logo
1 2 3 47738
سلطات الاحتلال تخفف حصار غزة لمنع التصعيد والمقاومة ترفض سياسة “تنقيط التسهيلات”!!
15.08.2021

لم تعلق فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، على خطوات اتخذتها سلطات الاحتلال، للتخفيف من حجم القيود المفروضة على قطاع غزة، في وقت يعمل وسطاء التهدئة بقوة لمنع تصاعد الأوضاع الميدانية، بعد الرسائل التي بعثتها المقاومة الرافضة لاستمرار الحصار، وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية، إذ من المقرر أن يصدر الإثنين موقف عن تلك الفصائل، بعد اجتماع تقعده بمدينة غزة.ينتظر المراقبون الأيام المقبلة لمعرفة إلى أين ستتجه الأمور الميدانية، خاصة وأن بدايات العمل الميداني لمواجهة سياسات الاحتلال المتمثلة بتشديد إجراءات الحصار منذ انتهاء الحرب الأخيرة ضد غزة، نفذ يوم الجمعة الماضية، بإطلاق دفعات من “البالونات الحارقة” صوب المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، وقد أحدثت العديد من الحرائق في الأحراش، وكانت هذه البالونات أولى فعاليات الضغط الشعبي الخشن التي أقرتها المقاومة، لإلزام إسرائيل بتنفيذ تفاهمات التهدئة، بعد أن لوحت بـ”كل الخيارات” بما فيها العسكرية.وقد تلا تلك الفعاليات، أن أعلنت سلطات الاحتلال عن سلسلة تسهيلات لغزة، بدلا من فرض قيود جديدة، على غرار ما اتبعته في أوقات سابقة، حين كانت تقلص مساحة الصيد، وتضع قيودا على عمل المعابر، وتقوم بقصف مواقع المقاومة في غزة، حيث فُهمت قرارات الاحتلال الجديدة، أن هدفها منع تفاقم الوضع الميداني، ومحاولة لاحتواء تصعيد محتمل في هذا الوقت.التسهيلات التي اتخذتها سلطات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي، على أن تطبق مطلع الأسبوع الجاري، اشتملت على استئناف دخول 1000 تاجر و350 من حملة بطاقة BMC المخصصة لكبار التجار من غزة إلى إسرائيل عن طريق معبر بيت حانون، على أن يتم إصدار تصاريح الدخول لأشخاص تلقوا تطعيم “كورونا” والمتعافين فقط.وقال منسق أعمال حكومة الاحتلال غسان عليان، إنه سيتاح التصدير من غزة إلى إسرائيل عن طريق معبر كرم أبو سالم، وسيتم توسيع الاستيراد من إسرائيل إلى قطاع غزة، حيث سيشمل كذلك مكونات من قطاع المواصلات والاتصالات أيضا، كما سيتم إدخال المعدات والبضائع من أجل تطوير البنية التحتية الإنسانية في القطاع، وأشار إلى أن الخطوات المدنية التي وافق عليها المستوى السياسي مشروطة باستمرار الحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.لكن إذاعة جيش الاحتلال، ذكرت أن تقديرات المؤسسة الأمنية تشير إلى أن فرص التصعيد في غزة آخذة في الارتفاع، وأن استمرار التوتر يأتي في ظل التسهيلات التي دخلت حيز التنفيذ صباح الأحد، لافتة إلى أن فرص التصعيد تزايدت في الأيام الأخيرة خاصة بسبب عدم تمرير أموال المنحة القطرية، وأضافت نقلا عن تقديرات المؤسسة الأمنية: “في المرحلة الأولى من المتوقع أن نشهد زيادة في حجم النشاط الشعبي عند السياج وإطلاق بالونات وتوترات حدودية وبحسب موقع “واللا” العبري، فإن هذه التسهيلات كانت تهدف إلى إرضاء قيادة حماس في قطاع غزة، ورأى أنه في حال لم يقبل رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار بتلك التسهيلات فإن الانفجار سيكون قريباً.وفي هذا السياق، قالت أيضا القناة “20” العبرية، إن الشيء الوحيد الذي يفسر قرار الحكومة بتسهيلات التجار والمعابر لغزة هو تقديراتهم باقتراب جولة أخرى من القتال، وأضافت: “المشكلة أنهم في المنظومة الإسرائيلية يرفضون فهم أن مثل هذه التسهيلات لا تساعد في منع الجولة”، لافتة إلى أنه عندما تريد حركة حماس شن جولة تصعيد جديدة، ستكون هناك جولة بغض النظر عن التسهيلات.غير أن التسهيلات الجديدة لم تشمل مثلا الموافقة على إدخال الكثير من المواد الخام المحظور دخولها، وكذلك مواد البناء التي تعيق تنفيذ مشاريع الإعمار.ومن المقرر أن يعلن عن موقف الفصائل من أفعال سلطات الاحتلال غدا الإثنين، حيث قال الناطق باسم لجان المقاومة أبو مجاهد، إن “قيادة المقاومة ستجتمع، لتحديد موقفها تجاه الاحتلال”، لافتا إلى أن الاجتماع مخصص لبلورة موقف سياسي موحد اتجاه عدم التزام الاحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة والوفاء باستحقاقات إعادة الإعمار”.لكن ما علمته “القدس العربي” أن الرسالة التي بعثتها فصائل المقاومة للاحتلال عبر الوسطاء، والتي حملت إنذارات بالانفجار القريب، وتوسيع فعاليات “الضغط الشعبي الخشن”، والتلويح بـ”الخيار العسكري”، تضمنت شرحا لتهرب الاحتلال من غالبية التفاهمات، وفي مقدمتها الاستمرار في منع دخول العديد من الأصناف والسلع والمواد الخام، التي عطلت الحياة التجارية والصناعية في غزة بشكل كبير وخطير، رفع من مستويات الفقر والبطالة.وكان الوسطاء الذين يتدخلون في ملف التهدئة وهم مصر وقطر والأمم المتحدة، أبلغوا حركة حماس سابقا، أنه يجري العمل من خلال الضغط على إسرائيل، لإعادة عمل المعبر التجاري في غزة بالشكل الذي كان عليه قبل الحرب، غير أن تنفيذ القرار تأخر طويلا، فحتى هذه اللحظة لا تزال القيود المشددة مفروضة، ما دفع المقاومة لتوجيه رسائل الإنذار ومنها العملية (البالونات الحارقة).وحسب مصدر في فصائل المقاومة، فإن الوسطاء كثفوا منذ نهايات الأسبوع الماضي، اتصالاتهم مع غزة وتل أبيب، بهدف منع التصعيد العسكري، وطالبوا بحسب ما أبلغوا فصائل المقاومة من إسرائيل الالتزام بتعهدات التهدئة، وهو ما تمثل في البدايات بالإعلان عن التسهيلات الجديدة مساء الجمعة، الذي شهد اندلاع العديد من الحرائق في مستوطنات الغلاف، بعد إعلان حماس ومعها فصائل المقاومة بأنها لم تعد تصير على تشديد الحصار، وعدم إدخال المساعدات اللازمة للسكان المحاصرين الذين يعانون من الفقر والبطالة.ووفق المصدر، فإن فصائل المقاومة طالبت بأن يتم وضع خطة معروفة وواضحة لإعادة إعمار قطاع غزة، وبناء المنازل التي دمرت خلال الحرب الاخيرة، فيما طالب الوسطاء بأن يحصلوا على وقت كاف لإنجاز كل الملفات، وعدم الذهاب في هذا الوقت صوب التصعيد.جدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال تدخل التسهيلات لغزة بنظام “القطارة” وهو ما اعترضت عليه فصائل المقاومة مؤخرا في رسالتها للوسطاء، حيث تقوم إسرائيل بين الحين والآخر بالإعلان عن إدخال سلع جديدة لغزة، أو السماح بزيادة محدودة للصادرات، فيما لم يعد حتى اللحظة العمل على المعابر، كما كان قبل الحرب.وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، قال إن حركته لن تعطي الاحتلال وقتا إضافيا في تنفيذ المطالب الفلسطينية لا سيما المتعلقة بمشكلات قطاع غزة، وأضاف في حديث لقناة “الأقصى” التابعة لحماس: “إن العدو يدرك أن أدوات المقاومة متعددة في الرد على عدم التزامه بما تم الاتفاق عليه”.فيما قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: “سيكون للمقاومة موقف واضح بهذا الخصوص، فاستمرار الحصار هو أحد الصواعق التي يمكن أن تنفجر في أي وقت”، وتابع: “لا يمكن أن تقف المقاومة الفلسطينية مكتوفة الأيدي وهي ترى هذا الحصار والعقاب الجماعي الذي يفرض على قطاع غزة، ومن حق شعبنا أن يعيش بحرية وكرامة، وهذا حق سننتزعه انتزاعا؛ فلا يمكن أن نساوم على هذه القضية المبدئية”.وأكد قاسم أن “فصائل المقاومة تتحرك بشكل منسق وجماعي، وتدرس الخطوات وفق تقديراتها وقراءتها للميدان على المستوى السياسي والعملياتي والاتصالات التي تجرى مع عديد الوسطاء لوضع حدٍّ لهذا الحصار على غزة”.فيما قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سملي “إن إرهاب الاحتلال وعدوانه المتمثل في الحصار ومنع الإعمار بقطاع غزة يأتي في سياق محاولة التغطية على فشله الأمني والعسكري في المعركة، وابتزاز شعبنا والضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة”، وأضاف: “المقاومة لن تسمح للاحتلال اتخاذ الحصار وسيلة لإخفاء فشله، فالحصار إمعان في العدوان والإرهاب”.!!


www.deyaralnagab.com