فلسطين المحتلة : في تقوع دراسة بين أسلاك الاحتلال الشائكة!! 02.10.2020 بيت لحم.. كتب نجيب فراج- تحول مجمع المدارس ببلدة تقوع إلى الشرق من بيت لحم والواقعة بمحاذاة الشارع الملتف حول البلدة والذي يسلكه المستوطنون الإسرائيليون، إلى تجمع شبه مغلق بعدما وضعت قوات الاحتلال أسلاكاً شائمة في محيط مجمع المدارس، لتضاعف معاناة مئات الطلبة ولتصبح رحلة الذهاب إلى المدرسة ليس فقط محملة بالمعاناة، بل خطر حقيقي على حياتهم.وكانت قوة عسكرية إسرائيلية ضخمة مزودة بآليات وشاحنات كبيرة قد اقتحمت محيط المدارس في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء- الخميس، وشرعت بإقامة سياج آخر من الأسلاك، لعزل هذه المدارس وتحويلها إلى سجن، وأغلقت تلك القوات كافة الطرق أثناء عملية نصب هذه الأسلاك التي ظلت حتى ساعات فجر الخميس.قال نشطاء من بلدة تقوع: "إن وضع أسلاك شائكة في طريق طلبة المدارس، وخاصة مدرستي الخنساء الأساسية المختلطة، والجرمق الأساسية للإناث أدى إلى تضييق الخناق على طلبة المدارس وتعرضهم للخطر، حيث يضطر نحو ألف طالب وطالبة للولوج في ممر ضيق للغاية لا يتسع إلا لمرور فرد واحد، ما يجعل الاكتظاظ في هذا الممر خطير، وغالباً ما يصطدم الطلبة ببعضهم البعض أو بالأسلاك الشائكة المحيطة بهم من كلا الاتجاهين والتي حولت المدارس إلى ما يشبه بشكلها لسجن، وليس لمدرسة، وقد أخضعت عدد من التلميذات لعلاج في أياديهن من جرائها، حيث يؤدي الازدحام لوقوع الطالبات والطلبة على الأرض".وأكد نشطاء عديدون، أن الكلمات تعجز عن وصف عنجهيّة وتجبّر وظلم هذا المحتل الغاشم المجرم، بعد أن منعوا طلاب مدارس البلدة القريبة من المدخل الشمالي للبلدة ( ذكور تقوع الثانوية، والخنساء الأساسية المختلطة، وبنات الجرمق الأساسية )، من سلوك الطريق العام للوصول لمدارسهم، وتركيب سياج على الطريق العام، وإجبارهم على سلوك طرق داخل حقول الزيتون للوصول لمدارسهم".وتابعوا، "في هذه الأيام تمعن قوات الاحتلال في إجرامها من جديد، وقامت حتى بإغلاق الطرق التي هي أصلاً صعبة ووعرة باستخدام الأسلاك الشائكة، مما أجبر الطلبة على سلوك طرق أكثر خطورة على حياة الطلبة، وبمراقبة ووجود جنود الاحتلال بشكل دائم، فإلى متى هذا الإجرام بحق طلبتنا وسلب أبسط حقوقهم المكفولة والمشروعة في التعليم والوصول لمدارسهم".مديرة مدرسة الخنساء أكدت أن مسافة الممر الذي يؤدي إلى المدرسة أصبح ضيقاً للغاية، ولا يبلغ أكثر من 30 سنتمتر، بينما أصيبت طالبة بجراح بيدها في وقت سابق، فيما تقول مديرة المدرسة: "إن من يشاهد الطلبة وهم ذاهبون إلى مدراسهم أو يخرجون منها وسط الأسلاك الشائكة يدرك حجم المعاناة، ويدرك أن تلك الأجواء ليست أجواء صحية لمسيرة أكاديمة سليمة، إنه انتهاك صارخ لحقوق الأطفال والطلبة"، متسائلة أين مؤسسات حقوق الإنسان الدولية من هذه الممارسات؟أما رئيس بلدية تقوع سالم أبو مفرح، فقد أكد لـ"القدس"، أن وضع الأسلاك الشائكة في طريق الطلبة والطالبات عمل عدواني وهو يهدف ليس كما تدعي قوات الاحتلال إلى الحد من عمليات رشق الحجارة باتجاه المركبات الإسرائيلية التابعة للمستوطنين، وإنما بهدف التضييق على الطلبة وأهاليهم، وهو يمس كل أهالي بلدة تقوع البالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة، وهو بالتأكيد يؤثر على تحصيلهم العلمي، هذا عدا عن تواجد جيش الاحتلال وبشكل دائم في محيط المدارس وتطبيق إجراءات بحق الطلبة ذهاباً وإياباً وبشكل دائم، وغالباً ما يطلقون الغاز المسيل للدموع وفي معظم الأحيان بدون أي مبرر فهم يفتعلون المشاكل بحق الطلبة!أبو مفرح أكد أن بلدة تقوع من بين البلدات والمواقع الفلسطينية المستهدفة من قبل الاحتلال، "إذ لا تتوقف الاستفزازات والإجراءات الاحتلالية عند حد التضييق على المدارس وحسب، لكن البلدة برمتها تتعرض لإجراءات مستمرة، ولا يمر يوم واحد إلا ويتم اقتحام البلدة في ساعات الفجر وسط إجراءات عسكرية مشددة ومداهمة منازل المواطنين، وفي بعض الأحيان يفجر جنود الاحتلال مداخل المنازل وينكلون بالمواطنين، ويطلقون أحيانًا قنابل الغاز المسيل للدموع وبشكل متعمد باتجاه منازل المواطنين، ما يؤدي إلى إصابة العديد منهم بحالات غثيان، وأيضاً يصابون بالخوف والهلع جراء هذه الانتهاكات التي لا تتوقف".ويتابع أبو مفرح، "كان الجنود قد احتلوا مبنى أثري قديم في خربة تقوع الأثرية، وكان هذا المبنى والمعروف باسم (البابور) ويقع قريباً من مبنى البلدية يستخدم قبل نحو أربعين عاماً لطحن الدقيق لأهالي البلدة، وقد قام جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي أثناء تحويل المبنى لنقطة مراقبة عسكرية بشكل عشوائي، فأصيب العديد من المواطنين، عدا عما يمارسه المستوطنون في الشارع الملتف، فأحيانا يترجلون من سياراتهم ويطلقون الرصاص الحي، وأحياناً أخرى يترجلون ويتظاهرون في الطرقات الزراعية بوجه المزارعين، وهذا يتزامن مع إجراءات عسكرية كإغلاق طرق زراعية في وجههم، لمنعهم من الوصول إلى أراضي شرق البلدة بيسر وسهولة".وعن الإجراءات الاحتجاجية التي يسلكها المجلس البلدي في تقوع لمواجهة كل هذه الاعتداءات، قال تيسير أبو مفرح مدير بلدية تقوع لـ"القدس"دوت كوم، "دورنا هو تدوين وتوثيق هذه الاعتداءات، وإرسال شكاوى عبر الارتباط العسكري، أو إبلاغ المؤسسات الحقوقية، ولكن نتائج هذه الشكاوى لا تكاد ملموسة، نحن نقول إن الانتهاكات الإسرائيلية لن تؤدي إلى إركاع أهالي بلدة تقوع باعتبارها تقع على خط التماس وسيبقون صامدون في أراضيهم والتمسك بها، إن هذه الإجراءات تؤدي فقط إلى تصعيد الاوضاع في أغلب الأحيان".
*المصدر : القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|