تراشق جديد بين فتح وحماس حول الجهة التي تعطل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام!! 19.04.2020 تبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات، حول الجهة التي تعيق تطبيق بنود المصالحة وإنهاء الانقسام، حيث رفضت الأولى تحميلها مسؤولية استمرار الانقسام وعدم إنجاز المصالحة الفلسطينية، وأكد روحي فتوح عضو اللجنة المركزية لفتح، أن أيديهم ممدودة للخروج من “وباء الانقسام”، في ظل مواجهة الفلسطينيين للاحتلال، و”صفقة القرن”، وتفشي فيروس “كورونا”، وذلك في رده على تصريحات لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.وأكد فتوح معقبا على تصريحات هنية، على ضرورة الخروج من الحالة النمطية، ووقف توجيه الاتهامات وتحميل المسؤولية على الغير والتهرب من مواجهة الحقيقة، وضرورة التفكير خارج الصندوق من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن “الوحدة الوطنية والانصهار في جسم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هي الطريق الوحيد لإنهاء كل المشاكل الصغيرة والكبيرة”.وأوضح فتوح أنه في بداية شهر فبراير الماضي كلف الرئيس محمود عباس ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية للتوجه إلى قطاع غزة، وهم إلى جانبه كل من الحاج إسماعيل جبر، وأحمد حلس، للقاء قيادة حركة حماس والمنظمات الفلسطينية التي شاركت في اجتماع القاهرة في 22 نوفمبر 2017، واجتماع موسكو 2019، لافتا إلى أن الوفد أجرى اتصالات مع حماس من أجل ترتيب اللقاءات، وقال: “فوجئنا بوضع خيارات أمامنا وعلينا أن نقبل بها حسب ترتيبها”، وهي أن يتم لقاء موسع يضم قوى ومنظمات وشخصيات عامة ووجهاء، وثانيا لقاء خماسي يضم حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وتلتحق بهم فتح، وثالثا بعد ذلك يأتي اللقاء الثنائي بين فتح وحماس.وأضاف: “كان ردنا أننا نلمس عدم الجدية وهذه لقاءات شكلية لن تقودنا لعمل وطني مثمر، أما اللقاء الموسع عبارة عن همرجة لتضليل الرأي العام، واللقاء الخماسي غير مقبول فنحن مع الكل الوطني الذين شاركوا في اجتماعات القاهرة وموسكو، ونرحب باللقاء الثنائي بين فتح وحماس لأن اتفاقنا ولو بالحد الأدنى سينجح العمل الوطني العام”، متهما حماس أنها ركزت فقط على” لقاء مضلل”، وأصرت على اللقاء الخماسي، الذي قال إن فتح سمته “لقاء أربعة + واحد”.وأشار فتوح إلى أنه بعد إعلان الرئيس حالة الطوارئ، بعد تفشي فيروس “كورونا” كلفه الرئيس عباس بالذهاب إلى غزة، ليقوم مع حلس بمحاولة جديدة، وقال: “ذهبت مع الأخ زياد أبو عمرو عضو اللجنة التنفيذية، نائب رئيس الوزراء، وحاولت مع الأخ غازي حمد ترتيب لقاء لكنه اعتذر قبيل الاجتماع بسبب اجتماع لجنتهم الإدارية لمواجهة فيروس كورونا، ولم نتوصل فيما بعد إلى أي لقاء يكسر الجمود الحالي، وعليه عدت إلى الضفة”.وقال فتوح في رده على تحميل فتح مسئولية عدم انهاء الانقسام: “أعلن الآن وبكل ثقة أن الرئيس لديه الاستعداد أن يعيد إرسال الوفد رغم حالة الحظر في ظل الجائحة، وأنا شخصيا لدي الاستعداد أن أنفذ الأمر إذا ما تم تكليفي، الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار”.ورفض فتوح ما توجهه حماس للسلطة بعدم الإنفاق على قطاع غزة، وقال: “تعليمات الرئيس واضحة؛ والحكومة تنفق شهريا حوالي 100 مليون دولار على قطاع غزة، لا يعود منها شيء من مداخيل القطاع إلى الخزينة العامة”، لافتا إلى أن رئيس الوزراء قام وبتعليمات من الرئيس بوقف التقاعد المالي، مشيرا أيضا إلى أنه تم إضافة عشرة آلاف أسرة لتحصل على مساعدات اجتماعية، وختم فتوح تصريحاته بالقول موجها حديثه لقيادة حماس: “تعالوا جميعا إلى الوحدة الوطنية وإلى كلمة فلسطينية واحدة دون قيد أو شرط”.وكان هنية قال في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي لحركة حماس: “نحن حرصنا على عدم تسييس أزمة كورونا لأنها إنسانية، لذلك بادرت بالاتصال مع قيادات في السلطة من أجل حماية شعبنا في غزة والضفة، لكن أستطيع أن أقول إن التعاون ليس بالدرجة الكافية”.وقال: “الإخوة في رام الله ما زالوا يتحركون وفق حسابات سياسية في التعامل مع غزة، ونقول إن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد أكبر من السلطة”.وأشار هنية إلى أن حماس تعاملت مع موضوع المصالحة مباشرة بعد الانقسام من منطلق ثابت واستراتيجي، وأن حركته قدمت الكثير من المبادرات والمرونة “من أجل إحداث اختراق حقيقي من أجل إنهاء الانقسام”، وأضاف: “قدمنا مؤخرا ثلاث خطوات في غاية الأهمية، حين بادرنا بالاتصال بالأخ أبو مازن، وحضور الاجتماع في رام الله لمواجهة صفقة القرن، وأعلنا قبولنا استقبال وفد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة”.وقال: “قبلنا بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، رغم أنه كان من الأساس أن تكون انتخابات المجلس الوطني معها”، مشيرا إلى أن نقطة الخلاف كانت في أن السلطة الفلسطينية اشترطت أخذ موافقة الاحتلال قبل إصدار المرسوم، وأن حماس رأت أن يصدر المرسوم، ثم نخوض معركة مع الاحتلال لنفرض عليه إجراء الانتخابات في القدس.وقال هنية بخصوص انجاز المصالحة: “التجاوب من حركة فتح ضعيف للأسف الشديد، ويجب أن يخطوا خطوات في اتجاه أي من هذه الخيارات”، مضيفا: “يجب أن تتوفر الإرادة، وألَا نخضع للضغوط، وأن نغلب مصلحة شعبنا الفلسطيني”، وأضاف أيضا: “أتمنى أن يسود العقل والحكمة على الإخوة في حركة فتح”.ومضى يقول: “حتى لو كانت هناك ضغوط على السلطة لعدم إجراء المصالحة، لماذا يمكن أن تتجاوب معها، ونحن أمام منعطف تاريخي وتهديد استراتيجي”.!!
www.deyaralnagab.com
|