logo
1 2 3 45603
مخاوف أوكرانية من قرب هجوم روسي واسع النطاق في ظل معضلة التجنيد لدى كييف وبطء المساعدات الغربية لها!!
05.05.2024

بينما يواصل الجيش الروسي ضغطه الميداني عبر ضرباته شبه اليومية بصواريخ وطائرات بلا طيّار على مدن استراتيجية وبنية تحتيّة في أوكرانيا، محافظاً على زمام المبادرة في مواجهة خصم يكافح لتجنيد جنود جدد ويواجه بطء المساعدات الغربية، تزداد مخاوف الأوكرانيين، الذين بات جيشهم في موقف دفاعي منذ فشل هجومه المضاد الكبير الصيف الماضي، من هجوم كبير جديد واسع النطاق.فالصعوبات في أوكرانيا تزداد بسبب افتقار كييف إلى وسائل الدفاع المضادة للطائرات، الأمر الذي سمح للروس بقصف البنية التحتية الأساسية، وخاصة شبكة الكهرباء وخطوط السكك الحديدية. وقد أعلن الجيش الروسي الخميس المنصرم، سيطرته على قرية جديدة في شرق أوكرانيا، مواصلا تقدمه البطيء في هذه المنطقة القريبة من بلدة أفديفكا التي سيطر عليها في شهر شباط/فبراير الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية «حررت قرية بيرديتشي بالكامل».وقد تحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عن خسائر أوكرانية بلغت نحو 111 ألف شخص، دون تفاصيل، منذ بداية العام الجاري. وكان هذا الأخير، قد تحدّث في نهاية شباط/فبراير الماضي، عن مقتل 31 ألف جندي. ومع ذلك، وفقاً للعديد من المصادر الأمنية الغربية، فإن الخسائر العسكرية الأوكرانية تم التقليل من شأنها إلى حد كبير. وقدر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخسائر الأوكرانية بـ444 ألفاً خلال الفترة نفسها، من دون أن يؤكد ما إذا كان يتحدث فقط عن قتلى أم قتلى وجرحى.في ضوء ذلك، يعتقد بعض المحللين العسكريين أن روسيا ربما تكون على وشك شن هجوم كبير جديد في أوكرانيا. في هذا الصدد، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الماضي، من مغبة أن «المحتل الروسي» يستعد لمحاولة توسيع نطاق أعماله الهجومية، معلنا مرة أخرى أن أوكرانيا وحلفائها يجب أن يفعلوا «كل ما هو ممكن لإحباط المخططات الروسية».كما حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف من مغبة أنه من المتوقع أن يزداد الوضع سوءا في منتصف شهر أيار/مايو الجاري وبداية شهر حزيران/يونيو المقبل، تقريباً، وهي «فترة صعبة» على حد تعبيره. وهو تحذيرٌ صدر أيضاً عن مسؤولين غربيين، متوقّعين أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة «صعبة للغاية» على القوات الأوكرانية.الرئيس الأوكراني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، شدّدا، بداية من الأسبوع من كييف، على الحاجة الملحة إلى تسليم مزيد من الأسلحة الغربيّة إلى أوكرانيا. وقال الأمين العام للناتو إن «التأخيرات الكبيرة في إرسال الدعم لأوكرانيا لها تداعيات وخيمة على ساحة المعركة» في إشارة منه إلى تسليم المعدات العسكريّة الأمريكية والأوروبية. لكنه طمأن الأوكرانيين، في الوقت نفسه، أن «ثمة المزيد من المساعدات في طريقها إلى الوصول، وأنّه من المتوقع الإعلان عن مساعدات جديدة قريبا».في هذا الصدد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نهاية الأسبوع عن دفعة من المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا بقيمة ستة مليارات دولار، وهي الأكبر حتى الآن، والتي ستشمل أنظمة دفاع جوي وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار وذخائر مدفعية. فاستئناف المساعدات العسكرية الأمريكية، بعد الموافقة في نهاية نيسان/ابريل الماضي، على خطة بقيمة 61 مليار دولار، من شأنه أن يساعد كييف على تعزيز قواتها ومحاولة تثبيت استقرار الجبهة.كما تجري الولايات المتحدة محادثات مع شركائها لقيادة مجموعة من الحلفاء ستقدم مساعدات تصل إلى 50 مليار دولار لأوكرانيا. وسيتم سداد هذا المبلغ من أرباح الأصول السيادية الروسية التي تم تجميدها، والتي تدر فوائد، وأغلبها في أوروبا. وهذه الخطة هي بشكل خاص موضوع مناقشات داخل مجموعة السبع، وتعمل الولايات المتحدة على ضمان التوصل إلى اتفاق في اجتماع قادة مجموعة السبع في إيطاليا في حزيران/يونيو المقبل عام 2024 حسبما ذكرت «بلومبرغ».من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في مقابلة مع «رويترز» يوم الخميس خلال زيارته لكييف إن الجيش الأوكراني يمكنه استخدام الأسلحة التي تقدمها المملكة المتحدة لضرب أهداف على الأراضي الروسية.أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فعاد ليكرر في مقابلة مع مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الأسبوعية، موقفه غير المستبعد لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا، رغم أن هذا الموقف كان قد أزعج العديد من الدول الأوروبية وتحفظت عليه واشنطن. وقال الرئيس الفرنسي للصحيفة البريطانية الأسبوعية: «إذا ذهب الروس واخترقوا الخطوط الأمامية، وإذا كان هناك طلب أوكراني – وهو ليس الحال اليوم – فيجب علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا بشكل مشروع». وأضاف أن «استبعاد ذلك بشكل مسبق يعني الفشل في تعلم دروس العامين الماضيين». واعتبر الكرملين أن هذه التصريحات «خطيرة للغاية».يأتي ذلك، فيما قدر وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، بأن حوالي 150 ألف جندي روسي قتلوا منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا في شباط/فبراير عام 2022وذلك مقابلة نشرت في النسخة الأوروبية من صحيفة «نوفايا غازيتا» المستقلة الناطقة بالروسية. تجدر الإشارة إلى أن هذا التقدير الفرنسي أقل قليلاً من ذلك الذي قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في شباط/فبراير الماضي، عندما تحدث عن مقتل 180 ألف جندي روسي. وقدرت المملكة المتحدة في نهاية نيسان/ابريل أن نحو 450 ألف روسي قتلوا أو أصيبوا في أوكرانيا.وتمكن موقع «ميديازونا» بالشراكة مع خدمة «بي بي سي» الروسية، من التعرف على أسماء أكثر من51 ألف جندي روسي قتلوا في القتال. ولذلك فإن هذا هو الحد الأدنى من التقييم. ولم تكشف موسكو عن أي معلومات عن عدد القتلى والجرحى في صفوف قواتها منذ أيلول/سبتمبر 2022 حين أعلنت عن حصيلة قتلى بلغت نحو ستة آلاف قتيل.


www.deyaralnagab.com