logo
1 2 3 47744
رام الله المحتله: فدوى البرغوثي: إطلاق سراح مروان لا يتم بالمطالبة بل بالاشتراط!!
10.09.2016

كتب عبد الحميد صيام..الحديث مع فدوى البرغوثي زوجة الأسير القائد مروان البرغوثي في مكتبها في رام الله عبارة عن تجربة تفتح لك فيها نوافذ عريضة لنموذج راقِ من نضال المرأة الفلسطينية، الذي ينطلق من المحلية إلى العالمية وإطلالة عميقة على تجربة رفيق دربها مروان.زيارة فدوى القصيرة تعطيك جرعة كبيرة من الأمل في أن نضال الشعب لا بد أن يتكلل بالنصر.فدوى البرغوثي محامية ناشطة في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن أسرى الحرية والمعتقلين الإداريين. وحاصلة على درجة الماجستير في القانون عام 2003 من جامعة القدس، وعضو في المجلس الثوري لحركة فتح وعضو في المنتدى العربي الدولي للمرأة، وعضو في لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وعضو منتخب في مجلس بلدية رام الله. ترأس حاليا اللجنة الشعبية الدولية لحرية المناضل الأسير مروان البرغوثي. والاثنان من مواليد بلدة كوبر الواقعة على بعد 14 كيلومترا غرب رام الله.التقت «القدس العربي» بفدوى البرغوثي في مكتب اللجنة الدولية التي تطالب بالحرية وفك أسر المناضل مروان البرغوثي ومقرها رام الله، وأجرت معها حوارا حول معاناة الأسرى وذويهم وبالتحديد تجربة مروان داخل سجون نظام الفصل العنصري بطبعته الأشد شراسة.نقطة البداية كانت في الحديث عن إضراب الأسرى عن الطعام تضامنا مع الأسير بلال الكايد الذي انتصرت أمعاؤه على سجانيه، وما إذا كان سلاح الإضراب عن الطعام سلاحا ناجعا. وقالت أم القسام نسبة إلى نجلها البكر القسام الذي تم عرس زفافه في الأسبوع الماضي: «الإضراب عن الطعام أسلوب متعارف عليه يستخدمه الأسرى لتحقيق مطالب معيشية أو سياسية. الاعتقالات الإدارية هي العنوان الأكبر لهذه الموجة من الإضرابات، التي تعني أنه يحق للسلطات العسكرية اعتقال أي شخص دون توجيه تهمة معينة بحجة وجود ملف سري، وقد لا يعني شيئا ويمكن ألا يكون هناك ملف سري أصلا».تعتقد فدوى البرغوثي أن عمل المؤسسات المعنية بالأسرى وهي عديدة، غير كافٍ وأنها لم ترتق لمستوى ردع إسرائيل. وقالت «لا شك أن هناك تقصيرا في هذا المجال. لو كانت هذه المؤسسات تعمل بطريقة فعالة لما لجأ الأسرى إلى الإضراب عن الطعام. إسرائيل تحاول أن تكسر إرادة الأسرى وتكسر إرادة أهالي الأسرى كذلك، مستفيدة من الظروف المحلية، والانقسام ومن الظروف الإقليمية والدولية التي تهمش القضية الفلسطينية وتضعها على الرف وتغيبها عن سلم الأولويات الدولية. التهميش الآن أصبح شاملا وخاصة ما جاء في تقرير اللجنة الرباعية الأخير وليس فيه ذكر لقضية الأسرى».وعن أوضاع الأسير مروان البرغوثي، تقول إن أبو القسام يدخل عامه الخامس عشر في الأسر الأخير الذي بدأ عام 2002 وعامه 22 من مجموع سنوات الأسر في سجون الاحتلال، فقد قضى 7 سنوات في الأسر قبل مرحلة أوسلو. ولا ننسى أنه أبعد خارج البلاد لسبع سنوات أخرى كما قضى سنوات طويلة وهو مطارد. إذن قضى مروان معظم عمره، ولنقل بالتحديد نحو 40 سنة، بين السجن والمنفى والمطاردة منذ أن أعتقل لأول مرة وعمره 15 سنة. في الأربع سنوات الأولى من اعتقاله الحالي كان في سجن انفرادي لم نتمكن من زيارته على الإطلاق. سمح لي أن أزوره كزوجة فقط أما أولادي فغير مسموح لهم بزيارته لأنهم تجاوزوا سن السادسة عشرة، وهو السن الذي تمنع إسرائيل ذوي المعتقلين من زيارتهم لغاية سن الأربعين. هذه الفئة العمرية تحتاج إلى تصريح خاص لدخول الخط الأخضر وزيارة الأسرى. وقد تستغرق عملية الحصول على تصريح سنتين كاملتين. فمثلا أولادي خلال مدة الاعتقال الحالية زاروا والدهم مرتين او ثلاث فقط.»وتتابع السيدة فدوى حكايتها مع زيارات مروان المتعثرة: «الآن مروان موجود في سجن هاداريم قرب تل أبيب. آخر مرة زرته في فترة عيد الفطر. نحن الآن نعاني من مشكلة جديدة. كان مسموحا لنا أن نزوره مرتين في الشهر بواسطة الصليب الأحمر الدولي. تغير القانون بدون سبب وأصبحت زيارة الأهل للمعتقلين والأسرى محددة بزيارة واحدة في الشهر، وقد تلغى في آخر لحظة. هذه مفاجأة من الصليب الأحمر وننظم الآن حملة احتجاج على الصليب الأحمر ونطالبه بإعادة السماح لنا بالزيارة الثانية، فهو الآن يصادر حقاً من حقوق ذوي الأسرى بغير حق وكأن الصليب الأحمر يساند الباطل الإسرائيلي. وهذا القرار هو قرار الصليب الأحمر وحده وليس قرار إسرائيل. إنه يتعلل بعدم توفر الإمكانيات لتوفير زيارتين في الشهر. هذه حجة مردودة ويستطيع الصليب الأحمر لو أراد تأمين زيارتين في الشهر لذوي المعتقلين من نساء وأطفال وأمهات». سألت السيدة أم القسام عن متابعات مروان للشأن الفلسطيني من داخل زنزانته، فما نعرفه عنه أنه قارئ جيد ومحلل نشط فقالت:هناك حملة دولية شعبية لحرية مروان وكافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ونحن الآن نجلس في مقرها ومنها فرع خاص يدعى الحملة الدولية لحرية المناضل مروان البرغوثي، وهناك متطوعون عديدون داخل الوطن وفي الشتات يعملون على جمع كافة المعلومات والمقالات ونؤمنها له مثل الكتب والمجلات. يشاهد بعض المحطات الفضائية باللغات العربية والإنكليزية والعبرية التي تسمح بها إدارة السجون ويتابع الأخبار دائماً وتصل إليه ثلاث صحف عبرية وصحيفة الجيروسالم بوست وصحيفة القدس المحلية التي تصل مرة كل أسبوع وتشمل كافة أعداد ذلك الأسبوع. ونحن في لجنة الدفاع نجمع له كافة المقالات أو الدراسات المهمة المتعلقة بالشأن الفلسطيني ونؤمنها له بوسائل عديدة. إذن مروان مطلع على كافة تفاصيل الشأن الفلسطيني ليس لأن ظروفه في السجن سهلة بل بسبب المتطوعين الذين ثابروا في الأربعة عشر عاما الماضية على جمع المواد والكتابات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتأمينها له. نرسل له كافة التطورات ومواقف الشخصيات الوطنية والعالمية وتفاصيل بأنشطة الحملة الدولية لحرية المناضل مروان البرغوثي».هناك قناعة لدى الكثيرين بأن مروان هو الأكثر تأهلاً لمنصب الرئاسة في فلسطين. والفكرة المتداولة أن عملية تأهيل تجرى داخل السجون ليكون مروان الرئيس المقبل الذي قد يحظى بإجماع الشعب الفلسطيني وقواه الحية، فما مدى جدية هذه الفكرة؟ وعلى ذلك تجيب فدوى، أن ما عاناه مروان يمثل رمزية ما عاناه الشعب الفلسطيني ككل. كل الشعب الفلسطيني عانى من الاحتلال.لم يشارك عائلته في أي من المناسبات. لم يحضر ولا مرة إنجاب أي من أطفالنا الأربعة. وعندما تخرجوا من الثانوية العامة والجامعات لم يشاركنا فرحة النجاح. بنتنا ربى أنجبت طفلتين ولم يشاهد مروان حفيدتيه. إذن فكرة تأهيل مروان لمثل هذا الموقع لم يأتِ نتيجة لعمل ما في السنوات الأخيرة بل هي رحلة نضال متواصلة لم تنقطع ولم تتراجع ولم تكل. وحتى من الناحية الأكاديمية فأبو القسام مؤهل تماماً. وقد حصل على شهادة الدكتوراة عام 2010. إذن اجتمعت في مروان مجموعة صفات تدعو لمثل هذا الإجماع عليه وتستطرد ردا على سؤال «يمكن إطلاق سراح مروان بطريقتين. الطريقة الأولى أن تكون هناك انفراجة سياسية يكون موضوع الأسرى أحد معالم هذه الانفراجة ويكون تحرير مروان أحد بنودها، ولا دلائل تشير إلى أن هناك انفراجة سياسية على المدى المنظور. وإن حدثت مثل هذه الانفراجة يجب أن يكون تحرير مروان شرطا. نحن لا نتوقع أن تقول القيادة الفلسطينية لإسرائيل اطلقوا سراح مروان فتنصاع إسرائيل للمطلب. إسرائيل تحتفظ بمروان كورقة سياسية مهمة في يدها. إسرائيل لن تطلق سراح مروان بسهولة لمجرد المطالبة بإطلاقه. ولكن إذا إشترطنا أن يخرج مروان أولا وإلا لن يعقد الفلسطينيون جلسة مفاوضات جديدة سيخرج عندها مروان. الطريقة الثانية تكون عن طريق التبادل. نعم وضع اسم مروان على رأس القائمة المطلوب تحريرها مقابل شاليط فرفضت ذلك إسرائيل وانتهى الأمر عند ذلك. من الناحية الوطنية كان إطلاق سراح مروان مهما ولحركة حماس بالذات. لكنها لم تشترط أن الصفقة لا تتم إلا بإطلاق سراحه. وهذا شيء مؤسف ومؤلم. إذن يجب أن نميز بين المطالبة بإخراج مروان والاشتراط بإخراج مروان. المطالبة تنتهي برفض إسرائيلي، أما الاشتراط فقد يحقق الإطلاق إذا تم التمسك بالشرط. المصدر: القدس العربي!!


www.deyaralnagab.com