طوباس: الاحتلال الإسرائيلي يدمِّر أحلام المزراعين والمستثمرين والعائدين والمقيمين الفلسطينيين !! 27.08.2019 عندما عاد رجل الأعمال الأمريكي- الفلسطيني عدنان مجلي إلى بلدته طوباس، شمال الضفة الغربية، قبل سنوات، بعد أن حقق نجاحا في قطاع الأعمال في أمريكا، فكر في مشروع يخدم أهل بلدته الزراعية، فأشاروا عليه بحفر بئر ماء لري أراضيهم الواسعة الجافة، وتحويلها من الزراعة البعلية إلى الزراعة المروية الحديثة.لكن المشروع، الذي بدا حلما لصغار المزارعين في هذه البلدة الكبيرة التي تتربع على مشارف سهل واسع تصل مساحته إلى أكثر من 20 الف دونم، سرعان ما تحول من حقيقة يانعة إلى خراب عندما قامت قوات الاحتلال، قبل أيام، بهدمه وتجريفه بدعوى أنه مقام في المنطقة «ج» الواقعة تحت الإدارة الإسرائيلية.وقال عدنان مجليإنه لم يجد أي تفسير لقيام قوات الاحتلال بهدم خزان المياه الذي أقامه في هذه البلدة الزراعية سوى شيء واحد هو: ضرب القطاع الزراعي، والإبقاء على أهالي البلدة عمالا في المستوطنات والبلدات الزراعية الإسرائيلية المقامة على أراضيهم.وطوباس هي البلدة الزراعية الأكبر مساحة في فلسطين التاريخية وتصل مساحتها إلى 280 كيلومترا مربعا. وصادرت السلطات الإسرائيلية مساحات واسعة من أراضي البلدة، وحفرت فيها آبار مياه كبيرة قادت إلى تجفيف الآبار المحلية الصغيرة التي يمتلكها المواطنون، وأقامت عليها مستوطنات زراعية ومعسكرات للجيش.وقال مجلي: «المشروع الزراعي مقام في المنطقة أ وفي المنطقة ب، وخزان المياه الذي أقمناه من النوع المتنقل، وكان من الممكن نقله من مكان إلى آخر، لكن سلطات الاحتلال لم تمهلنا، وقامت بهدمه وإزالته عن الوجود كي لا نعيد استخدامه من جديد».وبدأ مجلي إقامة مشروعه الزراعي في طوباس في عام 2016، وقام بحفر بئر على عمق كبير في هذه المنطقة شبه الجافة، وصل إلى 473 مترا، ما ضاعف تكلفة المشروع، بما في ذلك من حفر وأنابيب نقل، اضافة إلى تكلفة استخراج وضخ المياه.وفي العامين الماضيين أخذ الكثير من أبناء البلدة في التحول من الزراعة البعلية إلى الزراعة المروية الحديثة، وأخذ آخرون يعدون أرضهم لعمل الشيء ذاته قبل أن تنقض سلطات الاحتلال على المشروع وتقوم بهدمه وهدم آمالهم معه.وقال المحامي زياد النجار، وهو من فلسطينيي الداخل، الذي تولى تمثيل صاحب المشروع في المحاكم الإسرائيلية، إن السلطات الإسرائيلية كانت تبحث عن أي مبرر لهدم خزان المياه. وأضاف: «في البداية قالوا إن المشروع مقام في منطقة أثرية، وعندما اقترحنا تغيير موقع الخزان قالوا إنه مقام في المنطقة «ج» ثم قاموا بإزالته بدون إعطائنا أي مهلة كافية لنقله». ويرى مجلي في هدم هذا المشروع دليلا آخر على السياسة الإسرائيلية الرامية إلى ضرب عصب الاقتصاد الفلسطيني، ودفع الفلسطينيين للهجرة، أو الإبقاء عليهم عمالا في سوق العمل الأسود الإسرائيلي. وقال إن عملية الهدم تبدد أوهام البعض بشأن ما يسمى السلام الاقتصادي الذي يحمله مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف مجلي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وسجل مشروعه في القنصيلة الأمريكية في القدس بصفته مواطنا أمريكيا: «ترامب وفريقه، ومعهم نتنياهو يروجون لأوهام صفقة القرن والسلام الاقتصادي، ولكن في الحقيقة هم يخدعون العرب، فالاحتلال يعمل على تدمير الاقتصاد الفلسطيني أمام نظر الإدارة الأمريكية، التي تصفق له بعد كل عمليه هدم وكل عملية تدمير يقوم بها لمنشآتنا وبيوتنا». وأضاف: «لو كان هناك أدنى نية لدى الحكومة الإسرائيلية للسماح لنا ببناء اقتصاد فلسطيني لما قامت كل يوم بهدم بيوت المزارعين ومزراعهم ومدارس أطفالهم في الأغوار، لكن الحقيقة يريدون تخليد الاحتلال وتهجير الفلسطينين وبناء المستوطنات في أرضهم، وإقامة علاقات مع الدول العربية تحت مظلة السلام الوهمي».ويتعرض المزارعون في محافظة طوباس إلى ملاحقات دائمة من قبل قوات الاحتلال التي خصصت المساحات الأكبر من أراضي المحافظة للتدريبات العسكرية. ويشمل ذلك قيام الدبابات بتخريب الأراضي المزروعة أثناء فترات التدريب، أو تعرض المزروعات للاحتراق جراء سقوط القذائف عليها.وتجري قوات الاحتلال عمليات هدم منظمة للخيام وبيوت الصفيح التي يقيمها مربو المواشي في أجزاء مختلفة من المحافظة.وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات إن هدم خزان المياة في البلدة جزء من الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال على مزارعي المحافظة لدفعهم لهجرة أراضيهم. وأضاف: «تقوم قوات الاحتلال بملاحقة منظمة للمزراعين عبر هدم البيوت والدفيئات الزراعية وتخريب مصادر المياه بهدف دفعهم لهجرة أرضهم وتحويلها للمستوطنين ومعكسرات الجيش»!!
www.deyaralnagab.com
|