في السجن كما في السجن نحاول ان نقفز عن حواجز المعاناة كي نمنع من سهام اليأس والاحباط من النفاذ الى قلوبنا ...في السجن كما في السجن نحاول ان ننسى يوم اعتقالنا كي لا نتذكر عدد سنوات اسرنا .في السجن كما في السجن مطلوب ان نلغي ذاكرتنا كي ننسى ماضينا ونحارب حاضرنا ونخسر مستقبلنا .... في السجن كما في السجن تنزف الجروح وتعتمل القروح وتنكشف الاوجاع وتزداد انواع الصداع ، وتبقى الاهات محصوره بين الجدران تؤلم من قريب دون ان يسمعها طبيب.في السجن كما في السجن تعودنا ان نفكر ونخطط وان نصنع من معاناتنا وصمودنا وآمالنا حبال نتسلق عليها لنرى الفضاء الخارجي ونتواصل مع احبتنا ... في السجن كما في السجن تكثر الميكروفونات وعدسات التصوير وتنتشر شاشات المراقبه ليتمكن السجان من ان يعد دقات قلوبنا ، وسماع همساتنا وكل اهاتنا وان يسجل تفاصيل يومنا ويحصي كوابيس اعتقالنا .لكن... هيهات خسئ السجن وخسئ السجان لاننا تعلمنا ان نكتم دقات قلوبنا وان ننظر باعيننا ولا نهمس لكي لا يسمعنا، وتعلمنا ان نحتفل باعيادنا الوطنية ونحيي انطلاقاتنا ونستبدل اهاتنا بهتافات تحررنا وان نحلم بمستقبل حريتنا واستقلالنا وان نبني دولتنا على ارضنا ارض فلسطين كل فلسطين .!!