صنعاء - في جبال حراز الوعرة غرب العاصمة اليمنية صنعاء، تترسخ موجة جديدة من الابتكارات المرتبطة بالقهوة، مما يغير الطريقة التي يتعامل بها المزارعون مع واحدة من أهم صادرات البلاد.ويجري الآن تحسين البن اليمني، المشهور بمزيج نكهاته وتاريخه العريق، باستخدام تقنية ناشئة يتم من خلالها التحكم في عملية التخمير.وبدلا من قصر الاعتماد على التجفيف الشمسي التقليدي، يجرب مزارعون يمنيون الآن عملية تخمير يتدخلون فيها بعدة خطوات. وبعد حصاد كرز القهوة، يتم وضعه في أكياس محكمة الغلق داخل براميل لتبدأ عملية تحول تتم مراقبتها بعناية.
وقال نائب رئيس قطاع مصدري البن بالغرفة التجارية الصناعية بكر النصيري “تعتمد هذه الطريقة على تعريض حبوب القهوة لتغيرات سريعة في درجات الحرارة”. وأضاف لتلفزيون رويترز “ينتج عن هذه العملية تأثير تفاعلات كيميائية داخل كرزات البن”.
وتابع النصيري قائلا “في حقيقة الأمر، هي لا تعمل على تغيير النكهات. هي تعمل على إبراز الإيحاءات والنكهات الموجودة أساسا في كرزات البن. وبالتالي هذه العملية تعمل على إيضاح النكهات والإيحاءات بشكل متوازن. حتى الحموضة تكون فيها متوازنة.”ومع استمرار الإقبال على القهوة اليمنية في الأسواق العالمية، يقود بعض المزارعين المبتكرين جهودا لتبني تقنيات حديثة بهدف الارتقاء بتقاليد زراعة البن. ومن بينهم عبدالله القاضي الذي يقول إن هذا النهج الجديد قد أتى بفوائد على المزارعين.
وقال القاضي “شوفنا إن الطريقة الحديثة هي سبب الطلب لهذا البن.. سبب الطلب على هذا البن في الأسواق الخارجية. وبدأنا نبحث عن هذه الطريقة لكي يسوقوا منتجاتنا وتكون مشهورة بالميزة والجودة والتذوق. تكون ممتازة جدا.”وأضاف القاضي “في 2023 أنتجنا 19 ألف كيلو، يعني 19 طنا. في هذه السنة.. سوينا 6000 كيلو، يعني ستة أطنان. وباقي شهر (على انتهاء الموسم) والإنتاج مستمر.”وقال خبير التذوق فهد عبدالعزيز إن تخمير القهوة يساعد في ترويج القهوة اليمنية في الخارج. وأضاف “بعد التجارب، بدأنا بالإنتاج (التخمير) اللاهوائي، وبدأنا بالترويج أكثر وطلب أكثر بسبب أنه بيعمل تحفيز أكثر للإيحاءات والقوام، وبيكون بجودة أعلى.”