يواصل سلاح الجو التركي قصف مواقع عسكرية ومخابئ وبنى تحتية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» لليوم الثالث على التوالي شمال شرقي سوريا، بينما أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، تدمير 78 هدفاً بينها منشآت نفطية، بموجة من الغارات الجوية في سوريا والعراق، رداً على هجمات حزب العمال الكردستاني على قاعدة تركية في شمالي العراق، أسفرت عن مقتل 9 أتراك بمنطقة عملية «المخلب – القفل» شمال العراق 12 يناير/كانون الثاني.ودمرت الطائرات المسيرة والحربية التركية أكثر من 30 موقعاً عسكرياً ومستودعات وأهدافاً بينها بنى تحتية في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية-قسد» شمالي سوريا، وقال مدير شبكة «شرق نيوز» المحلية، المعنية بنقل أخبار المنطقة الشرقية من سوريا، فراس علاوي، في اتصال مع «القدس العربي» إن الطيران المسير التركي استهدف، الإثنين، مواقع لقسد في محيط جبل «كراتشوك» بريف المالكية شمال شرقي الحسكة، وشركة «سادكوب» بمدينة القامشلي، وحقل «عودة» النفطي بريف القحطانية شمال شرقي الحسكة، كما قصف نقطة عسكرية في قرية شرك بريف المالكية شمال شرقي الحسكة، وموقعاً في محيط بلدة أبوراسين بريف الحسكة.وأضاف: «نفذت المسيرات، صباح الإثنين، 5 غارات على مدينة القامشلي، دمرت خلالها مستودعاً للأسلحة داخل حقل رميلان النفطي وموقعاً عسكرياً لقوات «قسد» قرب المنطقة الصناعية. وزير الدفاع التركي يشار غولر، قال في كلمة له الإثنين، إن الجيش التركي «حيد 77 إرهابياً من تنظيم بي كي كي» ودمر 78 هدفاً بينها كهوف وملاجئ ومنشآت نفطية، وذلك في غارات جوية تنفذها قواته منذ السبت الماضي شمال سوريا والعراق.وخلال اجتماعه مع قادة الوحدات العسكرية التركية داخل تركيا وعلى الحدود، قال غولر إن «قوات الجيش ردت فوراً على الهجمات الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد 9 أتراك بمنطقة عملية «المخلب – القفل» شمال العراق يوم 12 يناير/كانون الثاني الجاري.ونفت «قسد» الإثنين، «ادعاءات» تركيا بشأن «استشهاد عدد من مقاتليها خلال الهجمات التي نفذتها خلال اليوم الثالث على مناطق شمال وشرق سوريا». وأكدت في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي أن «تلك الادعاءات كاذبة ومفضوحة، ولم يستشهد أو يصب أيّ من مقاتلينا خلال العدوان المستمر». وشددت على أن الهجمات التركية «تركز على البنية التحتية الأساسية والمنشآت الخدمية، من مؤسسات الطاقة والتجمعات السكنية والمؤسسات الأهلية»، مشيرة إلى أن «الهجمات تجاوزت خمسين حادثة خلال ثلاثة أيام».والسبت، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 9 من جنودها وإصابة آخر بجروح في اشتباكات مع تنظيم «بي كي كي» شمال العراق، الذين حاولوا التسلل إلى منطقة تضم قاعدة تركية في منطقة عملية «المخلب – القفل». واستهدفت الغارات الجوية والقصف تركي محطات إنتاج وتحويل الكهرباء في مدينة عين العرب «كوباني» في ريف حلب الشرقي مرتين، كما استهدف القصف التركي في مدينة عين عيسى محطة للكهرباء، ومحطتي تحويل الكهرباء في مدينة عامودا ومدينة القحطانية شمالي الحسكة. وسبق ذلك قصف محطة الكهرباء في الدرباسية، شمالي الحسكة.والأحد، نفّذ الطيران الحربي والمسيرات التركية غارات ضد مقرّات ومواقع ومنشآت تابعة لـ»قسد» و«الإدارة الذاتية» في محافظات الحسكة وحلب والرقة.وتأتي هذه الحملة من القصف التركي المكثف، رغم تأكيد القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، لموقع «المونيتور» الأمريكي أنّهم تلقوا وعوداً من الولايات المتحدة «لوقف الانتهاكات التركية لمناطقنا، وينتظرون النتائج على الأرض».وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات مجلس تل تمر العسكري قصفت بالصواريخ والقذائف المدفعية قواعد عسكرية تركية شرقي رأس العين بريف الحسكة، بالإضافة إلى مواقع تمركز فصائل المعارضة السورية، في ذات المنطقة، وسط معلومات عن سقوط جرحى.وأشار إلى أن أكثر من 700 قرية وبلدة في عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، وعين عيسى في ريف الرقة، والحسكة وأريافها داخل الأراضي السوري، باتوا في ظلام دامس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق المذكورة بفعل سلاج الجو التركي.ومنذ الجمعة، شنّت 73 هجوماً منذ يوم الجمعة الفائت، وفقاً لإحصائية أعلنتها الإدارة في البيان، منها 7 هجمات استهدفت 5 مواقع ومنشآت نفطية بريف القامشلي، و7 غارات جوية على منشآت للطاقة في كوباني وعين عيسى وريف القامشلي.وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الإثنين، في بيان، إن تركيا شنّت أكثر من 70 ضربة خلال هجماتها الأخيرة على شمالي سوريا.وأضافت أن الهجمات استهدفت نقاط تفتيش لقوى الأمن الداخلي التابع لقوات قسد، وتسببت في إصابة 6 مدنيين، مشيرةً إلى أن الضربات التركية استهدفت 45 منشأة ومنازل مدنيين خلال اليومين الفائتين.الناطقة الرسمية باسم وحدات حماية المرأة YPJ، التي تقود قوات قسد، روكسين محمد، قالت في تصريح لها عبر حسابها الشخصي على منصة اكس، إن «تركيا تشن هجوماً ممنهجاً» ضد مواقع قسد، مؤكدة أن الأخيرة سوف تستخدم «حق الدفاع المشروع» ضد تركيا. ووفقاً لبيان صادر عن «مقاطعة الطبقة» التابعة للإدارة الذاتية الإثنين، فإن القصف التركي استهدف أكثر من 44 موقعاً، وأدى إلى قطع التيار الكهربائي عن قرابة 830 قرية في مناطق عين العرب، عين عيسى، وعامودا، والقامشلي، وتربسيه، ودرباسية، والمالكية»، كما طاول القصف مصافي نفط ومعملاً للغاز.وقالت إن «القصف بث الرعب والخوف لدى الأهالي وكسر إرادتهم ودفعهم إلى ترك منازلهم وقراهم، وضرب مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا».