غزة : رصاصة إسرائيلية سرقت حلم الزاملي بـالعودة الى بئر السبع!! 08.04.2018 أصبح مقعد الطالب علاء الزاملي فارغًا في غرفة صفه بإحدى مدارس اللاجئين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بعد أن خطفت روحه رصاصة إسرائيلية غادرة حرمته من تحقيق حلم عودته إلى "بئر السبع" المسلوبة.ودخل زملاء الزاملي (15عامًا) فصلهم الدراسي الذي جمع كثيرًا من ذكرياتهم ومواقفهم والحزن يخيم على وجوههم، ووضعوا مكان مقعده صورته وسط أكليل من الورد وهم يذرفون الدموع لفراقه.ساعات قليلة حتى مر موكب تشييع الزاملي الذي حمل على الأكتاف من أمام مدرسته التي تقع بجوار منزله بمخيم الشابورة للاجئين الفلسطينيين، ليخرج هؤلاء حاملين صوره.وجمع الزاملي لقاء أخير مع زملائه وأسرته الثانية في مدرسته يوم الخميس الماضي حين أخبرهم بنيته التوجه إلى الحدود الشرقية لرفح للمشاركة في الجمعة الثانية لمسيرة العودة.ورغم صغر سنه إلا أنه شارك في المسيرة طلبًا للشهادة في سبيل الله وأملا في تحقيق حلم عودته إلى مدينته التي سلبتها "إسرائيل" خلال احتلالها لفلسطين قبل 70 عامًا، وفق مقربين منه.ولا تبعد مدينة بئر السبع التي تنحدر أصول عائلة الزاملي منها سوى عشرات الكيلو مترات عن حدود قطاع غزة.والدة الطفل بدت متماسكةً رغم أنها ودعت نجلها الأكبر بين الذكور؛ وهي تشير إلى أن طفلها طلب الشهادة وتمناها ونالها خلال مسيرة العودة، وتقول: "أكثر من مرة قال لي يا ماما بدي أستشهد".وتضيف والدة "الزاملي إن "طفلها كان مُتميزًا في دراسته، ومن المتفوقين بتقدير امتياز، فضلاً عن التزامه في أداء الصلوات الخمس في مسجد الرحمة القريب من منزلنا".وتشير إلى أن "نجلها يحفظ معظم أجزاء القرآن الكريم، ويساعد أسرة المسجد كالحمامة في جمع التبرعات لصالح إعماره وترميمه.. والجميع يشهد بأخلاقه".وتناول "الزاملي" طعام الغداء مع أسرته بعد صلاة الجمعة ثم كرر على والدته أمنيته الشهادة، وخرج إلى الحدود رغم أنها كانت تخشى كثيرًا عليه، ليعود لها كما كان يتمنى.وتقول: "احتسبه شهيدًا، وأقدمه فداء للوطن وكلنا فداء للأقصى، وسنستمر في مسيرة العودة.. سنقاتل لأجل العودة لبلادنا، ولن نتوقف رغم الجرائم الإسرائيلية، من خلال قتل الأطفال والنساء".أما شقيقته الوحيدة مها (17عامًا) فقالت بمرارة: "لقد كان سندنا في البيت، ويقوم بكل شيء كما والدي".وتضيف ، "أنا لا أودع شقيقي لأنه شهيد في الفردوس الأعلى، ونال ما يتمنى، ونحن سننتصر على عدونا وسيحقق الله وعده، وسنستمر في الدفاع عن أرضنا لأن ذلك حقنا".وتساءلت: "لماذا قتل الاحتلال شقيقي، وهو يراه طفلًا بالعين المجردة، وهو لم يذهب حاملًا للسلاح، بل شارك كغيره للمطالبة في أرضه وحقه ووطنه المسلوب".وقمعت قوات الاحتلال المشاركين في مسيرات العودة السلمية على الحدود الشرقية للقطاع بالقوة واستخدمت الرصاص الحي للأسبوع الثاني على التوالي، ما أدى لاستشهاد 29 فلسطينيًا وجرح الآلاف!!
www.deyaralnagab.com
|