تتواصل ردود الفعل الدولية حول دعوة مسؤول ياباني إلى امتلاك أسلحة نووية، حيث عبّرت بكين عن رفضها لهذه الخطوة التي قالت إنها ستجلب كارثة أخرى للعالم.ودوّن لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على منصة إكس “تشعر الصين بصدمة بالغة إزاء تصريح مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايشي، ادعى “بوقاحة” أن اليابان يجب أن تمتلك أسلحة نووية”.واعتبر أن هذا التصريح يُعدّ “تحديًا صارخًا للنظام الدولي القائم بعد الحرب العالمية الثانية ونظام عدم انتشار الأسلحة النووية، وتهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار الإقليميين والدوليين، وتراجعًا عن التزام اليابان بـ”التنمية السلمية”. وينبغي على المجتمع الدولي أن يكون في حالة تأهب قصوى، وأن يتصدّى لهذا التصريح بحزم”.وأضاف في تدوينة أخرى “شنّ العسكريون اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية حروبًا عدوانية وارتكبوا فظائع لاإنسانية، مسجلين بذلك أحلك صفحة في تاريخ البشرية”.وتابع جيان: “ورغم هزيمتها، لم تتمكن اليابان من القضاء تمامًا على آفة النزعة العسكرية في البلاد”، مشيرا إلى أن منح من سماها “القوى اليمينية في اليابان” خيار “تطوير أسلحة هجومية قوية، أو حتى امتلاك أسلحة نووية، سوف يجلب كارثة أخرى للعالم”.ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الدولتين الأقوى اقتصاديا في آسيا تدهورا كبيرا بعد تلميح رئيسة الوزراء اليابانية الشهر الماضي إلى أن طوكيو قد تتدخّل عسكريا في حال شنّت الصين هجوما على تايوان، بالرغم من أن تاكايشي حاولت لاحقا التخفيف من حدة التوتر بالتأكيد على انفتاح بلادها الدائم على الحوار مع بكين.وكانت موسكو أكدت معارضتها امتلاك طوكيو لأسلحة نووية، حيث أكد أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة تاس الروسية أن بلاده تتابع النقاشات الجارية في اليابان بشأن التغييرات المحتملة للبنود الدستورية المتعلقة بمبادئها غير النووية.وأضاف: “موقفنا معارض بشكل قاطع، حيث نعتقد أن النزعة العسكرية لليابان لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع في شمال شرق آسيا”.كما اعتبرت بيونغ يانغ أن تصريحات المسؤول الياباني تؤكد أن طوكيو “تكشف علنا عن طموحاتها في امتلاك أسلحة نووية، متجاوزة بذلك الخط الأحمر”.وقال مدير معهد الدراسات اليابانية التابع لوزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الأحد “إن محاولة اليابان امتلاك أسلحة نووية يجب منعها بأي ثمن، لأنها ستجلب كارثة كبيرة للبشرية”.فيما تجنبت واشنطن التعليق على تصريحات المسؤول الياباني، لكنها أكدت في المقابل أن اليابان تُعدّ شريكا هاما للولايات المتحدة في مجال منع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز الحدّ من التسلح النووي، وفق ما نقلت صحيفة “جابان تايمز” عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية.وأضاف المتحدث، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أنه “وفق استراتيجية الأمن القومي، ستحافظ الولايات المتحدة على أقوى وأوثق وأحدث رادع نووي في العالم لحماية أمريكا وحلفائها، بما في ذلك اليابان”.وفي محاولة لتهدئة المخاوف الدولية، أكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، مينورو كيهارا، أن سياسة اليابان النووية لم تتغير، وأنها ملتزمة بمبادئها الثلاثة غير النووية، التي تحظر امتلاك الأسلحة النووية وإنتاجها والسماح بدخولها للبلاد!!