فلسطين المحتلة :معاناة قرية النبي صالح الفلسطينية مستمرة… اعتقال أحد أبنائها 4 أيام وتسريحه دون أي تحقيق!! 08.09.2020 كشف النقاب أمس عن اعتقال شاب فلسطيني تم نقله بين عدة سجون من قبل سلطات الاحتلال قبل الإفراج عنه دون أي تحقيق معه.وأوضحت صحيفة “هآرتس” أمس أن جنود الاحتلال داهموا بيت الشاب حمادة التميمي (22 عاما ) من قرية النبي صالح قضاء رام الله في الأسبوع الماضي وصادروا هواتف محمولة وكاميرا، وضربوا أبناء العائلة ورشوا عليهم غاز الفلفل، واعتقلوا الابن وخلال كل ذلك لم يقل له أحد لماذا اعتقل.واعتقل الجنود حمادة محمد التميمي فجر أول من أمس الأحد، في 23 أغسطس/آب الماضي داخل بيته في قرية النبي صالح وتم إطلاق سراحه بعد أربعة أيام دون أي تحقيق معه، ولم يعرف لماذا تم اعتقاله، ولم يعتذر أحد عن هذا الاعتقال العبثي.وعما حصل روى حمادة التميمي خلال الاعتقال لصحيفة “هآرتس” قائلا ” فجأة جاء السجان الى الغرفة وقال لي بأن أرتدي ملابسي لأنهم سيطلقون سراحي. بالضبط قمت بغسل القميص الوحيد الذي كان لدي، وقد كان رطبا عندما ارتديته. أنا لم أصدق للوهلة الأولى. كانت هذه أربعة أيام من العذاب النفسي والجسدي لي ولعائلتي، من النوع المعتاد، الذي لا يعد ولا يكتب عنه”.أما والدته منال التميمي فعبرت عما تتعرض العائلة في النبي صالح يوميا نتيجة جرائم الاحتلال بالقول “إذا ما أعدوا فيلما عن كل عائلة لدينا، فستغلق هوليوود”.ونوهت الصحيفة العبرية أن صديقة للعائلة اتصلت مساء يوم 24 أغسطس الماضي وقالت إنه مر تقريبا يومان على الاعتقال، والعائلة لا تعرف مكان وجود ابنها حمادة، مرجحة أن تقديم استجواب من قبل “هآرتس” للسلطات سيسرع الأمر. وفعلا في صباح يوم الثلاثاء ردّ ” الشاباك على الصحيفة بالقول “هو ليس لدينا، بل معتقل لدى الشرطة” .يشار أن منال والأب بلال جربا الاعتقال هما وبقية أبنائهما وأقربائهما، ويعتبران أن هذا جزءا من ثمن النضال الشعبي (الذي تم تجميده حاليا) ضد سيطرة مستوطني حلميش على أراضيهم وعلى النبع الذي يعود لقرية النبي صالح وقرية دير نظام المجاورة. ومع ذلك فهما لم يختبرا مثل هذا التأخير في الإبلاغ عن مكان الاعتقال، ومما زاد قلق العائلة أن حمادة أصيب في مطلع العام الحالي بنار قوات جيش الاحتلال وبقيت الرصاصة مغروسة في ذراعه اليسرى قرب الشريان الرئيسي، وكان من الخطر اخراجها، كما قال الاطباء، “اذا قاموا بضربه فإن الرصاصة يمكن أن تتحرك”، قالت الأم منال. وتابعت “يشعر ابني في الشهور الأخيرة بألم خاصة أنه أصيب بشظية رصاصة أخرى اطلقها جنود الجيش، أصابته واستقرت في ساقه اليسرى في 2015 .ورافقت “هآرتس” أيضا عن كثب قلق العائلة على حمادة في يناير/كانون الثاني 2018 عندما اقتحمت سلطات السجون غرف الأسرى في سجن عوفر الذي كان مسجونا فيه لمدة عشرين شهرا بسبب رشق الحجارة على الجنود. كما أن جنود الاحتلال وصلوا للقرية سيرا على الأقدام في الأسبوع الماضي، بعضهم جاء من الشرق، وعدد آخر منهم صعدوا من الوادي من الغرب، أما حمادة الذي كان مستيقظا ويقف فوق سطح البيت فشاهدهم عندما كانوا على بعد 25 مترا من البيت فأيقظ شقيقه البكر، أسامة، ووالديه وعندها صعد أسامة الى السطح وهناك شاهد الجنود وهم يحيطون بالبيت وعدد منهم دخل الى الساحة الأمامية.ونقلت عن حمادة تقديره أنه “كان في المحيط نحو خمسين جنديا مع بنادقهم وتابع أنه “نزل الى أسفل ورأى الجنود وراء الباب ينشغلون بأمر ما وقدر بأنهم ينوون اقتحام الباب. رآه جندي وأدخل البندقية في فتحة الباب الذي حطم الجنود زجاجه قبل فترة، وأمره بأن يفتح الباب. هذا أصلا ما كان أسامة ينوي القيام به قبل أن يتم تخريب الباب. وعندما فتح الباب وجه الجندي مرة أخرى البندقية قرب رأسه. في هذه الأثناء أيقظ حمادة والديه اللذين بدورهما أيقظا الاولاد الصغار. الساعة كانت الثالثة فجرا”.في الشقة المجاورة تسكن أم بلال، حليمة(74سنة)، وابنتها نوال والحفيدة جنى، وقد استيقظن عندما هز أحد الجنود الشبك الموجود على نافذة الغرفة. في هذه الأثناء دخل عدد من الجنود الى الشقة وتجولوا في الغرف. فقط أحدهم كان يضع قناعا على وجهه. “بطاقة هويتك”، قال ذلك بالعربية “بطاقة هويتك”، كرر أحد الجنود”.وتابعت سألهم بلال لماذا يريدونها، ولم يجيبوا.هو تحدث بالإنكليزية. هم لم يردوا بالفعل. وفي مرحلة ما عندما أخذوا بطاقة هوية حمادة أمره أحد الجنود بارتداء ملابسه ومرافقته وأن يأخذ معه أدويته. ”
حسب معرفتهم هم يعرفون أنه مريض، استنتجت منال وقالت “سامر بكى طوال الوقت خوفا على أخيه. فور دخول الجنود الى البيت بدأ أبناء العائلة بتوثيق ما يحدث وتم بثّ أحد الأفلام القصيرة التي صوروها مباشرة”.وتقول “هآرتس” في ذلك “هذا العصيان المدني الصغير ضبط الجنود وهم غير مستعدين وأثار غضبهم. منال صرخت على الجنود، ورفضت التسليم بالبساطة التي تم انتزاع ابنها بها من البيت. ثار أحد الجنود ورش غاز الفلفل على وجه بلال ومنال. جهاز التكييف نشر الغاز مباشرة نحو حليمة التي تعالج بغسل الكلى. وبعد أن اجتازت عملية في القلب، ولاحقا قال الطبيب لها إن صحتها تدهورت بسبب الغاز المسيل للدموع الكثير الذي أطلقه الجنود في القرية خلال سنوات. في الوقت الذي وجدت فيه حليمة صعوبة في التنفس، منال صرخت أنت تريد قتلها” .وأكدت أنها قالت ذلك بالعربية للضابط المتحدث بالعربية دون جدوى.وزعم المتحدث بلسان جيش الاحتلال ردا على ذلك أن”عائلة المعتقل تصرفت بشكل عنيف مع القوة العسكرية وأزعجتها أثناء تنفيذ مهمتها، لذلك اضطر أحد الجنود للرد عن طريق رش غاز الفلفل”.وكشف النقاب عن مصادرة الجنود خمسة هواتف محمولة وكاميرا فيديو ولم يعطوا أي وصل بذلك.وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن الناطق العسكري لم يرد لماذا لم يتم إعطاء وصل، منوهة أن أربعة هواتف منها باستثناء هاتف حمادة والكاميرا، تمت إعادتها الى بلال في الأول من الشهر الحالي، أما الناطق بلسان جيش الاحتلال فزعم أن “حمادة اعتقل بناء على طلب من قوات الأمن ووفقا لتقديرات عملياتية”!!
www.deyaralnagab.com
|