«أبناء الأسرى» يهدون نجاحهم في «التوجيهي» لآباء خلف القضبان… بعضهم لم يعش معهم طيلة 18عاما!! 04.08.2021 كتب سعيد أبو معلا.. أهدى عشرات الطلبة نتائج تفوقهم في امتحان الثانوية العامة «التوجيهي» لعام 2021 لآبائهم الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة.وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قد أعلنت نتائج الثانوية العامة. ونشر نادي الأسير الفلسطيني أسماء بعض من أبناء وبنات الأسرى من الناجحين والمتفوقين وأغلبهم من ذوى الأحكام المرتفعة.«القدس العربي» تواصلت مع الطالب أحمد مقداد من مدينة بيت لحم، ابن الأسير زاهر مقداد، المحكوم بـ 21 مؤبدا و 15 عاما، الذي أهدى نجاحه لوالده الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ كان عمره 5 أشهر، ووالدته التي قامت بدور كبير في دعمه ومساندته وتعويضه.وتابع أحمد مقداد الذي حصل على علامة 83٪ في الفرع الأدبي: «والدي ومن مكان سجنه كان بمثابة من يقدم الامتحان معي، فعلى فرشة سرير السجن كان يعلق مواعيد الامتحان ويستفسر عن كل امتحان، وموعد إعلان النتائج وكل ما له علاقة بالثانوية العامة».وأضاف: «المميز في والدي أنه لم يضغط علي كي أحصل على علامة مرتفعة، كان يقول لي أي علامة تحصل عليها ستكون معبرة عن مستواك وقدراتك، وأنه يقبلها طالما جاءت بفعل اجتهاد مني».وتتعزز علاقة أحمد بالأسير والده إذا ما علمنا أن الطالب أحمد هو الأبن الوحيد للأسير زاهر، وهو ما جعله حالة خاصة في علاقته به من خلف الجدران.ورغم أن أحمد لم يلتق بوالده منذ أكثر من عام إلا أنه يمكن أن يشعر بفرحة والده الذي يهديه النجاح، ويعده أن يسير في درب العلم حيث يطمح بدراسة العلوم العسكرية في البلد أو خارجها.أما الطالبة صفاء البرغوثي ابنة الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم 67 مؤبداً، من رام الله فقالت لـ«القدس العربي» إنها حصلت على معدل 98.3٪، وأكدت أن كل ما تتمناه من هذه العلامة العالية أن تكون مصدر فخر لوالدها الذي يؤمن بقدراتها.وتؤكد أن ما يميز والدها الذي درس بدوره هندسة الميكانيك أنه يعطيهم الحرية في اختيار التخصص الذي يحلمون به، ولذا هي تخطط لدراسة الطب البشري أو الهندسة.وتضيف الطالبة البرغوثي «والدي حتما فخور بي، وأود أن أقول له أن هذه العلامة لك ولأمي ولكل من آمن بي، ونحن مشتاقون لك، وأريد رؤيتك ترفع رأسك بي».وتتابع: «منذ سنوات ثلاث لم أر والدي في الزيارات التي كنا معتادين فيها على رؤيته، نؤمن أن ربنا كبير وأنه رغم الحكم العالي جدا الذي يقضيه والدي في السجن إلا أنني أؤمن أننا سنراه بيننا».أما براء ابنة الأسير أحمد خالد حامد من رام الله، سلواد، محكوم 3 مؤبدات فقالت لـ«القدس العربي» إنها تهدي نجاحها إلى والدها الذي عمل كثيرا «على رفع معنوياتي ودعمي وتشجيعي على الاستمرار بالدراسة».وتابعت: «فكرة أن يكون البيت خاليا من الأب صعبة جدا، أن تعرف أن والدك مسجون ولا يمكن أن يتشارك معك تفاصيل دراستك تجعل من الحياة الدراسية صعبة فعلا».وختمت براء: «أؤمن أن الحرية المطلقة ستكون من نصيب والدي، هذا أمر نتنفسه ونراه يتحقق وأن شاء الله يخرج لتكون فرحتنا الأكبر قد تحققت فعليا».الطالبة أسماء ابنة الأسير أحمد عبيد، من القدس، المحكوم 7 مؤبدات قالت: «عندما سجن أبي كان عمري سنة واحدة، وبالتالي لا اعرف أبي حقيقة، وهو لا يعرفني أيضا، ومع ذلك أشعر انني رفعت رأس أبي وأثبت له أنني قادرة على النجاح من أجله ومن أجل أمي أيضا».وأضافت: «لن أنسى الدعاء الطويل لي، ونصائحه كانت ملهمة لي في مشوار الدراسة، أن يكون والدك في السجن ويهتم لأمرك من خلال الدعاء الطويل والمستمر سيكون هذا أكبر معين لك».وتطول قائمة الطلبة الذين نالوا العلامات العالية فيما آباؤهم يقبعون في سجون الاحتلال، ومن هؤلاء محمد ابن الأسير إياد المسيمي المحكوم بالمؤبد والمعتقل منذ عام 2006، من مخيم بلاطة قضاء نابلس، وغدير ابنة الأسير عثمان ابو خرج والمحكوم مدى الحياة، من مدينة جنين، وذكرى علي عبد اللطيف القنيري من مخيم جنين المحكوم والدها مدى الحياة، ودانا ابنة الأسير مسلمة ثابت المحكوم (25) عاماً، من مدينة طولكرم، وبتول ابنة الأسير سلمان أبو عيد، من القدس، وبلال ابن الأسير مؤيد حماد من سلواد، رام الله، محكوم بالسجن لـ7 مؤبدات، ولاء ابنة الأسير أمين شقيرات من السواحرة/ القدس، وياسمين ابنة الأسير ضياء مطر من القدس، محكوم مدى الحياة.واحتفلت عائلة الأسير منتصر شلبي منفذ عملية زعترة البطولية التي نفذت قبل شهرين بتفوق نجلها «أحمد» الذي حصل على معدل 92٪ في الفرع العلمي. وأهدى أحمد تفوقه لوالده حيث أبلغه بالنتيجة أثناء جلسة محاكمته، كما أطلقت زوجته الزغاريد ووزعت الحلوى على المهنئين بتفوق ابنها.وكان مقطع مصور قد انتشر على شبكات التواصل لزوجة الأسير منتصر تقول فيه لقوات الاحتلال حينما كانت تبحث عن زوجها، فاعتقلت نجلها أحمد خلال المداهمة: «سيبوه هذا السنة عليه توجيهي» حيث اعتقل لأسابيع.
وقالت زوجة الأسير في تصريحات صحافية: «أحمد نجح غصبا عن اليهود وفرحنا كلنا، فرح فلسطين، نجاح أحمد يقول للعالم إننا سنبقى متفوقين ومنتصرين عليهم رغم كل ما حصل».!!
المصدر : القدس العربي
www.deyaralnagab.com
|