logo
1 2 3 45603
عزيز أخنوش ينهي معركة شد الحبل بين طلبة كليات الطب في المغرب ووزير التعليم العالي!!
05.06.2024

الرباط : انفرجت سماء الموسم الجامعي لكليات الطب التي كانت ملبدة بغيوم الاحتجاجات التي خاضها الطلبة المغاربة لأكثر من ستة شهور، بعد الإعلان عن قرار اتخذته كليات الطب والصيدلة، يقضي بتأجيل امتحانات الدورة الربيعية التي كانت مبرمجة خلال حزيران/ يونيو الحالي، إلى تاريخ لاحق.وأدى تدخل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إلى تجاوز الاحتقان، بعدما كان الطلبة يعتزمون مقاطعة الامتحانات، فيما أصرّ وزير التعليم العالي على تنظيمها في وقتها المحدد، متجاهلاً مطالب الطلبة في العدول عن قرار تقليص مدة الدراسة في الطب من سبع سنوات إلى ست سنوات، وكذا مطالبهم بتجويد ظروف التدريب داخل المستشفيات.الطيب حمضي، الطبيب المختص في السياسات والنظم الصحية، اعتبر قال لـ “القدس العربي”، هذا القرار “مؤشراً مهماً جداً، أولاً لكونه يشير مباشرة إلى الرغبة في حل هذا المشكل والخروج من أزمة طال أمدها”، وأضاف المتحدث أن المؤشر الآخر الإيجابي جداً، هو “استقبال الطلبة لهذا القرار بالترحيب وهو ما يخرجنا من منطق المواجهة التي لا يوجد رابح فيها، إلى منطق الحوار”. وأشار إلى أن ما يقع حالياً هو ما بادر إليه شخصياً ومعه عدد كبير من المهنيين والمهتمين، ويتمثل في الجلوس إلى طاولة الحوار، وتواصل الحكومة مع الطلبة، مع شرط إنصات هؤلاء وتجاوبهم مع كل ما من شأنه حل المشكل وإنقاذ السنة الدراسية لكليات الطب.وكان الطبيب نفسه قد طرح، قبل أيام قليلة، مبادرة تتمحور حول “عقد مناظرة وطنية علمية تحت إشراف رئاسة الحكومة حول (أسئلة التكوين الطبي في المغرب ودوره، ومستلزماته لإنجاح الأوراش الصحية الكبرى التي تعرفها المملكة)، نهاية تموز/ يوليو المقبل بمشاركة كافة المتدخلين المعنيين من قطاعات حكومية وطلبة وممثليهم من مختلف الكليات، وأساتذة، ومهنيين وخبراء ومواطنين عبر مؤسساتهم التمثيلية”.وحسب الدكتور حمضي، فإن هذه الخطوات تقود إلى الحوار والتجاوب والإنصات دون تعنت أو تشدد، مؤكداً أن المواجهة ليست نافعة في مثل هذه الحالات لأنه لا رابح فيها، وشدد على أن الخاسر الأكبر هو المغرب وليس الطلبة أو وزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي، أو المنظومة الصحية فقط، بل كل المغرب، “لأننا في وقت نحتاج فيه إلى كل الموارد البشرية لإنجاح الثورة الكبرى في المنظومة الصحية الوطنية”.ويوضح الخبير نفسه أن الرابح الأكبر من حل مشكل كليات الطب، هو المغرب والمنظومة الصحية المغربية، والمواطن المغربي، الذي سيستعيد ثقته فيها، وثقة الطلبة في مسراتهم العلمية والمعرفية والمهنية، وعدم ضياع مستقبلهم. وأبرز الدكتور الطيب حمضي أن تصريحات رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، التي وردت على لسانه الأسبوع المنصرم في مراكش، كان لها الأثر الإيجابي في حل المشكل والبداية بقرار تأجيل امتحانات الدورة الربيعية.وأثنت “اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة” على الروح الإيجابية في تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن فيه على أن التدريب الطبي والصيدلي في المغرب يعد من أولويات الدولة الاجتماعية، مما يعتبر تأسيساً للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي في المغرب التي دامت لأكثر من 6 أشهر. وورد في البيان الذي اطلعت “القدس العربي” عليه، أن اللجنة الوطنية تثمن “هذا التفاعل الحكومي الرامي إلى التدخل بفعالية للتوسط في ملفنا”، كما اعتبرت أن تأجيل الامتحانات “سيمكننا من إتاحة فرصة التوصل إلى حل لهذه الأزمة”، ولم تنس “أن مسألة العقوبات ستكون من الأولويات التي ستطرح على طاولة هذه الوساطة”.وعلقت صحيفة “المساء” في عدد أمس الثلاثاء، على هذه المستجدات بالقول: “وأخيراً، احتكمت الحكومة إلى صوت العقل وقررت تخفيف أجواء التوتر التي سادت بينها وبين ممثلي طلبة الطب من خلال اتخاذ قرار تأجيل الامتحانات التي كان من المقرر إجراؤها الإثنين إلى موعد لاحق”. وأضافت أن هذا الملف “تجاوز كل الحدود بسبب التصلب غير المبرر الذي أظهره وزير التعليم العالي الذي ركن إلى لغة التهديد والوعد والوعيد في مواجهة الطلبة، عوض الجلوس إلى طاولة الحوار والبحث عن حلول ملائمة ترضي جميع أطراف هذا الملف الذي يتعلق بمستقبل الآلاف من الكوادر العليا للبلاد”.


www.deyaralnagab.com