logo
1 2 3 47739
بطولة وعذاب وحزن :المُحرَّرة روان عنبر.. عيدها الأول بعد تحرُّرها ستزور فيه ضريح خطيبها الشهيد عمار الطيراوي!!
31.07.2020

كتب علي سمودي- صباح اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يحل في حياتها بعد تنسم الأسيرة روان عبد محمد عنبر (25 عاماً) عبير الحرية، بعدما قضت 6 أعياد خلف قضبان سجون الاحتلال، سيكون صعباً ومؤلماً لفقدان خطيبها الشهيد عمار الطيراوي، وستقضيه في زيارة ضريحه والحديث إليه، ولأنها ما زالت تشعر بغصة وألم لفراق رفيقاتها في الأسر.تقول روان لـ"القدس" دوت كوم: "هذا العيد الأول الذي أقضيه مع عائلتي وأهلى وأحبائي، لكن فرحتي منقوصة، وفيها غصة وجرح كبير ونازف بغياب خطيبي عمار وفراق أخواتي الأسيرات اللواتي قضيت معهن ثلاثة سنوات".وتضيف: "في كل لحظة انتظرت هذا اليوم، فقد استشهد قبل أُسبوع من اعتقالي، لكن بعد الظلم وعذابات الأسر، فإن فرحتي كبيره بقربه رغم وجع الفراق، فسوف أزور ضريحه، وستكون لحظات العيد الأُولى معه، وسأُحدثه عن كل شيء حصل معي لأن الشهداء أحياء". وتكمل: "في كل عيد خلال اعتقالي، كنت أرى عمار في الحلم مبتسماً ومشرقاً وهو يعايدني ويقدم لي هدية جميلة، وهذا يشعرني أنه ما زال قريباً مني، وأتضرع لرب العالمين أن يتقبله شهيداً ويجمعنا في جنات النعيم"...رغم إيمانها بالقضاء والقدر، واعتزازها ببطولات خطيبها عمار (31 عاماً) الذي استشهد خلال اشتباك مسلج في 16-7-2017، يلازم الألم والحزن المحررة روان، فلا تفارقها صوره وذكرياته ولا تتوقف عن الحديث عنه.وتقول: "كنا نجهز لحفل زفافنا بعدما أسسنا منزلنا وأصبح جاهزاً، لكن قدّر الله وما شاء فعل، فقد عاش حياته مناضلاً وعاشقاً لوطنه ومخلصاً ووفياً لشعنا".وتضيف: "طارده الاحتلال بتهمة المقاومة وإطلاق النار على سيارة مستوطن، ورفض تسليم نفسه، حتى استشهد خلال اشتباك مسلح، وبعدها بأُسبوع اعتقلوني ونقلوني إلى أقبية التحقيق".وتتابع: "استخدم ضباط المخابرات قضية استشهاده للضغط عليّ أثناء احتجازي في زنازين المسكوبية، وأحضروا صوره في الثلاجة، ورغم ألمي وحزني، سيطرت على نفسي وكبت مشاعري، لم أجلعهم يلاحظون وجعي الكبير".وتتابع: "قلت للمحققين: إنني أفخر وأرفع رأسي بخطيبي الذي دافع عن وطنه وأبناء شعبه الذي سيواصل السير على خطاه، فكلنا عمار، لكن صدمتي الحقيقية والكبيرة عدم رؤيتي جثمانه وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ولن أنسى هذا الظلم للأبد".**من حياتها..في مخيم الجلزون، أبصرت روان النور قبل 25 عاماً لتكون الرابعة في عائلتها المكونة من 6 أنفار، وتقول: "نشأت وتربيت وعشت في المخيم وسط أُسرة محافظة، تعلمت في مدارس الوكالة حتى أنهيت الثانوية العامة، بعدها ارتبطت بعمار الذي خطبني، وعشت معه لحظات جميلة ورائعة غمرني فيها بمحبته وحنانه وطيبته وأخلاقه العالية".وتضيف: "رسمنا الكثير من الأحلام، وخططنا لمستقبلنا حتى قطع الاحتلال علينا الطريق بملاحقته حتى استشهد، وعندما كنت أعيش كوابيس الألم والحزن، انتزعوني من وسط أُسرتي".**الاعتقال والحكم..فجر تاريخ 23/ 7/ 2017، اقتحم العشرات من جنود الاحتلال منزل عائلة روان، وتقول: "لم يراعوا مشاعري وصدمتي وحزني بعد استشهاد خطيبي، وهذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال، حولوا منزلنا ثكنة عسكرية، احتجزوا عائلتي، وبعد التفتيش عزلوني وقيدوني، ووضعوا العصبات على عينيّ وحرموني حتى من وداع عائلتي".وتضيف: "خلال نقلي في الدورية العسكرية، تعمد جنود الاحتلال ضربي بشكل وحشي على قدمي اليسرى، التي كنت أجريتُ فيها عملية جراحية قديمة ومزروع فيها بلاتين، هاجموني بأعقاب البنادق حتى كسروا البلاتين، بعدها نقلوني لمعسكر عوفر لمدة 24 ساعة وسط الإهانة والشتائم ودون علاج".وتكمل: "رغم الألم الشديد، نقلوني إلى زنازين العزل والتحقيق في مركز المسكوبية، عزلوني وسط ضغوط نفسية على مدار 15 يوماً، وبعدما قضيت أُسبوعين في سجن هشارون، نقلوني إلى سجن الدامون، وقضت محكمة الاحتلال بسجني 3 سنوات".
**العيد في السجن..
المرحلة الأولى في رحلة اعتقال روان عانت فيها الكثير، خاصة لتأثرها بفقدان خطيبها، وتقول: "لم يهمني السجن والحكم، لكن ألمي الكبير استشهاد خطيبي الذي لم أنسه لحظة، عشت حياة صعبة وقاسية، لكن بدعم ومؤازرة الأسيرات تجاوزت المحنة وكرمني رب العالمين بالصبر".وتضيف: "عيدي الأول في السجن يُعدّ أصعب محطة في حياتي، خطيبي شهيد والحرمان من أُسرتي، قضيته في الصلاة والدعاء والبكاء، لكن ليلة هذا العيد حلمت بأن عمار اشترى ملابس جديدة لي، وأخدني إلى منطقة خضراء كل شيء فيها أخضر، ما خفف الكثير عني، وشعرت بفرحة لأنه يرافقني في أول عيد لي خلف القضبان".وتتابع روان: "وقوف الأسيرات معي في محنتي خفف عني الكثير، فقد عشنا كعائلة واحدة، نتقاسم الفرح والحزن، نتغلب على الوجع بالصلاة والصبر والإيمان بالله".وتكمل: "العيد مؤلم بشكل كبير للأسيرات، ففيه تتفتح الجراح وسط الذكريات التي تمر أمامنا ونحن بشوق ولهفة لأهلنا، ولعله أكثر ألماً للأُمهات اللواتي يفتقدن الأبناء، ورغم ذلك تبتدع الأسيرات طقوساً خاصة ليعشن لحظات العيد، رغم منغصات الاحتلال".روان، التي قضت 6 أعياد في السجن، تقول لـ"القدس": "تبدأ طقوس العيد بالصلاة الجماعية في الغرف، لأن الاحتلال منع الصلاة في ساحة الفورة، بعدها نتبادل التهاني، وخلال ذلك تكون مجموعة من الأسيرات جهزن الحلوى على طريقتهن والقهوة التي نشتريها على حسابنا من الكانتين".
**أوضاع الأسيرات..تفيد المحررة روان أن عدد الأسيرات في سجن الدامون حالياً يبلغ 35، بينهن 12 أم و6 جريحات، وتقول: "الأوضاع بشكل عام صعبة، خاصة على صعيد حرماننا من غالبية احتياجاتنا وسياسة الإهمال الطبي، فالإدارة ترفض علاج الأسيرات، فبعضهن يعانين أمراض مزمنة وآثار الإصابة، والعلاج الوحيد فق المُسكن (أكامول)".وتضيف: "في ظل جائحة كورونا، لا توفر الإدارة الحماية للأسيرات، ولا توجد معقمات، ومما زاد معاناتنا إلغاء الزيارات، ومنعنا من مقابلة المحامين ورؤية أهلنا".وتتابع روان: "لا توجد في السجن هواتف، وعلى مدار الأشهر الماضية عانينا من الانقطاع عن الأهل، وبعد خطوات احتجاجية وإرجاع وجبات طعام، سمحت الإدارة بمكالمة واحدة لكل أسيرة، لكن عادت للسياسة نفسها، وحتى لحظة الإفراج عني في 23/ 7/ 2020 لا يوجد أي اتصال وتواصل بين الأسيرات وعائلاتهن".***الاهتمام والدعم..تقول المحررة روان: "عندما غادرت السجن، حزنت كثيراً لأنني تركت أخواتي رهن قيد السجان الظالم، فالمعاناة اشتدت أكثر، خصوصاً في ظل جائحة كورونا".وتضيف: "رغم ذلك، الأسيرات صابرات وثابتات دوماً، لكن رسالتهن للجميع تعزيز التضامن والمؤازرة لهن ولكافة الأسرى، وإعادة قضيتهم إلى مركز الصدارة وعدم تركهم رهائن بقبضة الاحتلال وسياساته الظالمة.. وأملي أن نفرح بحريتهم جميعاً قريباً، وأن نستقبلهم أحراراً".
**المصدر : "القدس" دوت كوم


www.deyaralnagab.com