أول ما يستقبلك في طرقات مخيمات نابلس وأزقتها أطفال غُيّبوا عن مدارسهم فكانت الشوارع والمقاهي ملاذهم ،فيما تخشى عائلاتهم على مصيريهم المهددة بالضياع. مشاهد لازمت المخيمات منذ إضراب العاملين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأنروا" بداية ديسمبر الجاري.يقول عضو اللجنة الشعبية بمخيم العين محمد المصري بأن أكثر من ألف طالب وطالبة باتوا في الشوارع والمقاهي، بعد الإضراب وأن معاناة كبيرة يمر بها أهل المخيم، في ظل شلل الخدمات داخل المخيم.ويوضح المصري بأن المراكز الشبابية بالمخيم بدأت بتدريس الطلاب من أبناء الصف الأول والثاني لتعويض بعض ما فاتهم من العام الدراسي، محملاً الأنروا مسؤولية ضياعه.شلل تام تعاني منه المخيمات في كافة المجالات الخدماتية المكلفة بها الأنروا، فقطاع الصحة لم يسلم هو الآخر من المعاناة، فيقول المصري أن عائلات كثيرة بحاجة للعلاج في ظل المنخفض الجوي، وأن اللجان الشعبية بالمخيمات حاولت قدر إمكانياتها تقديم المساعدات لهم الا انها لا تفي بالحاجة.ورغم تكرار محاولات إدارة المخيمات واللجان الأهلية العاملة فيها بين الحين والآخر للتخفيف من أكوام النفايات والتخفيف ، إلا أن المطلوب ما زال أكبر بكثير من الجهد المبذول والإمكانيات المادية المتوفرة لديها.يشير رئيس اللجنة الشعبية بمخيم بلاطة للاجئين بمدينة نابلس أحمد ذوقان إلى أن "أربعة آلاف طالب وطالبة أصبحوا في شوارع المخيم، وهذه مأساة حقيقية، عدا عن إغلاق العيادات الصحية وهي ضرورية جداً في ظل وجود الأمراض المزمنة وعدم وجود تأمينات صحية للعلاج".ويضيف ذوقان بأن" الإضراب حق للعاملين وأن الأنروا مقصرة بحقهم، وبدأت بتقليص خدماتها بشكل كبير في مجال الصحة والتعليم"، متسائلا إذا كانت الأنروا لإغاثة وتشغيل اللاجئين لماذا لا تشغل العاملين، وتقلص برامج التشغيل.وتتخوف المخيمات بعد سبعة عشر يوماً من الإضراب من استمراره لفترة أطول في ظل انشغال الأنروا في عيد الميلاد لتستمر المعانة للسنة الجديدة، مطالبة بعودة الخدمات للمخيمات والتراجع عن عمليات تقليص الخدمات المستمرة.يشار يذكر أن اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث الدولية "أونروا" شرع بإضراب مفتوح عن العمل ابتداء من 1/12/2013 في جميع محافظات الضفة الغربية، لاستجلاب حقوقهم والرد المناسب لتعنت إدارة الوكالة ورفضها التعاطي مع حقوقهم ومطالهم المشروعة!!