logo
1 2 3 47737
الاحتلال يخلي بناية في «الطور» في القدس يسكنها 70 مواطنا تمهيدا لهدمها!!
06.11.2021

أدى عشرات المقدسيين في بلدة الطور شرق القدس المحتلة صلاة الجمعة أمام عمارة مكونة من خمس طوابق تسكنها عشر عائلات مقدسية، احتجاجا على قرار إسرائيلي تسلمته العائلات يجبرهم على إخلائها تمهيدا لهدمها.وكانت الدعوات المقدسية التي طالبت بالتجمع والتضامن قد انطلقت من أجل تنظيم وقفة تضامنية صباح أمس الجمعة، في تمام الساعة العاشرة صباحا، واستمرت إلى أن أدى المتضامنون صلاة الجمعة ـمام البناية التي بنيت قبل أكثر من 10 أعوام.وبدا فعل الصلاة العفوي بمثابة رسالة احتجاجية من الأهالي الذي سيصبحون في الشارع خلال أيام بعد أن وصلهم إخطار من سلطات بلدية القدس، الذي سيفضي الى تشريدهم من العمارة السكنية التي يعيشون فيها بحجة عدم الترخيص.وتتكون العمارة من 5 طوابق، أمهلتهم بلدية الاحتلال مدة أسبوع كي يهدموها قسراً، وإلا ستهدمها آلياتها مقابل مخالفة مالية طائلة تصل لمئات آلاف الشواكل الإسرائيلية.وقامت مجموعة من العائلات فعليا بعمليات لملمة للأغراض وجمعها في أكياس بلاستيكية سوداء فيما قام نجارون بتفكيك غرف النوم والمطابخ والستائر تمهيدا لمغادرة شققهم السكنية التي عاشوا فيها منذ سنوات.وتحولت البيوت فور الإخطار إلى حالة من الفوضى حيث قلبت رأسا على عقب تمهيدا لعملية نقل محتوياتها، فيما بقيت الطفلة «ترتيل خلفاوي» في سريرها الجميل محاطة بألعابها لأطول فترة ممكنة لكونها ترى أنه قد يكون هذا هو يومها الأخير في هذه الشقة التي لا تعرف مكانا غيرها للعيش فيها.والد ترتيل «فايز خلفاوي» أحد سكان العمارة، قال في تصريحات إعلامية إن العمارة مبنية منذ عام 2011، ومنذ ذلك الوقت تُلاحقهم بلدية الاحتلال بسبب عدم الترخيص. وأضاف أن سكان العمارة حاولوا مرات عدة تقديم كافة اللوازم لبلدية الاحتلال من أجل الحصول على تراخيص بناء، لكنها لم تقبل بذلك.وتابع: «العمارة مكونة من 10 شقق سكنية، تسكنها عشر عائلات، ومنها عائلة خلفاوي، وأبو سبيتان، وعاشور، وأبو الحلاوة، وغوج.وتنتهج بلدية القدس الاحتلالية سياسة التضييق على المقدسيين حيث ترفض منحهم رخص بناء من خلال المنع المباشر أو تعقيد إجراءات الحصول عليها، وهو ما يدفع المقدسيين إلى المباشرة بالبناء بعد أن تضيق بهم السبل.خلفاوي أسوة بغيره من السكان يؤكد أنه «ليس باليد حيلة» وهم قاموا بعملية مضنية ومؤلمة من أجل لملمة أثاث منازلهم تمهيدا لتحميله في سيارة نقل لتضعه في منازل أقرباء إلى حين أن يجدوا أماكن مناسبة للسكن فيها. وقال بحرقة: «إنها هجمة وحملة تشريد ضدّنا».ما قام به فايز خلفاوي بالضبط فعله أيضا سعيد وسنان خلفاوي اللذان قاما بعملية إخلاء لمنزليهما تمهيدًا لعملية الهدم.وكانت قدّ تسلمت العائلات العشرة التي تضم نحو 70 مقدسيا مساء أول من أمس الخميس قرارات من بلدية الاحتلال تقضي بإخلاء منازلها وهدمها خلال أسبوع، وإلا ستهدمها آلياتها مقابل مخالفة مالية طائلة تصل لمئات آلاف الشواكل.المقدسية رانيا الغوج وهي أم لطفلين، ينال وعماد، وهما لم يتجاوزا السنوات الخمس، قالت بتعب واضح في تصريحات صحافية: «نعيش هنا منذ 11 عاماً، وندفع بشكلٍ شهري ومتواصل عدداً من المخالفات المالية والضرائب عدا عن تكاليف المحامين».وتفرض بلدية القدس مخالفات شهرية على كل عملية بناء غير قانونية من وجهة نظرها، وهو أمر يمتد لسنوات طويلة بحيث يعمل على إرهاق العائلات المقدسية ومن ثم يصدر قرار الهدم.وأضافت: «ذكريات البيت ستذهب بغمضة عين، كل شي هنا سيهدم، حتى الأشجار التي زرعناها.. والآن لا يوجد مكان نذهب إليه، من أين سنحصل على أموال حتى نستأجر منازل جديدة؟».وهذا هو حال منزل المقدسي أكرم عاشور، الذي يمتلك بيتا جميلا تسكنه طفلته الصغيرة «تولين» التي سيقود الهدم إلى اختفاء غرفتها ذات الجدران الزهرية حيث وقفت تبكي وتنظر إليها فارغة من أثاثها وأغراضها الخاصة.وتعتبر بلدة الطور (35 ألف نسمة) واحدة من أقدم قرى مدينة القدس، وفيها أبرز المؤسسات الحيوية وخاصة الصحية على مستوى القدس وفلسطين، لكنها تفتقر لكثير من خدمات البنية التحتية التي يفترض أن تقدمها بلدية الاحتلال مقابل الضرائب التي يدفعها السكان.وتضم إضافة إلى أبرز المرافق الصحية عشرة مساجد أقدمها مسجد سلمان الفارسي الذي شيد في العهد العثماني، وسبع كنائس، واشتهرت بفعاليات عيد الشعانين الذي يقام سنويا في البلدة، وإلى جانب ذلك أقام الاحتلال بؤرتين استيطانيتين في البلدة، واحدة حديثة وتضم 32 وحدة سكنية، والأخرى في منطقة «الخلة» وهي عبارة عن بناية سربت للمستوطنين وتسكن فيها 8 عائلات من غلاة المستوطنين.وتشير المعلومات الى أن نحو 280 فرداً مقدسياً مهددون بالترحيل والتهجير في بلدة الطور، ضمن مخطط مصادرة 45 دونماً من أراضيها؛ وذلك لصالح استكمال تنفيذ ما يسمى بـ «الشارع الأمريكي» الاستيطاني.ووفق المشروع سلّمت بلدية القدس عشرات أوامر الهدم والإخلاء لمقدسيين في البلدة، وهو ما يقود إلى تهجيرهم عن المكان.وأمام حالة الفقر التي يعيشها سكان المدينة حيث 79 ٪ منهم تحت خط الفقر فإن نشطاء مقدسيين طالبوا بمواجهة السياسات الاحتلالية في القدس من خلال تدخل مؤسسات رسمية تمتلك الإمكانيات.وطالب فخري أبو دياب بتشكيل صندوق مالي يدعم الأهالي، لا يكون مقره مدينة القدس، لكون قوات الاحتلال لن تسمح بذلك، بل يجب أن يكون خارج المدينة المحتلة وتشرف عليه جهة رسمية، بحيث يكون وسيلة لدعم وإسناد وتمكين أهالي المدينة مقابل جهود السياسة الإسرائيلية التي تقوم على تفريغ المدينة وترحيل سكانها للبناء خارج حدودها.


www.deyaralnagab.com