logo
1 2 3 45906
الخرطوم .. السودان: محاصرون في الفاشر السودانية... يموت الناس يومياً من المرض والجوع وإصابات الحرب!!َ
05.08.2025

يعاني مئات آلاف المحاصرين في آخر معقل للجيش السوداني في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب)، من نفاد الطعام ويتعرضون لقصف مدفعي متواصل وهجمات بطائرات مسيَّرة، بينما يواجه الفارون خطر الإصابة بالكوليرا والاعتداءات العنيفة. وقال أحد السكان: "الظروف صعبة. تقصف قوات الدعم السريع الفاشر في الصباح والمساء. خدمات الكهرباء والإنترنت معدومة، وتوقفت كل المخابز، وهناك ندرة في العلاج والأدوية. رفعت الأوضاع السيئة نسبة الموت وزادت مساحة المقابر في الفاشر، ونطالب العالم بإنهاء الحصار فالناس تموت يومياً من المرض والجوع وإصابات الحرب".واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/نيسان 2023، وحققت قوات الدعم السريع مكاسب سريعة وسط السودان، من بينها العاصمة الخرطوم، ثم أجبرها الجيش على التقهقر غرباً هذا العام، ما صعّد القتال في الفاشر التي قد يمنح سقوطها قوات الدعم السريع السيطرة على كامل منطقة دارفور الشاسعة والمحاذية للحدود مع ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ما يمهد لانقسام السودان بحسب ما يقول محللون.وتضم الفاشر مئات آلاف السكان والنازحين المحاصرين فيها مع الجيش وحلفائه، ويعيش كثيرون في مخيمات تعاني من المجاعة. وقالت طبيبة طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على سلامتها: "الجوع مشكلة أكبر من القصف. الصغار والكبار لديهم سوء تغذية". وقال سكان في المنطقة إن قوات الدعم السريع تمنع وصول الإمدادات الغذائية، وتهاجم قوافل المساعدات الإنسانية التي تحاول الوصول إلى المدينة، لذا تتجاوز أسعار السلع التي يهربها تجار خمسة أضعاف أسعارها الفعلية.وروى سكان أن كثيرين يتناولون التبن أو الأمباز، وهو نوع من علف الحيوانات مصنوع من قشور الفول السوداني، فيما ذكرت منظمة لحقوق الإنسان أن حتى الأمباز بدأ ينفد. وقد لجأ العديد من السكان الفارين من الفاشر إلى مدينة طويلة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً غرباً. وذكر بعضهم أن مجموعات من مقاتلي قوات الدعم السريع هاجمتهم على طول الطريق، وقالت إنعام عبد الله (19 عاماَ): "عدنا إلى منطقتنا في قرية شقرا كي نهرب ونصل إلى طويلة، فهاجمتنا قوات الدعم السريع مجدداً. وقد أتعبونا جداً وسألونا أين الأسلحة أين الرجال، وقالوا لنا أنتم فلنقايات (عبيد)". أضافت: "إذا وجدوا شخصاً لديه هاتف خلوي فقد يأخذونه منه، وأيضاً المال وحتى حمار أو أي شيء، وهم يقتلون الناس علناً ويغتصبون البنات".وكشفت منظمة "محامو الطوارئ" لحقوق الإنسان عن مقتل 14 وجرح عشرات على الأقل خلال فرارهم من الفاشر، علماً أن طويلة تستضيف أكثر من نصف مليون نازح وصل معظمهم في إبريل الماضي حين كثفت قوات الدعم السريع هجومها على الفاشر ومخيم زمزم للنازحين جنوب المدينة.ولا تتوفر في طويلة إلا القليل من المساعدات أو المأوى، إذ تعاني المنظمات الإنسانية من ضغوط بسبب خفض المساعدات الخارجية. وقال أشخاص يوجدون فيها إنهم يتلقون كميات قليلة غير كافية من حبوب الذرة الرفيعة والأرز.ويشهد السودان حالياً ذروة موسم الأمطار الذي أدى، إلى جانب تدهور الظروف المعيشية وضعف خدمات الصرف الصحي، إلى تفشي وباء الكوليرا. وقال متحدث باسم منظمة "أطباء بلا حدود": "عالجت المنظمة 2500 إصابة بالكوليرا منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وتوفي نحو 52 بالمرض وفقاً للجنة التنسيقية للنازحين التي تعمل في أنحاء دارفور. وسيستغرق وصول اللقاحات اللازمة لوقف تفشي المرض، إذا توفرت، بعض الوقت بسبب هطول الأمطار".وخلص تقييم أجراه المجلس النروجي للاجئين إلى أن 10 في المائة فقط من الناس في منطقة طويلة يستطيعون الحصول على مياه نظيفة في شكل منتظم، وأن قليلين يستطيعون الوصول إلى مراحيض، ومعظم الأسر أفادت بأن أفرادها يتناولون وجبة واحدة يومياً أو أقل.وفي وقت جلست في مأوى من قش غير مسقوف، قالت هدى علي، وهي أم لأربعة أطفال: "ليس لدينا بيوت للمطر ولا نملك مشمعات. ننتظر توقف المطر كي ينام الأطفال. وأنا أحرص على أن يغسل أطفالي أيديهم جيداً، وألا يتناولوا إلا طعاماً يُطهى بالكامل لضمان سلامتهم". والشهر الماضي، دعت الأمم المتحدة إلى وقف القتال في الفاشر لأغراض إنسانية مع بدء موسم الأمطار، لكن قوات الدعم السريع رفضت ذلك.!!


www.deyaralnagab.com