القدس المحتلة : «الخان الأحمر» ينتظر «المعركة الفاصلة» والمتضامنون يستعدون للمواجهة ويشيّدون قرية من الخشب والصفيح!! 12.09.2018 استعداداً لمعركة التصدي لمخطط سلطات الاحتلال بهدم قرية الخان الأحمر، شرقي مدينة القدس المحتلة، التي صدر أمر قضائي إسرائيلي بهدمها، وينتظر تنفيذه خلال أيام، تصاعدت الدعوات الفلسطينية للتواجد والاعتصام الدائم على «أرض المعركة» بدءاً من اليوم الأربعاء، في الوقت الذي لجأ فيه نشطاء المقاومة الشعبية، لأنشطة جديدة، هدفها تشتيت جهد الاحتلال، والتأكيد على رفض المخطط.ومن أجل التصدي لمخطط الهدم الإسرائيلي، الذي تقترب حكومة إسرائيل اليمينية من تنفيذه، مع اقتراب مهلة الاعتراض على القرار القضائي، وهو أمر رفضه الفلسطينيون، لعدم وثوقهم بمحاكم إسرائيل، تقرر أن يتم توسيع دائرة الحشد الجماهيري والمشاركة في الاعتصام المفتوح الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي.وعصر أمس تم نقل المتضامنين على متن حافلات تنطلق من وسط مدينة رام الله إلى بوابة القدس الشرقية «الخان الأحمر»، وقد دعت قيادة القوى الفلسطينية إلى «أوسع مشاركة» في صلاة الجمعة المقبلة في الخان الأحمر لـ «لتأكيد على الصمود والبقاء، ورفض محاولات الاقتلاع والتطهير العرقي لدولة الاحتلال».ويفترش النشطاء المشاركون في الاعتصام المفتوح سواء الفلسطينيون أو الأجانب الأرض، في نومهم في خيمة الاعتصام، ويترقبون في كل لحظة، خاصة عندما يجن الليل، قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم.وبدأ المتضامنون في خيمة الاعتصام المقاومة في تلك القرية منذ نهايات الأسبوع الماضي، بنشاطات ميدانية على الأرض، لتشتيت جهد الاحتلال، في إطار عمليات الرفض لهدم القرية.وتحت جنح ليل الاثنين، انطق عدد منهم من داخل الخان الأحمر، إلى موقع يبعد عشرات الأمتار عن مستوطنة «كفار أدوميم» المقامة على أراضي القرية، وهناك شرعوا بأعمال بناء لمنازل من الصفيح والأخشاب، تشابه المنازل التي يقطنها سكان الخان الأحمر، المهددة بالهدم.وأطلق هؤلاء الشبان على هذه المنازل التي أقيمت من الأخشاب والصفيح اسم «قرية الوادي الأحمر»، ورفعوا فوقها أعلاما فلسطينية، بمشاركة مسؤولين من السلطة، بهدف خلق مساكن جديدة للبدو في إطار خطة للتصدي للتوسع الاستيطاني في المنطقة.وتمت عملية البناء بمساعدة نشطاء أجانب ممن حرصوا على التواجد في خيمة الاعتصام، وقد انجزت مهمة بناء المنازل وعددها خمسة في وقت سريع، خشية إقدام قوات الاحتلال على استغلال عدم تواجدهم في مكان الاعتصام، والإقدام على هدم «الخان الأحمر». وأعلن الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس، بحضور محافظ القدس عدنان غيث، عن افتتاح القرية الجديدة، من أجل تحدي إجراءات الاحتلال، وقال «معركتنا في الخان الأحمر هي معركة استراتيجية».ويؤكد سكان قرية الخان الأحمر، وعددهم يقترب من الـ 200 شخص، وبينهم أطفال ونساء ورجال كبار في السن، أنهم لن يسمحوا بمخطط الهدم، ولن يعيشوا مرحلة «هجرة جديدة»، ويؤكدون أنهم سيتصدون لمخطط الهدم.من جهته قال عبد الله أبو رحمة مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن طريقة البناء في قرية الوادي الأحمر تختلف عن البناء في قرى الصمود الأخرى، فهذه قرية بنيت من الصفيح والاخشاب وليس من الخيام.وأكد في تصريحات لـ «وفا» أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تهديدات الاحتلال لهدم قرية الخان الأحمر، وأنهم لن ينتظروا أيضا قوات الاحتلال حتى تأتي وتهدم القرية الخان الأحمر، لافتا إلى أن بناء القرية الجديدة، ستكون مخصصة لسكن أهالي الخان الأحمر حال أقدم الاحتلال على هدمها.وأوضح أن ما تمكن النشطاء من إدخاله رغم التشديدات الأمنية من قبل الاحتلال، كانت كميات تكفي لبناء خمسة منازل، حيث سيتم الإقامة بداخلها لحمايتها من الهدم.وأشار إلى أن اختيار المكان الجديد، جاء للتأكيد على منع توسع مستوطنة «كفار أدوميم»، وقال «نحن نريد أن نوسع قرية الخان الأحمر تجاه كفار أدوميم وليس العكس». يشار إلى أن محافظ القدس عدنان غيث حذر، من إقدام الاحتلال على ارتكاب «مجزرة» ضد الفلسطينيين في الخان الأحمر، بعد قرار المحكمة العليا بهدم القرية.ودعا دول العالم للتحرك والوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، مشيداً بمطالبة عدد من الدول الأوروبية بعدم هدم هذه القرية، وأكد أن ما تتعرض له القرية يعد «جريمة حرب بكل معنى الكلمة»، أنها تمثل أيضا «عملية تطهير عرقي»
وأشار إلى أن ما يجري يأتي في سياق استهداف مدينة القدس بأكملها، من خلال «سياسة ممنهجة» تديرها حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية، من أجل إنهاء إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وكان بيان مشترك لخمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا، حذر من عواقب هدم إسرائيل لقرية الخان الأحمر، على السكان المحليين في المنطقة، وعلى مقترح حل الدولتين!!
www.deyaralnagab.com
|