logo
1 2 3 47738
فلسطين: ازمة كهرباء خانقة بغزة تعيد للأذهان بدايات الحصار المشدد!!
29.05.2021

يعيش قطاع غزة منذ العاشر من الشهر الجاري، أزمة خانقة في توفر الكهرباء، يصاحبها أزمات حياتية أخرى منها، عدم مقدرة السكان على تخزين المياه، وإنجاز السيدات للأعمال المنزلية المتعددة، إلى جانب تأثيرها على عمل المؤسسات المختلفة وخاصةً المستشفيات التي تحتاج بشكل دائم لكميات كبيرة من الكهرباء.وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الوقت -الذي شهد بداية عدوان جديد على القطاع أدى لاستشهاد 255 مواطنًا، وتدمير آلاف الوحدات السكانية والمصانع والمؤسسات وغيرها- إدخال أي كميات من الوقود الذي تتبرع به قطر لصالح محطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع، إلى جانب تضرر الخطوط الإسرائيلية المزودة للقطاع بالكهرباء وامتناع الاحتلال عن إصلاحها، ما فاقم من الأزمة بشكل كبير.ولا تكاد تصل الكهرباء للمواطنين 3 إلى 4 ساعات كل 16 أو 20 ساعة، حيث يتم توفيرها من خلال تشغيل أحد المولدات بمحطة الكهرباء بفعل إدخال كميات محدودة من الوقود عبر الجانب المصري من خلال معبر رفح البري.ويرى مواطنون تحدثوا لـ”القدس”، أن هذه الأوضاع الحالية تشبه تمامًا بدايات الحصار المشدد على القطاع عام 2006-2007، بعد قصف الاحتلال للمحطة قبل إصلاحها ومنع إدخال الوقود إليها، ما أدى لشلل كامل في كافة المستويات الحياتية للسكان.ويشير المواطن فضل جميل، إلى أن أزمة الكهرباء تتزامن مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما دفع المواطنين للهرب نحو البحر في ظل الظلام الدامس، الذي يطغى في ساعات المساء على منازلهم، وفقدانهم للقدرة على البقاء بها أيضًا خلال ساعات النهار.ويقول جميل في حديث لـ”القدس”، إن العوائل تُحرم حاليًا من أدنى مقومات الحياة البسيطة، مشيرًا إلى أن هناك عائلات باتت تتخذ من أسطح منازلها مكانًا للنوم ليلًا ولربما السهر لساعات الفجر على أمل النوم نهارًا لعدة ساعات، في ظل عدم مقدرتها النوم ليلًا خاصةً مع انتشار البعوض، وعدم وجود كهرباء لتشغيل المراوح أو المكيفات للتخفيف من حدة درجات الحرارة.فيما اعتبرت المواطنة حنان النجار أن ما يجري بمثابة عقاب جماعي بحق السكان، بعد ما حققته المقاومة من كسر لهيبة الاحتلال الذي أراد أن يرد بعقاب الناس بعد أن تعمد إبادة عائلات بأكملها خلال العدوان، ليجبر المواطنين على الاستسلام وعدم احتضان المقاومة.وتشير النجار إلى أنها تعاني كثيرًا وتجد صعوبات منذ أكثر من أسبوعين في إنجاز أعمالها البيتية، لافتةً إلى أنها تضطر في الكثير من الأيام للسهر لساعات الفجر لانتظار عودة الكهرباء لمدة 3 أو 4 ساعات من أجل إنجاز بعض الأعمال الطارئة مثل إعداد الخبز، أو غسل الملابس. وكذلك زوجها يبقى هو الآخر ينتظر وصولها على أمل أن تكون المياه متوفرة لتعبئة الخزانات.وتوضح النجار أن غالبية أعمال السيدات في المنازل تعتمد بشكل أساسي على توفر الكهرباء، مناشدةً كافة الجهات للعمل على إيجاد حلول سريعة لإعادة الحياة للسكان الذين يشعرون بحالة من الضيق والكبت بفعل العدوان وتراجع الأوضاع الحياتية.وتقول فاتن أبو عابد، إن المواطن لم يعد بإمكانه شراء مولدات الكهرباء وإن توفرت لا يستطيع شراء وقود لتوفير كهرباء لمنزله طيلة الوقت في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء، مشيرةً إلى أن المولدات التجارية المنتشرة أيضًا لم يعد لديها القدرة على العمل لساعات طويلة في ظل عدم توفر الوقود إلا بكميات محدودة جدًا.وتضيف أنها تضطر لتنظيم وقت أعمالها البيتية وفقًا للموعد المحتمل لوصول التيار الكهربائي والذي أحيانًا يتأخر عن موعده المرتقب، ما يزيد من معاناتها.وتقول “نعيش أزمة حقيقية لن يشعر بها أي أحد سوى نحن أصحابها”، مضيفةً أن حياة الناس أصبحت مرتبطة بالكهرباء وجل تفكيرهم بوصولها وانقطاعها وعدم توفر المياه وعدم قدرتهم على تشغيل الثلاجات والأدوات الكهربائية وتسبب كل ذلك بإتلاف الأغذية والخضروات التي تكون بحاجة كبيرة للتبريد في الثلاجات.وبحسب شركة توزيع الكهرباء في غزة، فإن ما يتوفر لديها من مصادر كهرباء تتمثل في 72 ميجاوات من الخطوط الإسرائيلية غير المتعطلة، مشيرةً إلى أن هناك 4 خطوط رئيسية متعطلة منذ بداية العدوان، كما يتوفر 45 ميجاوات من محطة الكهرباء.وبينت الشركة أن العجز في الطاقة يصل إلى 79.2 بالمائة، لافتةً إلى أنه منذ بدء العدوان لم تدخل أي شحنة وقود من المنحة القطرية عبر معبر “كرم أبو سالم” إلى القطاع، كما أنها تواجه صعوبة في توفير وقود من السوق المحلي لأسباب متعددة من بينها ضعف قدرتها المالية.وأكدت الشركة أنها تسعى بكل جهد ممكن لتجاوز هذه الأزمة وتحسين عدد ساعات وصل التيار الكهربائي لجميع المناطق، مع تأكيدها على أنها تولي اهتماما خاصا للمستشفيات وإمدادات المياه وهي تعمل مع شركائها المحليين من أجل إدارة مثلى للمتوفر من إمكانيات وإيجاد حلول للمشاكل الناتجة عن نقص الطاقة الكبير من مصادرها.ودعت الشركة جميع مكونات المجتمع بضرورة العمل على إدارة مثلى للكميات المتاحة لهم للمساهمة في الجهد الوطني المبذول لتجاوز هذه الأزمة.


www.deyaralnagab.com