السودان: ارتفاع حصيلة قتلى قرية ود عشيب إلى 70… ومشرحة جنوب الخرطوم مكتظة بالجثث!!
22.11.2024
الخرطوم: ارتفعت حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع المستمرة منذ الثلاثاء على قرية ود عشيب في ولاية الجزيرة إلى 70 قتيلا، في وقت حذرت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، من اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر بالجثث، مشيرة إلى مقتل 200 شخص على الأقل في المنطقة خلال الشهرين الماضيين.وكشفت “الغرفة” عن اكتظاظ مشرحة مستشفى بشائر في المنطقة بعدد من الجثامين في انتظار ذويها لاستلامها، مشيرة إلى أن أحياء جنوب الحزام تشهد ترديا مريعا في الخدمات الصحية وانعدام لأدوية الأمراض المزمنة والمنقذة للحياة.ونددت منصة “نداء الوسط”، الخميس، باستمرار حصار “الدعم السريع” لقرية ودعشيب شرقي ولاية الجزيرة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الجرحى وسط المدنيين.وهاجمت القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي ” يومي الثلاثاء والأربعاء قرية ودعشيب، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص، ليرتفع عدد القتلى الخميس إلى 70، بالإضافة إلى نهب وترويع السكان وفرض حصار محكم عليهم. كما أن القوات المهاجمة، أجبرت النساء والأطفال وكبار السن على الخروج من منازلهم، مما اضطرهم للتجمع على شاطئ نهر النيل الأزرق في ظل ظروف صحية وبيئية سيئة.وامتد هجوم قوات “الدعم السريع” إلى قرى “التكلة رفاعة، بيضاء والقريقريت” في الجزيرة، حيث هجرت قسريا كافة المواطنين عقب نهب ممتلكاتهم الخاصة.ولفتت المنصة إلى أن أهالي وحدة الشبارقة الإدارية شرق مدينة ود مدني يعيشون أوضاعا مأساوية للغاية بعد تخريب الدعم السريع أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بآبار المياه، فضلا عن منع المواطنين من الخروج من المنطقة التي باتت تعاني شحا في المواد الغذائية وانعدام للأدوية المنقذة للحياة.وحذرت من انتشار الأمراض في الشبارقة وتعمد “الدعم السريع” تجفيف المنطقة من جميع الغذاء والدواء ومحاصرة أهلها مما خلق كارثة إنسانية لا تقل عن تلك التي حلت بمدينة الهلالية والقرى المحاصرة الأخرى في الجزيرة.ومنذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تنفذ قوات “الدعم السريع” حملات وصفتها لجان المقاومة بـ”الانتقامية” على قرى ومدن الجزيرة، ردا على انضمام القيادي في “الدعم” أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السوداني، مما أسفر عن مقتل المئات من المواطنين وتهجير عشرات الآلاف من مناطقهم.في الأثناء تمكن الجيش السوداني، الخميس، من استعادة بلدة اللكندي جنوب ولاية سنار، من قبضة “الدعم السريع” في إطار عمليات عسكرية واسعة شهدتها الولاية، حيث يسعى الجيش لتحرير مدينة سنجة التي تعد آخر المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة قوات الدعم جنوب شرق البلاد.وقال مصدر عسكري تحدث لـ”القدس العربي”، إن قوات الفرقة الرابعة مشاة التابعة للجيش والقادمة من إقليم النيل الأزرق مسنودة بالمستنفرين (المجندين المتطوعين) استعادت بلدة اللكندي ـ جنوب سنجة ـ فيما تراجعت قوات “حميدتي” نحو بلدة كركوج.وأوضح أن تحرير اللكندي وتحرك قوات الفرقة الرابعة شمالا سوف يضيق الخناق على قوات الدعم السريع المتواجدة في سنجة والتي تتعرض لهجمات عنيفة ظل ينفذها الجيش من عدة محاور أخرى خلال الأيام الماضية.وأطلق الجيش عمليات برية واسعة لاستعادة عاصمة ولاية سنار ـ سنجة ـ وتمكن من إحراز تقدم في المحور الشرقي وفرض سيطرته على عدد من المواقع الاستراتيجية عقب اشتباكات مع “الدعم السريع” انتهت بتراجعها وتكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد العسكري. وأحكم الجيش سيطرته الكاملة على كوبري “البردانة” وكوبري “8” شرق مدينة سنجة، وتصدى أمس الأول لمحاولة استعادة تلك المواقع من قبل الدعم السريع حيث تمدد الجيش في قرية مينا شمال كبري “8 ” بهدف تأمين ظهره من أي محاولة التفاف يمكن أن تقوم بها قوات الدعم السريع.وأفادت مصادر ميدانية أخرى عن مقتل 6 مستنفرين تابعين لـ”لواء البراء بن مالك” المساندة للجيش وإصابة آخرين نتيجة انفجار قذيفة هاون بالخطأ في مدينة سنار جنوب شرقي السودان.وللمرة الثالثة خلال أسبوع، استهدفت طائرات مسيّرة تتبع لـ”الدعم السريع” مطار عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان.وقال سكان محليون لـ”القدس العربي”، إنهم سمعوا في ساعات الصباح الأولى دوي انفجارات وأصوات المضادة الأرضية التي تصدت لجميع المسيرات.وفي العاصمة الخرطوم فقد تواصلت المعارك في محور أمبدة غربي أمدرمان ومحور الخرطوم بحري الذي فرض الجيش سيطرته على نقاط حاكمة فيه، حسبما أفاد مصدر ميداني.وقال المصدر إن تحرير المدينة بالكامل وإيصال الإمداد وربط القوات مع سلاح الإشارة جنوب الخرطوم ما يزال يتطلب معارك شرسة رغم قصر المسافة نسبة لتحصن قوات حميدتي بالبنايات العالية وانتشارها الواسع في الأحياء السكنية.واتهمت حكومة الخرطوم قوات الدعم السريع باستباحة منطقة “سيال الفكي سعد” شرقي الولاية، ما أسفر عن نهب جميع ممتلكات السكان والاعتداء عليهم بالضرب وإجبارهم على إخلاء المنطقة. وأشارت إلى أن السكان نزحوا سيرا على الأقدام لمدة 3 أيام وصولا إلى منطقة ودحسونة شرق النيل.وفي الفاشر غربي السودان، قالت الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر التابعة للجيش إن المدينة شهدت هدوء بنسبة 80% الأربعاء مقارنة بالأيام الماضية.وأشارت الفرقة مساء الأربعاء، إلى قيام الدعم السريع بقصف المدينة بشكل عشوائي دون حدوث اي أضرار ختاما الأوضاع تحت السيطرة وقواتنا متقدمة في كل المحاور القتالية والخميس، قال شهود عيان إن المدينة شهدت هدوء حذرا في حين نفذ الطيران الحربي ضربات جوية استهدفت تمركزات الدعم السريع في الأحياء الشرقية. بينما قصفت مدفعية الدعم السريع عدة مناطق في المدينة.قال ضباط في القوة المشتركة لـ”القدس العربي” إنهم نفذوا عملية نوعية خارج المدينة مساء الأربعاء مما أدى إلى تدمير عربات قتالية واستلام أخرى تابعة للدعم السريع كان ينوي المشاركة في معارك الفاشر.المتحدث باسم القوة المشتركة للحركات المسلحة الرائد أحمد حسين، كشف أن الجيش والقوة المشتركة نفذوا عملية نوعية متقدمة أوقعت قوات “الدعم السريع” في كمين محكم، ما أدى لتدمير عدد من ارتكازاتها وتكبيدها خسائر فادحة في صفوفها.وأكد في تصريحات صحافية، عدم قدرة الدعم السريع على إسقاط مدينة الفاشر مشيرا إلى التصدي لـ153 هجوما نفذته الدعم السريع وتدمير قوتها الصلبة وقتل معظم قياداتها الميدانية.وتصاعدت المواجهات في الفاشر بين الجيش والحركات المسلحة المساندة له والدعم السريع وميليشيات القبائل العربية المتحالفة معها والتي تسعى للسيطرة عليها عبر هجمات مكثفة بدأت منذ الثاني من مايو/أيار الماضي.
www.deyaralnagab.com
|