في لقاء مطول : اسماعيل هنية يعلن عن مؤتمر شعبي يجمعه بعباس.. أوسلو ليس له ما يبرّره"!! 19.07.2020 أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنيّة، عن مؤتمر شعبي يجمعه بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، "قريبا".وأضاف هنية، خلال لقاء مع وسائل إعلام قطريّة، اليوم الأحد، أن هناك "أفكارا لإقامة مؤتمر شعبي مشترك" وأن "اتصالات مباشرة تجري بين حركتي „فتح“ وحماس دون وساطات".وبحسب هنيّة، لأوّل مرّة منذ عشر سنوات "هناك لقاءات بين قيادات حمساوية وفتحاوية"، بحسب "الشرق" القطرية.
**"أوسلو ليس له ما يبرّره"
ولا تقتصر "الأفكار" على الاجتماع الشعبي، بحسب هنيّة بل تصل إلى "عقد اجتماع للأمناء العامين الفلسطينيين وترتيب منظمة التحرير" وأضاف أن حركته "ليس لها سقف في استعادة الوحدة، خاصّة أن أوسلو لم يعد له ما يبرره".
ودعا إلى ضرورة الاتفاق على وظيفة السلطة "والقطع مع ركيزتها والمتمثلة في التعاون الأمني مع الجانب الإسرائيلي".وأكّد أن خيار المقاومة والكفاح المسلح لا يزال قائمًا لدى "حماس" وهو خيار إستراتيجي يقوم على مراكمة القوة.وقال هنية إن التطورات التي تمرّ بها القضيّة الفلسطينيّة الآن "هي الأخطر منذ عام 1948. وكوني أقول إن التطورات هي الأخطر، فهذا لا يعني أنها منقطعة عن طبيعة الصراع من ناحية، وعن طبيعة المشروع الصهيوني من ناحية أخرى، فالمشروع الصهيوني قام على ركيزتين أساسيتين الأولى احتلال الأرض، والثانية طرد الشعب الفلسطيني وتهجيره".وأضاف "منذ احتلال الأرض ونحن أمام إستراتيجية إسرائيلية تعكس نفسها في كثير من المخططات والاستهدافات الكبيرة، وفي قلب هذا الاستهداف هو القدس سواء في ما يتعلق بالاحتلال أو التهويد أو تغيير الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية وعزلها عن محيطها الفلسطيني والعربي بتكثيف المستوطنات في القدس، وأيضا محاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى عبر ما يسمى مخططات التقسيم بالزمان والمكان والاقتحامات شبه اليومية، ومحاولة فرض ولاية دينية إسرائيلية على المسجد الأقصى".وتابع "إلى جانب ذلك هناك قضية الاستيطان الذي امتد في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 إلى الأراضي التي احتلت عام 1967، واليوم نتحدث عن 750 ألف مستوطن يعيشون في أراضي الضفة الغربية، نصفهم يعيشون في القدس، وهناك تكتلات تسمى التكتلات الكبرى للمستوطنات الإسرائيلية التي تقريبا تحتل 12% من أراضي الضفة الغربية. يضاف إلى ذلك بناء الجدار في داخل أراضي الضفة الغربية، وهذا الجدار كانت له تداعيات كبيرة جدا على الجغرافيا وعلى الديموغرافيا، لأنه اقتطع أراضي جزء كبير جدا من الضفة الغربية في ما تعرف باسم أراضي ما خلف الجدار".ومضى بالحديث عن استهداف "الوجود الفلسطيني أرضًا وشعبًا داخل الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال مسخ الهوية الفلسطينية وفرض سياسات فصل عنصري على أبناء الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، ومحاولة نزعهم من عمقهم الوطني والإسلامي عبر الكثير من السياسات، وبطبيعة الحال يمتد ذلك إلى غزة وإلى الحصار الذي فرض على القطاع.
*غزّة: معركة ثلاثية الأبعاد
وأضاف هنيّة أن قطاع غزّة تعرّض بعد العام 2006 إلى "معركة ثلاثية الأبعاد"، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، "البعد الأول هو البعد السياسي ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات التي فازت بها حركة حماس، وفرض عزلة سياسية على الحكومة التي شكلت وقتها، وعدم التعامل مع تلك الحكومة؛ أما البعد الثاني للمعركة فكان البعد الاقتصادي من خلال فرض حصار على القطاع من كافة الجهات برًا وبحرًا وجوًا، وهذا الحصار مستمر منذ 14 سنة؛ والبعد الثالث كان البعد العسكري حيث تعرضت غزة لثلاث حروب في أعوام 2009 و2012 و2014، وهذه الأخيرة كانت الحرب الأطول في الصراع مع العدو الصهيوني حيث امتدت 51 يومًا ونحن في هذه الأيام نعيش ذكراها".وشرح أنّ "المعركة بأبعادها الثلاثة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا كان الغرض منها أن تستجيب حركة حماس التي تحكم القطاع لشروط الرباعية الدولية، وتلك الشروط كانت الاعتراف بإسرائيل، وثانيا إنهاء أي شيء بالمقاومة خاصة المقاومة العسكرية وثالثا الإقرار بالاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني، ولم يكتف الاستهداف الداخل فقط، بل امتد للخارج أيضا حيث يقدر أعداد الفلسطينيين في الخارج بحوالي 6 ملايين ونصف المليون، والمقصود من تلك المقدمة أن نقول إن ما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية هو امتداد لتلك السياسة وهذا المشروع الاستيطاني، والمستجد اليوم هو ما أطلق عليه صفقة القرن التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية، وصفقة القرن تستهدف ركائز القضية الفلسطينية وهي القدس والأرض وحق العودة، وتم التعبير عن ذلك من خلال الإعلان أن القدس هي عاصمة موحدة لإسرائيل، وبالتالي إخراج القدس من أي تداول سياسي، ثم استهداف الأرض بمعنى تشريع الاستيطان وهذا أعلنت عنه وزارة الخارجية الأميركية، وبالتالي يحق لإسرائيل أن تفرض السيادة على تلك الأراضي وأن تضم المستوطنات إلى الكيان الإسرائيلي، أما الأمر الثالث فهو حق العودة باعتبار أن هذه القضية ليست مطروحة على طاولة المفاوضات وليس مطروحا عودة الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948".
وتحدّث هنية عن 3 أولويّات لحركة "حماس" للتعامل مع الضمّ، "أولا ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس صحيحة وسليمة ترتكز على ثوابت القضية الفلسطينية. وهذا هو أهم عامل في المواجهة، وإذا كان هناك موقف فلسطيني موحد فبالتأكيد سنكون قادرين على إفشال هذه الخطة، وأستطيع أن أقول إننا نجحنا حتى الآن في بناء موقف فلسطيني موحد ضد خطة الضم وضد صفقة القرن سواء في القطاع أو في الضفة الغربية، فالموقف الفلسطيني هو حجر الأساس الذي يبنى عليه إقليميا وعربيا وإسلاميا. وكما قلنا الأولوية الأولى ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني على أساس طي صفحة أوسلو إلى الأبد، فكل الجرائم الإسرائيلية تمت تحت ستار أوسلو، وبالتالي يجب أن يقطع شعبنا الفلسطيني مع مرحلة أوسلو بالكامل، ويجب وقف أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاعتراف بإسرائيل من قبل منظمة التحرير الفلسطينية".وأضاف أن "إعادة الاعتبار للمشروع الوطني له ثلاثة أسس منها الاتفاق على أساس وطني، وثانيا الاتفاق على المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني، ونحن نرى أن تلك المرجعية في الداخل والخارج هي منظمة التحرير الفلسطينية. ونحن لا نطرح بديلا عن تلك المنظمة، ولكن يجب إعادة بنائها، وثالثا الاتفاق على الإستراتيجية النضالية سواء الدبلوماسي أو العسكري".
*ترتيب البيت الفلسطيني
أما الأولوية الثانية "فتتعلق بكيفية مواجهة الخطة والاتفاق على وسائل النضال الفلسطيني. ونحن جاهزون أن نجلس على طاولة واحدة وأن نتفق على كيفية ممارسة نضالنا الوطني لإنهاء الاحتلال، والأولوية الثالثة هي تنظيم العلاقة مع عمقنا العربي والإسلامي وهذا موضوع مهم لسببين لأن القضية لها بعد عربي وإسلامي، وثانيا أن هذه الخطط تداعياتها على المنطقة ككل. ونحن في حركة حماس نرى أن إستراتيجية الانفتاح على الجميع هي إستراتيجية ناجحة، وأن نستند إلى كتلة قوية في المنطقة، ولذلك عندما نتحدث عن ضرورة التنسيق مع قطر وتركيا والأردن وإيران وغيرها من الدول فنحن في هذا الاتجاه. وكذلك الاستفادة من دول العالم والعمل على تطوير تلك العلاقة في أوروبا أو حتى داخل أميركا نفسها".
ومضى بالقول إنّ "السؤال الآن هل يمكن أن تنجح إسرائيل في تنفيذ ذلك أم لا؟ والإجابة قطعا لا لن تنجح إسرائيل في فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني ولا تغيير الحقائق الجغرافية والديموغرافية والتاريخية مهما بلغت سطوتها أو قوة الدعم الدولي المقدم لها. وكان من المفترض أن يعلنوا عن بدء تنفيذ الخطة أول يوليو الجاري، ولكنهم لم يعلنوا، وهذا مؤشر بداية فشل الاحتلال وشعوره بمأزق التطبيق، وأيضا بداية التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يفشل هذه المخططات. وأنا أريد أن أذكر أن هناك الكثير من المشاريع التي طرحت في السنوات الماضية ولم يكتب لها النجاح. وأقول إن التقارب الذي يجري بين قطبي الساحة الفلسطينية فتح وحماس وإن كان في بدايته وإن كان رمزيا لكنه يشير إلى خطورة ما إسرائيل تحسب لها حسابا لأنه عندما كنا موحدين استمرت الانتفاضة الأولى سبع سنوات وبنت معادلات سياسية وفرضت وقائع على الأرض، وكذلك في الانتفاضة الثانية التي أدت لخروج إسرائيل من غزة وغيرها من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية. ونقول إننا نجحنا في مواجهة خطة الضم بموقفنا الموحد، ولكن أمامنا معركة طويلة وقد تكون قاسية لأن معركتنا مع وجود الاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية، فخطة الضم أحد تداعيات الاحتلال، ونحن سنواصل حتى نحرر أرضنا ويعود شعبنا الفلسطيني ونحرر أسرانا، ونحرر المسجد الأقصى، وبالتأكيد هذه معركة طويلة".
www.deyaralnagab.com
|