 45601
إردوغان يستخف بهجرة الأدمغة: "فليرحلوا بحثا عن طموحات محدودة"!!
23.10.2022

تواجه تركيا ظاهرة هجرة أدمغة، وخاصة في أوساط الأطباء. وتطرق الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مؤخرا إلى الظاهرة في خطاب متلفز، بقوله "فليرحلوا إذا أرادوا، سنستمرّ مع متخرجين جدد".وقال طبيب تركي يدعى مسعود (38 عاما) لوكالة فرانس برس التي نشرت تقريرا حول هذه الظاهرة اليوم، الأحد، إنه "نعاني أساسا على المستوى الاقتصادي، نقدّم تضحيات كثيرة. خطاب من هذا النوع كان النقطة التي أفاضت الكأس. وكنت أدرس الموضوع منذ فترة، لكن تصريحات الرئيس كانت حاسمة" في اتخاذ القرار بالهجرة. وأضاف أنه "حين أتحدث مع أصدقائي، أصعب ما في الأمر هو اليأس الذي يتملّكنا. الجميع بائسون ويبحثون عن بدائل".وهناك آلاف الأتراك المؤهلين وحملة الشهادات الذين يبحثون عن سبل للهجرة، هربًا من الظروف الصعبة على المستويين الاقتصادي والسياسي في تركيا. ولا يبدي هؤلاء ثقة بأن تحمل الانتخابات الرئاسية والنيابية المقررة، في حزيران/يونيو المقبل، والتي سيخوضها مجددا إردوغان الممسك بمقاليد الحكم في تركيا منذ العام 2003، أي تغيير في أحوالهم.ويتقدم الأطباء والعاملون في المجال الصحي، صفوف المهاجرين من تركيا، خصوصا أن العديد من الدول الأوروبية تفتقر الى العدد الكافي من هؤلاء في ظل تقدّم شرائح مجتمعها في السنّ.وبحسب نقابة الأطباء في تركيا، تقدّم 1938 طبيبا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بطلب الحصول على شهادة "حسن سلوك"، وهي الضرورية لمزاولة مهنتهم خارج البلاد. وسجلت طلبات الحصول على هذه الوثيقة زيادة بثلاثة أضعاف في السنوات الثلاث الأخيرة.وتجاوزت نسبة التضخم 83% على أساس سنوي الشهر الماضي، فيما فقدت الليرة التركية أكثر من 50% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي، ما ألقى بثقله على الحياة اليومية لسكان تركيا.الا أن تراجع الاقتصاد والأجور المنخفضة لا يبرران حصرا هجرة الأدمغة هذه، والتي تشمل المؤهلين من حملة الشهادات، الى المتخرجين الجدد، وصولا الى المتخصصين من ذوي الخبرة في مجالهم.ويعاني الأطباء من ظروف خاصة صعبة، اذ يعملون لفترات طويلة، وقد تمتد نوباتهم 36 ساعة متواصلة، ويواجهون التعرض للتعنيف من قبل أقارب لمرضاهم، غالبا ما يبقون من دون إجراءات عقابية.وتعرض 339 من العاملين في المجال الصحي لأعمال عنف في مكان عملهم في الأشهر التسعة الأولى من العام 2022، وفق تقرير لنقابة "ساغليك-سين". وبعد مقتل طبيب قلب على يد أحد أقرباء مريض، في تموز/يوليو، نددت منظمات الأطباء بتقاعس الحكومة، على الرغم من تشديد الأحكام مؤخرًا.بعيدًا عن الطب، يبحث عاملون في مجالات أخرى، خصوصًا وسط المتخرجين الجدد والطلاب الذين يعوّل عليهم إردوغان لتعويض النقص الذي تتسبب به هجرة الأدمغة، عن فرص لمغادرة تركيا.وتقول رئيسة غرفة المهندسين المعماريين في أنقرة، تازجان كراكوش جاندان، بأسف إنه "تدفع الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى تقييد الحريات، الشباب إلى السفر إلى الخارج. إنه لأمر محزن للغاية. يجب أن تكون هذه العقول مصدر ثروة للبلاد".وتشير الى زيادة عدد المهندسين المعماريين الذين يتواصلون مع الغرفة للاستعلام حول شروط الانتقال للعيش في بلد آخر.وتقول بورجو بسمجي، وهي مهندسة معمارية في أنقرة، إنها تحلم بمغادرة تركيا كما فعل اثنان من أصدقائها هاجرا مؤخرًا إلى الولايات المتحد، ويعملان نادلين، "لكنهما سعيدان أكثر مني. هنا، نحن يائسون لدرجة أننا لم نعد نرغب بالقيام بشيء".وساهم ازياد قمع السلطة لمعارضيها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد إردوغان، في صيف 2016، إلى جانب فرض العديد من القيود على حرية التعبير، في تفاقم شعور الكثيرين بـ"اليأس". وتوضح جاندان "يشعر الشباب وكأن حياتهم مُصادَرة. مطلبهم الأساسي هو الديمقراطية".واعتبر الرئيس التركي، نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، أن هذه الانتقادات تعود الى "طموحات محدودة". وتابع أن "أولئك الذين يطرقون أبواب دول أخرى من أجل طموحات محدودة مثل ركوب سيارات أفضل أو حضور حفلات غنائية أكثر، مثيرون للشفقة".من جانبها، قالت هال، وهي طالبة طب سنة ثالثة في أنقرة تخطط أيضًا للرحيل، "نحن الشباب نريد بيئة حرة. وإذا تغيرت الأحوال في تركيا، سأبقى. لكننا عاجزون حتى الآن عن رؤية تغيير على المدى القصير".


www.deyaralnagab.com