الشروق الشامخ : الأسيرة شروق دويات.. قلق مستمر لانقطاع أخبارها منذ عزلها بسبب مخالطتها مصاباً بكورونا!! 13.10.2020 كتب علي سمودي- يجافي النوم عيني الوالدة أم إبراهيم، وتعيش وعائلتها مشاعر الخوف والقلق على حياة ابنتها الأسيرة الجريحة شروق صلاح دويات، جراء انقطاع أخبارها والتواصل معها منذ إعلان عزلها مع ثلاث أسيرات لمخالطتهن ممرض اسرائيلي في عيادة سجن "الدامون".وتقول الوالدة: "عانينا وتألمنا كثيراً طوال فترة اعتقالها بعد إصابتها، صبرنا رغم أوجاعنا وصدمة الحكم، ولكن حالتنا ازدادت مأساوية بعدما سمعنا بخبر حجرها مع زميلاتها الأسيرات بسبب مخالطتهن ممرضاً تبين إصابته بكورونا".وأضافت الام: "لم أعد قادرة على النوم وأعيش على أعصابي، ومئات الصور المريرة تتكرر أمامي لعدم توفر أي معلومات عنها وباقي الأسيرات طوال فترة الحجر التي استمرت أسبوعين".طوال الفترة الماضية، قرعت العائلة أبواب مختلف المؤسسات مطالبة بزيارة كريمتها وزميلاتها والاطمئنان على أوضاعهن، ولم تعد أُم إبراهيم تغادر منزلها، فهي تحرص على متابعة كافة الأخبار ولا يقارفها الهاتف بانتظار أي معلومات عن ابنتها شروق.وتقول أُم إبراهيم: "بسبب فيروس كورونا، حرمنا الاحتلال أساساً من الزيارات منذ شهرين ونصف الشهر، قبل الاعلان عن حجرها، الذي جعلنا نعيش بحالة رعب وقلق، وليل نهار أحمل صورها وأُنادي عليها وأتضرع لرب العالمين أن يحميها وكل الأسيرات والأسرى".وتضيف: "ما نتعرض له ظلم كبير وعقاب أقسى من حكمها، فليس لدينا أي معلومة كاملة وواضحة عن ابنتنا التي لم يسمح لأحد بزيارتها حتى هذه اللحظة، وكل العائلة في حالة استنفار، ونتابع الأخبار بشكل مستمر، لعدم وجود من يطمئننا على وضعها بعد كل هذه الفترة".وتتابع: "وصلتنا معلومات عن نهاية فترة الحجر، لكن قلبي لن يشعر بالاستقرار والأمان حتى أراها أمامي وتتكحل عيني بإطلالتها الجميلة".تنفست العائلة، خاصة الوالدة أم إبراهيم، الصعداء، بعدما حصلت على تصريح جديد لزيارة كريمتها في 21-10، وقالت: "على أحر من الجمر ننتظر ونترقب دورة عقاب الساعة والزمن، للتوجه إلى سجن الدامون ونزور ابنتي وفلذة كبدي ونعرف أوضاعها، فاذا كنا نعيش الرعب والقلق ونحن أحرار وتتوفر لدينا كافة مقومات الوقاية والحماية ، فكيف تكون أوضاع الأسيرات في ظل إهمال الاحتلال وتقصيره الكبير".وتضيف: "ما يزيد قلقنا أن شروق جريحة وعانت الكثير بسبب إصابتها برصاص الاحتلال خلال اعتقالها، وأملنا برب العالمين، أن لا ينغص الاحتلال فرحتنا برؤيتها والاطمئنان على حياتها وظروفها ".بالرغم من مرور ست سنوات على اعتقال الجريحة شروق التي أبصرت النور قبل 23 عاماً في قرية صور باهر بمحافظة القدس، وتعتبر الخامسة في عائلتها المكونة من 9 أنفار، فإن والدتها تتذكر لحظات الصدمة الكبيرة التي حلت بحياتها وحولتها من طالبة جامعية لجريحة.وتقول الوالدة: "منذ صغرها، تميزت بكل الخصال الحميدة وكل شيء فيها جميل، خلوقة وبارة ومجتهدة وطموحة وتمتعت بروح جميلة وكانت نوارة منزلنا وزينة حياتنا، وامتلكت قلبا حنون وكانت تخطط لمستقبلها ونجاحها".وتضيف: "تعلمت في مدارس صور باهر، وكانت متفوقة ومجتهدة، وحققت النجاح في الثانوية العامة بمعدل 90 %، وعاشت فرحة العمر بعدما انتسبت لجامعة بيت لحم تخصص تاريخ وجغرافية، وكانت في بداية عامها الدراسي عندما قطع الاحتلال طريقها".من وسائل الإعلام علمت عائلة شروق بخبر إصابتها واعتقالها بتاريخ 7/ 10/ 2015 عن طريق الواد في باب المسجد الاقصى.وتقول والدتها: "عندما كانت في طريقها لاداء الصلاة، اعترضها فجأة مستوطن وخلع حجابها دون سبب، فدافعت عن نفسها، فباغتها المستوطن باطلاق النار عليها ، فاصيبت في الصدر وبيدها اليمنى كما واصيبت بشكل سطحي في الرقبة، ولم نعلم بذلك كله حينها".وتضيف: "بحسب شهود العيان، فإن جنود الاحتلال احتجزوا شروق التي بقيت تنزف وممدة على الأرض نحو 45 دقيقة حتى نُقلت إلى المستشفى، وعندما وُضعت على حمالة الإسعاف، قيّد الجنود قدميها ويديها".تنهمر دموع الوالدة أم إبراهيم، وهي تستعيد شريط الذكريات وتقول: "لم تنته فصول الجريمة، وعشنا لحظات رهيبة وصعبة في ظل انقطاع أخبارها ورفض الاحتلال السماح لنا وللمحامين بزيارتها خلال فترة علاجها في مستشفى هداسا".وتضيف: "لم يراعِ الاحتلال الحالة الصحية لابنتي وجراحها النازفة، فخلال خضوعها لعملية زراعة شرايين، بقيت مقيدة اليدين والقدمين وتحت حراسة مشددة، وبعد أيام وقبل استكمال علاجها، ورغم وضعها الصحي الصعب، تمّ نقلها إلى مركز تحقيق المسكوبية".وتتابع: "استمر منعنا من زيارتها، لكن علمنا من محامي نادي الأسير أن حالتها الصحية كانت صعبة، ورغم العمليات اقتادوها إلى أقبية التحقيق. وبين العمليات كانوا يقتادونها إلى غرف التحقيق على كرسي متحرك بسبب صعوبة حركتها، لتقضي 45 يوماً ونحن نعيش على أعصابنا لعدم معرفتنا بتطورات حالتها".بعد رحلة معاناة طويلة، واستقرار الوضع الصحي للأسيرة شروق، نقلها الاحتلال إلى سجن "هشارون"، ولم يغمض جفن للوالدة أم إبراهيم حين حصلت على أول تصريح زيارة، وتقول: "كنا بأمسّ الحاجة لرؤيتها بعد كل هذا الكابوس المروع والانقطاع عنها. مرت بمخيلتي الكثير من الصور عن حالتها وكيف أصبحت، وأنا اأمنى أن تسرع حافلة الصليب الأحمر لتوقف ألمي ووجعي، فشروق حياة منزلنا وضحكة عائلتنا وكل روحنا في الدنيا".وتضيف: "الجميع يحبها ويحترمها، وارتبطت بعلاقة وطيدة مع شقيقاتها، فقد كانت معهن يداً بيد لمساعدتي والتخفيف عني وإسعادي بوجودهن، لكني أفتقد كل الدنيا بغيابها".وتتابع أُم إبراهيم: "عندما دخلنا غرفة الزيارة، وطلت علينا بابتسامة التحدي، لم نتمكن من السيطرة على أعصابنا، عجزت وشقيقاتها عن الحديث بسبب وضعها وآثار الجراح عليها رغم معنوياتها العالية، واكتفينا فقط بالنظر اليها والبكاء لحظة روايتها كل ما عاشته، وقلوبنا تتضرع لرب العالمين أن يحميها ويفرج سجنها".بعد كل هذه المحطات، بدأت فصول مسلسل جديد من رحلة معاناة شروق وعائلتها على بوابات المحاكم التي استمرت فترة طويلة.وتقول والدتها: "حضرت جميع الجلسات، فقد عرضت على المحكمة 23 مرة، وفي كل جلسة كان يتم تجديد توقيفها حتى حكمت بالسجن الفعلي لمدة 16 عاماً وغرامة مالية بقيمة 80 ألف شيكل".وتضيف: "جميع التهم التي وجهتها المحكمة لابنتي كاذبة ومزيفة وملفقة، وزعمت النيابة أن ابنتي حاولت تنفيذ عملية طعن مما أدى لقيام الجنود باطلاق النار عليها".وتكمل: "طالبنا بأن تعرض النيابة تسجيلات الكاميرات في المنطقة لمعرفة حقيقة ما حدث، لكنها رفضت ذلك بشكل قطعي، وهذا دليل على أن شروق لم تنفذ أي عملية، وأن التهم مفبركة، فما ارتكبه الاحتلال بحق ابنتي عقاب وانتقام والحقيقة انها دافعت عن نفسها".وتتابع: "قرار المحكمة باطل لأن الأساس الذى بُنى عليه باطل وغير صحيح وملفق، فالنيابة أرفقت مع ملفها، شهادات كاذبة ضدها من مستوطنين، ادعوا أنها حاولت طعن مستوطن، لكن التهمة كانت تمهيدا لإصدار حكمٍ عالٍ بحقها، فهم الجلاد والقاضي، فكيف لهم إدانة المستوطن وتبرئة ابنتي ، حيث انه هو الذي اطلق عليها النار" .قدمت عائلة الأسيرة شروق استئنافاً ضد قرار الحكم، لكنه رُفض، وعوقبت بحرمانها من الزيارة.وتقول الوالدة: "دخلت إبنتي العام السادس بصمود وثبات ومعنويات عالية، والحمد لله كانت حالتها الصحية مستقرة، وتأقلمت مع ظروف السجن وتشارك الأسيرات معركة الصمود والحرية".وتضيف: " في مثل هذه الايام، لم تكن تفارقني ودائما تقف لجانبي لتساعدني في المنزل، لكن الاحتلال حرمني منها، وأتوجع كثيراً ، لدى اجتماع أسرتنا وشروق لا تزال بعيدة عن أحضاني، فلم يعد في حياتنا طعم لفرح أو سعادة في كافة المناسبات، ففرحتي بوجودها مع شقيقاتها في المنزل وزميلاتها في الجامعة، وليس خلف القضبان، وأتمنى أن تتحرر في أي صفقة مقبلة".
*المصدر : القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|