logo
1 2 3 47744
الخليل..فلسطين : تل الشهداء : محمد الرجبي ينضم لقافلة شهداء تل الرميدة !!
19.09.2016

كتب حذيفه رمضان- في تل الرميده بمدينة الخليل قصة وحكاية، فالشهداء يسكنون المكان والزمان، وتاريخ هذا التل رسم خريطة مجيدة للتحولات، ففي الماضي العريق استشهد على هذا التل 40 من سكان المدينة على يد الصليبيين كما تقول الروايات التاريخية، وتدحرجت رؤوسهم نحو الوادي الذي بات يعرف بشارع الشهداء .. وفي الامس القريب استشهدت ثلة من ابناء هذا الوطن على أبواب تل الرميدة وشارع الشهداء تقدمتهم هديل الهشلمون وتبعها كوكبة من الشهداء، كان من بينهم فضل القواسمي وهاشم العزة وهمام السعيد واسلام اعبيدو وعبد الفتاح الشريف ورمزي القصراوي وغيرهم، فأصبح التل عنوانا بل قِبلة للشهداء.التحق الشهيد الطفل محمد الرجبي 16 عاما بالركب مساء الجمعة الماضي فسقط مضرجا بدمائه بعد أن اخترقته ست رصاصات من جنود الاحتلال جسده بتهمة محاولته طعن جندي اسرائيلي على الحاجز المقام على مدخل تل الرميده، ولم تشفع له طفولته.رغم صغر سنه تميز الشهيد الرجبي بشخصية سبقت عمره وجيله، فكان له الأثر الواضح في كل من عرفه من جيرانه وأصدقائه في مدرسة سيدنا إبراهيم الخليل حيث أبكى برحيله الاصدقاء والمحبين وزملاء الصف المدرسي واقاربه وذويه، حيث كان مبدعا في مدرسته وخطيبا مفوها في الاحتفالات المدرسية ومنشدا يتحف المستمعين بصوته الرخيم، يحاكي الوطن والشهداء والأسرى عبر ألحانة الآسرة للوجدان، لذلك كان فراقه صعب جدا على كل من عرفه.والد الشهيد كايد ثلجي الرجبي (54 عاما) وقف بين الرجال يستقبل التعازي باستشهاد ابنه محمد وهو يقول: لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار، الله يرحمك يا محمد ولقائنا بالجنة إن شاء الله ، التقته "القدس" لتستمع منه عن رحيل فلذة كبده حيث قال : "خرج محمد للقاء بن عمه ولم يكن يظهر عليه أي شي، وفوجئت عندما وجدت هاتفه الشخصي على الطاولة وقد تركه خلفه لكني لم أُعر ذلك اهتماما ، وعندما أعلنت وسائل الإعلام أن هناك عملية طعن قام بتنفيذها فتى بالقرب من حي تل الرميدة وسط الخليل، خفق قلبي وذهبت لأتابع الاخبار عبر وسائل الاعلام، وعندما شاهدت عبر الشاشات الفتى وهو ملقى على بطنه على الأرض أيقنت أن هذا ابني محمد ".ويضيف والد الشهيد الرجبي "بعدها بلحظات رن جرس الهاتف .. فإذا بضابط المخابرات الإسرائيلي الذي عرف عن نفسه يسألني هل أنت كايد ثلجي الرجبي ؟ فقلت له نعم ، قال نريدك الآن في الارتباط الإسرائيلي لتشاهد جثة الشاب ان كان ابنك أم لا؟ فذهبت إلى الحاجز العسكري 160 الكائن بالقرب من ديوان آل الرجبي، وكان الضابط ينتظرني وظننت أنه سيريني الجثة، إلا انه عرض علي مجموعة من الصور وسألني من هذا وهل اعرفه، وعندما دققت في الصور عرفته وقلت له هذا ابني محمد واسترجعت في نفسي وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل، فقال لي الضابط اذهب إلى بيتك، الارتباط سيتصل بكم.كان للشهيد محمد الرجبي بصمات رائده في العطاء الاجتماعي والخيري وخدمة الاخرين كشف عنها والده حيث قال في حديثه لـ "القدس" دوت كوم "كان محمد نموذجا في العطاء وخدمة الآخرين، فكان نشيطا في العمل الاجتماعي حيث كان يدعم الطلبة الفقراء بالقرطاسية والحقائب والملابس التي كان يجمعها هو واصدقاءه من التجار والاهل والاصدقاء خلال العطلة الصيفية وعندما يبدأ الفصل الدراسي يقوم بتوزيعها على الطلبة الفقراء وخاصة في البلدة القديمة.شكل خبر استشهاد محمد صدمة في نفوس أصدقائه وزملائه ومعلميه في المدرسة، فقد كان له الأثر الكبير في حياتهم من خلال أناشيده التي كان يطرب بها مسامعهم في كل صباح من خلال الإذاعة المدرسية، إضافة إلى روحه التعاونية مع أصدقائه ومعلميه، حيث يروي الأستاذ مراد الشروف مربي الصف الذي كان يجلس فيه الشهيد محمد لمراسلنا:" كان محمد من خيرة الطلبة داخل المدرسة، فكان يتمتع بخلق عال يميزه عن باقي زملائه، كان يتعامل معنا على قدر عال من الاحترام والمسؤولية، وكانت تبرز فيه صفات الشخصية القيادة من خلال مهارة الخطابة والنشيد والقدرة على كسب ثقة الآخرين وقلوبهم، فكان دائما له الاثر الطيب في نفوس وعقول من عرفهم وتعامل معهم".ويضيف الشروف:" نحن كمدرسين تعاملنا مع محمد جيدا، وكنا نتمنى ان يكون لدى كل واحد منا ابنا مثل محمد، يحمل صفاته".يقول عبد الحافظ الشرباتي زميله في الدراسة "عشت انا ومحمد من المراحل الاولى في التعليم، واحببته لقلبه الطيب وخلقه الجميل فكان دائما يحب الضحك ويحب المرح، وكان لا يحب الحزن ولا يحب ان يرى أي شخص حزين، وعند رؤيته لأي زميل له يظهر على وجهه الحزن اثناء الاستراحة بين الحصص كان يذهب اليه ويخفف عنه ولا يتركه حتى يدخل الابتسامة الى قلبه ".وقال صديقه منتصر ابو سنينة "أنا حزين لأني فقدت شخصا عزيزا وفريدا في هذه الحياة. محمد كان من اقرب اصدقائي فهو زميلي في الدراسة وجاري في البيت. كنا نعيش معا كأخوة ننشد معا ونذهب الى المسجد معا، انه الصديق المميز الذي لن يفارق وجداني، كان محمد يتمتع بقلب طيب لا يعرف الكراهية، وفي الآونة الأخيرة شعرت ببعض الحزن على محياه وكان ذلك واضحا بعد استشهاد صديقه العزيز على قلبه الشهيد عز الدين أبو شخيدم على مفترق غوش عتسيون بتاريخ 27/10/2015 فعذرته في ذلك" ... المصدر : جريدة القدس!!


www.deyaralnagab.com