«تنكيل الاحتلال بالأسرى» أشعل ليل الضفة الغربية وعين الاحتلال صوب اليوم!! 10.09.2021 رام الله : أعادت الأحداث الأخيرة المتمثلة بانتزاع ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع لحريتهم وما رافق ذلك من إجراءات إسرائيلية عقابية في حق الأسرى في السجون، وتحديدا أسرى حركة الجهاد الإسلامي وما ترتب على ذلك من رد فعل موحد من الحركة الأسيرة في جميع السجون الإسرائيلية مفاده رفض أي إجراءات عقابية، وكل محاولة لتفكيك البنية القيادية والتنظيمية للأسرى في السجون سيكون الرد عليها بحرق الأقسام والغرف، كل ذلك أعاد قضية الأسرى إلى صدارة المشهد الميداني الفلسطيني.واشتعلت مساء أول من أمس مدن الضفة الغربية والقدس عن «بكرة أبيها» كما يقال وذلك تلبية لدعوات أطلقها نشطاء وأحزاب ومؤسسات حقوقية فلسطينية في محاولة للضغط على القوات الإسرائيلية التي تمارس حملة شرسة وممنهجة بحق السجناء الفلسطينيين.وحسب نادي الأسير فإن إدارة سجن «النقب» هددت بعزل ممثل المعتقلين، واقتحمت أقسام 22 و21 و2 و24 و23 و25 و28. وأشعل الأسرى النار في غرف في قسم 6 احتجاجا على محاولات نقلهم وتوزيعهم على السجون، وترافق ذلك مع استدعاء جنود من لواء جفعاتي في قاعدة قريبة من السجن. كما أحرق الأسرى قسمي 5 و4 في سجن «رامون» رداً على الهجمة الشرسة التي تستهدفهم.وتشير الأرقام ومعطيات الأسرى إلى وجود 4650 أسيرا وأسيرة يقبعون في 23 سجنا ومراكز توقيف وتحقيق منهم 40 أسيرة في سجن «الدامون» بالقرب من مدينة حيفا ونحو 200 طفل وقاصر، موزعين على سجون عوفر، ومجدو، والدامون.ومع إيقاع ردة فعل الأسرى في السجون إزاء محاولات تمزيقهم وتشتيتهم عقابيا بدأت شرارة الأحداث مع وجود أخبار عن حرق مجموعة من الغرف في سجن النقب الصحراوي وهو ما امتد لسجون أخرى، لتبدأ الأحداث بالانتقال إلى مدن الضفة الغربية من دون استثناء، فتحولت الشوارع إلى حراك جماهيري غاضب وعارم سار باتجاه نقاط التماس والاشتباك حيث مداخل المدن الفلسطينية.وأشعل الحراك الحاشد الداعم للأسرى الضفة الغربية تماما حيث انطلقت الشرارة من جنين شمال الضفة إلى الخليل جنوبها وما بينهما من مدن: بيت لحم فالقدس ورام الله ونابلس وقلقيلية وطوباس وجنين وطولكرم. وأعاد المشهد الجماهيري والالتفاف نحو قضية الأسرى الالتحام الجماهيري أثناء فترة «هبة القدس» (أيار/ مايو 2021).ففي جنين احتشد مسلحون من كل التنظيمات السياسية تلبية لدعوة حركة فتح إقليم جنين للمشاركة في المسيرة التضامنية نصرة للأسرى وهناك سارت المسيرة المسلحة في شوارع المدينة ورفعت شعارات أعلنت رسميا وفي حالة نادرة عن توجيه السلاح إلى القوات الإسرائيلية.وقال أمين سر حركة فتح عطا أبو رميلة، أمام جمع من المسلحين بعد صلاة المغرب في بلدة جنين القديمة في منطقة السباط، إن السلاح بعد اليوم يجب أن يتوجه إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي.ودعا إقليم حركة فتح في رام الله والبيرة ومؤسسات الأسرى، هيئة الأسرى ونادي الأسير، والهيئة العليا، للمشاركة الفاعلة والواسعة في فعالية «نصرة اسرانا البواسل في سجون الاحتلال» حيث تجمع المئات على دوار المنارة وسط مدينة رام الله.وفي نابلس أعلنت الحركة عن تصعيد الاشتباك مع الاحتلال نصرة للأسرى من خلال استنفار كوادرها في كل المناطق التنظيمية وتوسيع دائرة الاشتباك مع العدو نصرة للأسرى. واكدت الحركة في بيان وصلت «القدس العربي» نسخة منه أن الحركة الاسيرة تخوض معركة كرامة جديدة في مواجهة السجان وقوات الاحتلال التي تظن واهمة أن الاسرى سيكونون وحيدين في المعركة. وشددت على ضرورة رص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود في سبيل الدفاع عن الاسرى وردع الاحتلال عن سياساته العنصرية تجاههم. وفي بلدة بيتا، التي تشهد مقاومة شعبية على قمة جبل صبيح، نقل النشطاء معركتهم وفعاليات «الإرباك الليلي» إلى الشارع الرئيسي الواصل بين نابلس ـ رام الله حيث دارت اشتباكات واسعة هناك.وهو ما جعل قوات الاحتلال تغلق حاجز حوارة وتطلق قنابل ضوئية وقنابل الغاز المسيل الذي أصاب العشرات بالاختناق.المواجهات الليلية امتدت لبلدة عزون قضاء قلقيلية شمال غرب الضفة حيث قام الشبان بتحطيم سيارات المستوطنين على الشارع الرئيسي إذ وصلت للمنطقة تعزيزات من قوات الجيش التي أطلقت الغاز المسيل ودارت مواجهات عنيفة في المكان، كما أغلقت قوات الاحتلال حاجز عناب العسكري باتجاه مدينة لنابلس. وامتدت المواجهات إلى مدخل قرية برقة شمال مدينة نابلس.وحسب الهلال الأحمر في مدينة القدس المحتلة فقد تعاملت طواقمها مع 4 إصابات في باب العامود بعد وقوع اشتباكات بين المواطنين وشرطة الاحتلال في المدينة. وفي العيسوية، في القدس، وقعت حالة إطلاق نار على الجيش الإسرائيلي من دون التبليغ عن وقوع إصابات. والأمر نفسه حدث، حسب قناة «كان» العبرية، قرب مستوطنة بيت إيل شمال رام الله.وجاء إطلاق الرصاص الحي خلال المواجهات العنيفة التي دارت بالقرب من مخيم العروب شمال الخليل عقب إلقاء زجاجات مولوتوف تجاه جنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي. كما انطلقت مسيرة حاشدة في بيت لحم وصولا إلى نقطة التماس عند المدخل الشمالي للمدينة حيث الحاجز الإسرائيلي.وفي مدينة الخليل اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط المدينة من دون أن يعلن عن إصابات.وظهر أمس الخميس دخلت الجامعات الفلسطينية على خط الاحتجاج حيث نظمت وقفات داعمة في كل من جامعة بيرزيت في رام الله، والجامعة العربية الأمريكية في مدينة جنين. وبرأي نشطاء فإن ما تشهده الضفة يشكل محاولة لاستعادة مضمون الأغنية الفلسطينية التقليدية «نبض الضفة» التي كتبها الشاعر أحمد دحبور ويقول مضمونها: «يا نبض الضفة لا تهدأ… أعلنها ثورة حطم قيدك اجعل لحمك.. جسر العودة»… وهي الأغنية الثورية التي حضرت في كثير من فعاليات المساء التي أشعلت الضفة تضامنا مع الأسرى.وتستمر الإجراءات العقابية والقمعية بحق الأسرى لليوم الرابع على التوالي، حيث أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الصليب الأحمر أبلغ عائلات الأسرى بإلغاء الزيارات التي كانت مقررة لذويهم، وذلك حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، بسبب الأحداث المتصاعدة في السجون. وما زالت مخابرات الاحتلال تستهدف عائلات الأسرى الستة الفارين من السجن حيث طلبت من أشقاء الأسير المحرر يعقوب محمود احمد قادري وهم: محمد وأيوب وعلي الحضور الى معسكر «سالم» غدا ولكنهم أبلغوها برفضهم ذلك. كما قامت جرافات الاحتلال بإغلاق فتحات موجود في جدار الفصل العنصري قرب حاجز برطعة قضاء جنين حيث اعتاد أن يستخدمها العمال الذين لا يمتلكون تصريحا للدخول.كما قرر جيش الاحتلال «بناء على تقييم الوضع الأمني والجهود المبذولة للعثور على السجناء الستة تقرر تمديد الإغلاق على منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) حتى منتصف يوم غد وبعد غد ـ الأحد بعد تقييم الوضع».كما قرر في ختام اجتماعات لتقييم الوضع ترأسها رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي تعزيز قوات الجيش في الضفة بكتائب مقاتلين وقوات استطلاع وقطع جوية.وتشير تقديرات إسرائيلية أعلنها الجيش إلى أن ما جرى مساء أول من أمس «بروفة لما يمكن أن يحدث يوم الجمعة وتحديدا بعد صلاة الجمعة في مناطق التماس حيث الحواجز والبؤر الاستيطانية.وكانت وزارة الأوقاف قد قررت تغيير موضوع خطبة الجمعة لهذا الأسبوع من «مكارم الأخلاق» إلى الحديث في قضية الأسرى وذلك بعد تعميم على شبكات التواصل الاجتماعي يطالبهم بالتغيير.وحسب المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، فإنه، وبعد أكثر من 72 ساعة، لم يظهر طرف خيط لدى إجهزة الأمن الاحتلالية، والتقديرات اليوم هو أن تستمر عمليات البحث لأيام أو أسابيع.وأضاف: «معضلة مديرية السجون أنها تقف بين تحريض الإعلام والشارع والسياسيين من جهة، وما بين توصيات الشاباك بالتروي وعدم الضغط أكثر». وتابع منصور: أي ضغط أكبر على الأسرى سيؤدي الى تفجر الأوضاع داخل وخارج السجون، وعدم تنفيذ خطوات عقابية سيكسر هيبتهم أمام الأسرى».ولهذا السبب، ووفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، فإن إدارة سجن «النقب» طلبت جلسة حوار مع ممثل الأسرى بحضور ما يسمى بوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.!!
www.deyaralnagab.com
|