logo
1 2 3 47740
غزة تحيي جمعة «موحدون لمواجهة الصفقة»… وحماس تحذر الاحتلال من المراوغة والاعتداء على المتظاهرين!!
11.05.2019

شهدت المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، اندلاع مواجهات في «مخيمات العودة الخمسة»، بين حشود كبيرة من المواطنين التي نزلت لإحياء الجمعة الـ 58 لـ «مسيرات العودة»، تحت شعار «موحدون في مواجهة صفقة القرن» وذلك بعد أيام من انتهاء أعنف موجة تصعيد عسكري منذ خمس سنوات، شهدها القطاع، وأسفرت عن استشهاد 27 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وتوقفت بموجب تدخل الوسطاء، قبل أن تنتقل لتصل الى حد «حرب رابعة».ونزل المشاركون تلبية لدعوات الهيئة الوطنية، التي أكدت على ضرورة الاستمرار في المشاركة الواسعة، حتى يتم تحقيق كامل المطالب، وفي مقدمتها رفع الحصار عن قطاع غزة. ولم يمنع الصيام المشاركين من الوصول إلى الحدود، والمشاركة في الفعاليات، التي تخللها رشق جنود الاحتلال بالحجارة.وقالت وزارة الصحة إن المواجهات التي شهدتها تلك المناطق، نجمت عنها استشهاد شاب وإصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة، برصاص جنود الاحتلال.وكان جنود الاحتلال الذين تمركزوا خلف ثكنات عسكرية وداخل آليات مصفحة، أطلقوا الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع وصول المتظاهرين قرب منطقة السياج الفاصل، حيث استبقت قوات الاحتلال وصول المشاركين ونشرت كعادة أيام الجمع الماضية، جنودا من وحدات القناصة، في إطار الخطط المتبعة، منذ انطلاق هذه الفعاليات الشعبية قبل أكثر من عام، وتشمل استخدام «القوة المفرطة»، ضد المتظاهرين، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.وجاءت فعاليات الأمس، بعد أيام من نشوب أعنف موجة تصعيد عسكري، شهدها قطاع غزة، لجأت خلالها إسرائيل لاستخدام الطائرات والزواق الحربية وسلاح المدفعية، في شن أعنف غارات واعتداءات منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، وعادت سلطات الاحتلال لسياسة اغتيال نشطاء المقاومة. وشمل القصف أكثر من 200 موقع وهدف، فيما أطلقت المقاومة نحو 700 صاروخ، تسببت في مقتل أربعة إسرائيليين.وتوقف التصعيد بعد تدخلات من مصر وقطر والأمم المتحدة، والاتفاق على وقف إطلاق النار، على أن تقوم إسرائيل بتنفيذ بنود تفاهمات التهدئة التي أبرمت قبل أشهر.ورفضت الفصائل خلال مباحثات التهدئة والوساطة طلبا إسرائيليا بوقف تنظيم «مسيرات العودة»، لكن تردد أن الاتفاق شمل تخفيف حدة فعاليات المسيرات، ووقف استخدام «الوسائل الخشنة»، في حال التزمت إسرائيل ببنود التفاهمات.وأمس بدأت إسرائيل في تنفيذ بعض بنود التفاهمات، بإعادة العمل بمساحة الصيد السابقة، بعد أن قامت بتقليصها، وينتظر السكان تنفيذ باقي التفاهمات التي لها علاقة بتحسين أوضاعهم.وكانت الوساطة التي قامت بها كل من مصر وقطر والأمم المتحدة، في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، أفضت الى تفاهمات تشمل إنهاء حصار غزة على مراحل، أولها من خلال تنفيذ مشاريع إغاثة عاجلة، وتوسيع رقعة الصيد، وإعطاء تسهيلات على عمل المعابر، على أن تشمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع إعمار كبيرة، وتعمدت إسرائيل مرات عدة إعاقة تنفيذ هذه التفاهمات، ما أدى إلى نشوب موجات تصعيد عدة.وعقب موجة التصعيد الأخيرة، حذر مسؤولون عسكريون في تل أبيب من مغبة عدم التقدم في تنفيذ تفاهمات الهدوء، مؤكدين أن ذلك من شأنه أن يسفر عن تصعيد آخر.وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد حذرت الاحتلال من مغبة «الغدر والخيانة» واختبار صبر المقاومة، وقالت منذرة إسرائيل في حال لم تف بتعهداتها للوسطاء «أيادينا ما زالت على الزناد ومقاومونا لم يغادروا الميدان». وأضافت في بيان لها «لا نقبل أن يموت أبناء شعبنا جوعاً وقهراً من وطأة الحصار فنحن لن نتألم وحدنا».إلى ذلك قررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة اعتبار يوم 15 مايو / أيار الحالي، الذي يصادف الذكرى الـ 71 لـ «نكبة فلسطين» يوم إضراب شامل، ودعت لمسيرات في مناطق المخيمات الخمسة.ومن أجل ضمان استمرار العمل ومنع انهيار التفاهمات من جديد، وصل الخميس وفد أمني مصري قطاع غزة، وشرع بإجراء اتصالات مع قادة الفصائل، للعمل على تنفيذ التفاهمات، وجاء ذلك بعد عودة وفدين قياديين من حماس والجهاد الإسلامي من القاهرة، حيث أجروا مشاورات هدفت لإلزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة، بعد اندلاع موجة التصعيد الأخيرة.وخلال فعاليات الأمس، حذر القيادي في حماس إسماعيل رضوان الاحتلال من ارتكاب أي حماقة بحق مسيرات العودة، وقال «ستبقى المقاومة هي الدرع والسيف المدافع عن مسيرات العودة»، محذرا الاحتلال كذلك من عدم الاستجابة للتفاهمات والمراوغة في تنفيذها.ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، أهالي غزة لاستمرار المشاركة الفعالة في الفعاليات الشعبية، مؤكدة مواصلة المسيرات حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها إنهاء الحصار، كما دعت إلى عقد لقاء وطني عاجل، للأمناء العامين للفصائل لتوحيد الموقف الفلسطيني لإسقاط «صفقة القرن»، والعمل على إنجاز الوحدة الوطنية.يشار إلى أن فعاليات «مسيرات العودة» انطلقت يوم 30 مارس/ آذار 2018، ضمن جهود سكان غزة لكسر الحصار المفروض عليهم، من خلال إقامة مخيمات قرب الحدود الإسرائيلية، ولجأت قوات الاحتلال منذ انطلاق الفعاليات إلى استخدام «القوة المفرطة والمميتة»، رغم الانتقادات الدولية.وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في إحصائية سابقة أن عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية فعاليات المسيرات، بلغ أكثر من 304 شهداء، إضافة إلى 11 شهيدا يحتجز الاحتلال جثامينهم. وأوضحت الإحصائية أن عدد المصابين فاق الـ 24 ألفا، عشرات منهم تعرضوا لحالات بتر.!!


www.deyaralnagab.com