تصاعد التوتر في سجون الاحتلال من جديد مع قيام إدارة المعتقلات بشن حملات اقتحام واعتداء جديدة ضد المعتقلين، في وقت صعد فيه الأسرى من خطوات الاحتجاج رفضا لاعتقالهم إداريا، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى “انفجار” السجون.وأعلن نادي الأسير، أحد المؤسسات التي تتابع ملف الأسرى، أن أسرى معتقل “عوفر” واصلوا الإثنين إضرابهم عن الطعام، حتى تحقيق مطالبهم.وأكد النادي في بيان له أن إدارة المعتقل قامت بنقل نحو 20 أسيرا إلى الزنازين من القسم (20)، فيما نقلت خمسة أسرى إلى معتقل “جلبوع”، وعددا إلى معتقلات الجنوب، مشيرا إلى أن الأسرى أعادوا الوجبات التي تقدّمها الإدارة، وأغلقوا الأقسام.وأشار نادي الأسير إلى أن القوات الخاصة الإسرائيلية التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال أحدثت تدميرا كبيرا في قسمي (19 و20) في معتقل “عوفر”، وذلك بعد عملية اقتحام نفّذتها، الأحد، مستهدفة وجود القيادات التنظيمية للأسرى.وأوضح النادي أن عملية الاقتحام طالت قسم الأشبال (الأسرى دون 18 عاما)، وقامت بتقييد بعضهم، ونقلت بعضهم للزنازين، مشيرا إلى أنّه تمّ فك قيودهم، وإعادتهم إلى الزنازين لاحقا.وكان هذا المعتقل قد تعرض الأحد لهجوم من 4 فرق من القوات الخاصة الإسرائيلية، التي قامت بالاعتداء على الأسرى، وتعمدت تحطيم مقتنياتهم.وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وهي جهة حكومية تتابع ملف الأسرى، أن جنود تلك الوحدات كانوا مدججين بكل أنواع الأسلحة والغاز والكلاب البوليسية، وقاموا بالتنكيل بالأسرى، لافتا إلى أن إدارة المعتقل هددت بنقل قادة تنظيم حركة فتح إلى سجون أخرى، من دون أي مبرر يستدعي لذلك.وأكد أن حالة من التوتر والاحتقان لا تزال تسود المعتقل، وحذرت من الهجمة الشرسة التي تنفذها تلك الوحدات الخاصة، في مختلف السجون، والتي تعبر عن “مدى الحقد والكراهية والتطرف الإسرائيلي تجاه قضية المعتقلين الفلسطينيين”.وفي السياق، نفذ 40 أسير فلسطينيا، الإثنين، إضرابا عن الطعام، إسنادا لثمانية أسرى يواصلون “معركة الأمعاء الخاوية”، بعد تردي الوضع الصحي للكثير من المضربين منذ أكثر من شهر عن الطعام.
وهؤلاء الأسرى، الذين نفذوا الإضراب الإسنادي، من المعتقلين إداريا من تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجاء إضرابهم احتجاجا على عدم استجابة إدارة السجون والمخابرات لمطالب الإداريين المضربين منذ 35 يوما، المتمثلة بوقف تمديد اعتقالهم الإداري.وكانت قيادة أسرى الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال قد قالت في بيانٍ لها: “إن مماطلة ومراوغة إدارة السجون وعدم تنفيذها ما تم التوصل إليه من اتفاق مبدئي بخصوص الأسرى المضربين الثلاثة، حذيفة حلبية ومحمد أبو عكر ومصطفى الحسنات، سيواجه بمزيد من التصعيد والتصدي من طرفنا، وعلى إدارة السجون الالتزام بالاتفاق”.وحملت إدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة المضربين، لافتة إلى أن تلك الإدارة والمخابرات ما تزال “تمارس بحقّهم أبشع الأساليب من أجل الضغط عليهم”، من خلال عزل الأسرى الإداريين في الزنازين، وتقوم بين الحين والآخر بإجراء عملية تنقّلات بحقّهم من أجل إرهاقهم والضغط عليهم لكسر الإضراب.وطالبت الجبهة المؤسسات الحقوقية والدولية بالوقوف عند مسؤولياتها، خصوصا متابعة أوضاع الأسرى المضربين، وفي المُقدّمة منهم الأسير المضرب حذيفة حلبية الذي يُعاني من أوضاع صحيّة خطيرة.وأعلن نادي الأسير استمرار ثمانية أسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسرى محمد أبو عكر، ومصطفى الحسنات، وحذيفة حلبية، وهم مضربون منذ 36 يوما وسط ظروف صحية واعتقالية صعبة يواجهونها داخل عزل معتقل “نيتسان الرملة”.ويؤكد النادي أن إدارة معتقلات الاحتلال تواصل إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى المضربين، التي بدأت بتنفيذها منذ اللحظة الأولى لإعلانهم الإضراب، والمتمثلة بعزلهم في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، ووضعهم على مدار الساعة تحت استفزازات السجانين، لا سيما في محاولتهم عرض الطعام على المضربين، عدا عن عمليات النقل المتكررة في محاولة مستمرة لكسر معركتهم ضد سياسة الاعتقال الإداري.وهناك تحذيرات من الفصائل الفلسطينية والجهات التي تتابع ملف الأسرى، من توسيع نطاق الاحتجاج، في حال لم تقم إدارة السجون بتلبية طلبات المضربين الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة، خصوصا أن المضربين يعانون من هزل شديد وآلام في جميع أنحاد الجسد، كما فقدوا الكثير من أوزانهم.وتعتقل إسرائيل أكثر من 500 أسير إداريا، وهو نوع من الاعتقال الذي يخضع فيه الأسير لمحاكمة، إذ يعتقل بناء على قرار من مسؤول عسكري، وتظل التهم الموجهة إليه سرية، وهم ضمن عدد إجمالي من الأسرى يصل لنحو 6000 أسير، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ومرضى، وجميعهم يشتكون من معاملتهم بشكل سيئ.!!