logo
1 2 3 47738
الأمهات الأسيرات في سجون الاحتلال عرضة للحشرات وانعدام الخصوصية!!
20.08.2021

تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي (11) أمًّا فلسطينية في سجونها من أصل (40) أسيرة يقبعنّ في سجن «الدامون» الإسرائيلي، حيث يعانين من تعذيب جسدي ونفسي بسبب حرمانهن من رؤية أبنائهن إلا لدقائق معدودة جدا، وبعضهن لم يلتقين بهم منذ سنوات إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي التي تمارس بحقهن.وحسب أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، فإن إدارة سجون الاحتلال تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهن من احتضان أطفالهن وأبنائهن.وتؤكد لـ «القدس العربي» أنه منذ بداية انتشار وباء كورونا (منذ أكثر من عام ونصف) تم وقف زيارات عائلات الأسرى، ومُنع أطفال الأسيرات والأسرى من الزيارة وتقلصّت الزيارات من واحدة لكّل شهر إلى واحدة كلّ شهرين واقتصرت على فرد واحد بالغ من العائلة.وكانت قضية حرمان الأسيرة المناضلة خالدة جرار من وداع ابنتها سهى، التي توفيت قبل أكثر من شهر، شكلت نموذجًا لأقسى أنواع القهر والحرمان، وهو نهج يمارس فيه الاحتلال حرمان المئات من الأسرى والأسيرات من وداع أحبتهم.وتقضي مجموعة من الأمهات أحكامًا بالسّجن لسنوات، وهنّ الأسيرة إسراء جعابيص المحكومة بالسّجن (11) عاما، وكُل من فدوى حمادة وأماني الحشيم اللتان تقضيان حُكماً بالسّجن لمدة عشر سنوات، ونسرين حسن لمدة ست سنوات، والأسيرة إيناس عصافرة لمّدة سنتين ونصف (30) شهراً، وخالدة جرار لمّدة سنتين، وإيمان الأعور لمدّة (22) شهراً.ومن بين الأمهات الناشطة النسوية ورئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، ختام السعافين من رام الله، ومديرة مؤسسة لجان العمل الصحي شذى أبو عودة.في 8/3/2021 اعتقلت قوات الاحتلال أنهار الديك من رام الله، وهي أُم لطفلة وحامل في شهرها الثالث ولم تتم مراعاة وضعها بل زجها الاحتلال في سجن «هشارون» في ظروف قاسية وصعبة، وقد اقترب موعد إنجابها فيما يصر الاحتلال على الاستمرار في اعتقالها.وكانت هيئة شؤون الأسرى أوضحت في بيان صحافي، أن الأسيرة أنهار الديك من قرية كفر نعمة في رام الله، تعاني من اكتئاب حمل (ثنائي القطب) وبحاجة الى اهتمام ورعاية طبية خاصة كونها دخلت في شهرها التاسع، مؤكدة أنها تحاول بالتعاون مع الصليب الأحمر للحصول على الإرشادات اللازمة لها والضرورة ملحة بالإفراج عنها. وقالت الأسيرة الديك من خلال لقاء محامية الهيئة: «إن السجن غير مهيأ للولادة، وتربية الطفل فظروف المعتقل سيئة للغاية، وسوف يصاب بالصرع، نتيجة العد والتفتيشات، ودق الشبابيك، عدا عن حالات الطوارئ، ونحن الكبار نخاف فكيف لطفل يولد ويربى داخل المعتقل؟ كما وأعاني من تعب شديد، و«البرش» غير مناسب للنوم بوضعي هذا». وتؤكد سراحنة أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لكل أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون وإبعادهّن عن أبنائهن وبناتهّن لمدّة طويلة.وحسب حنان الخطيب، المحامية المتخصصة في متابعة أحوال الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، فإن الظروف التي تعيش فيها الأسيرات الموقوفات أيا يكن على ذمة التحقيق فإنهن يعانين أكبر معاناة يمكن تخيلها، وتحديدا في سجن يحمل اسم «معبر الشارون» حيث يتم الزج بالفلسطينيات في غرفة مع السجينات الإسرائيليات الجنائيات، ومن دون أدنى مقومات الحياة. وتؤكد الخطيب في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أن أغلب الأسيرات ينقلن شهادات تؤكد أن مكان الاحتجاز «معبر الشارون» مليء بالحشرات و«البق» حيث تترك هذه الحشرات علامات واضحة على أجساد الأسيرات.وتضيف: «ليس من المبالغة القول إن الحشرات تأكل أجساد الأسيرات، في ظل انعدام الخصوصيات. وتعلق الخطيب على الزيارات الممنوعة وتحديدا للأمهات اللواتي يشتقن لأزواجهن وأبنائهن أن تلك السياسة تأتي بينما الأسيرات تلقين التطعيم، وكذلك الأهل الذين يحتاجون الزيارة ولو كانت لدقائق معدودة.أغلب الأمهات الـ 11 حسب الخطيب، في حاجة ماسة لرؤية عائلاتهن، حيث الشوق للأطفال، ومشاركة الفرح بالأعياد والمناسبات الدينية، ونتائج الثانوية العامة.
**تصاعد الاعتداءات
ومنذ عام 2015 صعّدت سلطات الاحتلال من استهدافها المرأة الفلسطينية، فقد بلغ عدد النساء اللواتي تعرضنّ للاعتقال أكثر من (900) كان من بينهن أمهات أسرى وشهداء، وفتيات قاصرات، عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، لا سيما في مدينة القدس. وتفاقمت معاناة الأسيرات الأمُهات، وذلك مع استمرار إدارة السجون رفضها السماح للأسيرات بالتواصل هاتفيا مع عائلاتهن بشكلٍ منتظم باستثناء مّرة واحدة في شهر مايو/أيار عام 2020 عند انتشار الوباء. وما زالت الإدارة تماطل في تركيب هواتف عموميّة للأسيرات، منتهكةً بذلك للقاعدة 26 من قواعد الأمم المتحدّة لمعاملة السجينات ـ إعلان بانكوك ـ التي تشجّع الأسيرات على الاتصال بأفراد عائلتهنّ، حيث يتم تسيير هذا الاتصال بكلّ الوسائل المعقولة.وتستذكر سراحنة هنا، الأسيرة نسرين حسن من غزّة، التي اعُتقلت في تاريخ 18/10/2015 ولم يتمّكن أولادها وعددهم 7، إضافةً إلى زوجها من زيارتها منذ اعتقالها «لأسباب أمنيّة» كما يدّعي الاحتلال ولا وسيلة للاطمئنان عليها سوى زيارات المحامي.
**تعذيب جسدي ونفسي
وتمارس سلطات الاحتلال أساليب تّعذيب وتّنكيل بفي حق الأسيرات، تتمثّل باحتجازهّن داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، إضافةً الى الظروف الحياتيّة التي يعانين منها، التي تتنصّل إدارة السجون منها بحجّة عدم توافر موازنة كافية للقيام بإصلاحات، إذ تعاني الأسيرات من ارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، إضافةً إلى وجود مشكلة في أرضيّة ساحة الفورة، كذلك تضطرّ الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، كما تعاني الأسيرات من وجود كاميرات في ساحة الفورة، الأمر الذي ينتهك خصوصيتهن.وتؤكد المحامية الخطيب أن الكاميرا التي تغطي ساحة الفورة تمنع الأسيرات من ممارسة التمارين الرياضية وكذلك من خلع حجابهن وهو ما يجعل أجسادهن لا تتعرض لأشعة الشمس وهو ما يصيبهن بأمراض منها نقص فيتامين «د» وكذلك تساقط شعرهن.وعلى مدار السنوات الماضية، نفّذت الأسيرات خطوات احتجاجية رفضًا لاستمرار إدارة السجون بانتهاك خصوصيتهن بطرق وأساليب مختلفة.وتخضع الأسيرات الأمهات للتحقيق ولمدة طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، والعزل الانفراديّ كما تعرضت عائلاتهن للتّنكيل والاعتقال والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي، إضافةً إلى ذلك فإن الأسيرات الأمهات يحرمن من رعاية طبية دورية من قبل طبيبة نسائية مختصة.وتمثّل حالة الأسيرة الأُم إيمان الأعور (43 عاماً) الاعتداء الصريح على الأمهات وانتزاعّهن من بيوتّهن، حيث اعتدت قوات الاحتلال على عائلتها أثناء الاعتقال وتعرضت للتنكيل أثناء الاحتجاز والتحقيق، وتم الزج بها في زنازين معتقل «المسكوبية» بظروف صعبة وقاسية مليئة بالحشرات وجدرانها خشنة ومليئة بالنتوءات وذات لون إسمنتي أسود تشبه القبر، وعديمة التهوية ورائحتها كريهة، كما تعرضت للتهديد والشتم خلال التحقيق، علماً أن الأسيرة الأعور تعاني من عدة أمراض وهي في حاجة إلى متابعة صحية حثيثة. وبعد نقلهنّ إلى سجن «الدامون» تُنفِذ إدارة سجون الاحتلال بحقهنّ سلسلة من السياسات، والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، حيث تعاني الأسيرات خاصّة الجريحات منهن من مماطلة متعمدة في تقديم العلاج ومتابعته، وتُشكل حالة الأسيرة إسراء جعابيص (37 عاماً) ـ أم لطفل ـ أبرز الشواهد على هذه السياسة، حيث تعاني من الحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50٪ من جسدها، وفقدت 8 من أصابع يديها، وأصابتها تشوهات في منطقة الوجه والظهر، ولا تزال تعاني من وضع صحيّ ونفسيّ صعب بسبب مماطلة إدارة سجون الاحتلال في علاجها.ونتيجة لوجود الاحتلال وسعيه المتواصل لقمع الفلسطينيين وكسر إرادتهم وتفريق عوائلهّن فإنّ أمهات الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال حُرمن من أبنائهن على مدار سنوات، وإن كان ذلك عبر الحرمان من خلال منعهن من الزيارة. كذلك استخدمت سلطات الاحتلال اعتقال أمهات الأسرى كوسيلة ضغطٍ على أبنائهن، بهدف إيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي على الاسرى والمعتقلين.
وقائمة الأسيرات الأمهات الفلسطينيات تتضمن الأسيرات التالية أسماؤهن:
1- إسراء جعابيص، القدس محكومة لـ11 عاماً، أم لابن.
2. فدوى حمادة، القدس محكومة لـ10 سنوات، أم لـ5 أبناء.
3. أماني حشيم، القدس محكومة لـ 10 سنوات، أم لطفلين.
4. نسرين حسن، غزة محكومة لـ 6 سنوات، أم لـ7أبناء والبنات اقترب موعد الإفراج عنها.
5. إيناس عصافرة، من الخليل محكومة لمدة 30 شهر، أم لطفلين، وزوجها أسير.
6. خالدة جرار، رام الله، محكومة لمدة عامين، ابنتان حيث فقدت إحداهما وهي ابنتها سهى قبل فترة وجيزة.
7. إيمان الأعور من القدس. محكومة لـ22 شهرا و20 ألف شيقل غرامة.
8. ختام سعافين من رام الله. إداري، أم لثلاثة من الأبناء.
9. أنهار الحجة من رام الله، متزوجة وحامل، وأم لطفلة، موقوفة.
10. خوانا رشماوي من بيت لحم تحمل الجنسية الإسبانية.
11. شذى أبو عودة من رام الله، موقوفة.
وتطالب هيئة شؤون الاسرى وهيئات حقوقية وإنسانية إدارة السجون بالإفراج الفوري عن كل الأسيرات، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهن، لا سيما الأمهات منهن.


www.deyaralnagab.com