logo
1 2 3 47737
“انحباس الأمطار” في الأغوار الشمالية يفتح شهية المستوطنين لمصادرة الأراضي والاستيلاء عليها!!
08.12.2021

طوباس:يقف المسن الفلسطيني ماجد دراغمة 78 عاماً، على تراب أرضه التي اضُطر مرغماً على تركها، بعد أن تلقى تهديدات من مستوطنين يطالبوه فيها بعدم حرثها بعدما جفت جراء انحسار هطول الأمطار ، وذلك على خلاف ما جرت عليه العادة في مثل هذا الوقت من العام.دراغمة الذي قضى جل سنوات عمره يزرع أرضه، ويأكل وعائلته من ثمارها، ليس الوحيد الذي يواجه تهديدات متلاحقة من المستوطنين الذين اتخذوا من عدم هطول الأمطار وجفاف التربة، وغياب أصحاب الأراضي، ذريعة للاستيلاء عليها، متحصنين بالحماية التي توفرها لهم الشرطة الإسرائيلية التي ما فتئت ترافقهم في كل مرة، يقرر فيها هؤلاء وضع أيديهم عنوة على الأراضي الفلسطينية.وتشهد أراضي الفلسطينيين في منطقة الأغوار الشمالية، حالة من الاستيلاء الممنهج من قبل المستوطنين على مئات الدونمات التي يمتلكها الفلسطينيون.وفي حديث مع “القدس العربي”، أكد دراغمة الذي كان يتكئ على عصاه ويضرب بها الأرض من حين إلى أخر مختبراً جفاف التربة، أن المستوطنين صادروا ما يقرب من 35 دونماً، هي مجموع ما يمتلكه من الأراضي، مشيراً إلى أنه لا يغادر أرضه كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً، كنوع من الدفاع عنها، قبل أن تقتله الحسرة عليها كما يقول.ويعمل الحاج دراغمة في مهنة الزراعة بحسبه منذ ما يزيد عن 40 عاماً، إذ ورث هذه الأرض التي تقع في منطقة “خربة الحديدية” عن أبيه وجده، ويأمل في أن يورثها لأبنائه وأحفاده.وأضاف مستكملاً حديثه ل”القدس العربي”، لا يمكن أن يتصور أي عقل بشري ما يحدث، لا أحد ينتبه لمعاناتنا، نحن أصحاب الأراضي الذين نكافح يومياً من أجل الحفاظ عليها، قبل أسبوع تمت مصادرة 5 دونمات، بعد أن اقتحمها قطعان المستوطنين، واليوم صادروها كلها، أنا أملك وثائق ملكيتها، واليوم أقف عليها مسلوباً للحق والإرادة”، قالها وهو يتنهد.من جانبه، طالب الناشط الحقوقي في منطقة الأغوار الفلسطينية، عارف دراغمة، المزارعين بالتوجه فوراً لحراثة أراضيهم، منعاً لتزايد مطامع المستوطنين فيها، بالتزامن مع انحسار المطر وجفاف الأرض.وأشار الناشط الحقوقي في حدثيه ل”القدس العربي” إلى أن مستوطني مستوطنة “روعى” واصلوا تمددهم في مصادرة الأراضي وتحديداً الواقعة شرقي طوباس، مبيناً أن ما شجعهم على ذلك هو انتظار المزارعين لنزول المطر وعدم قدرتهم على فلاحتها وزراعتها.كما عدّ أن حراثة الأرض والتواجد فيها، هو الحصن الذي يضمن ولو بشكل نسبي عدم تغول المتسوطنين، وأن تركها فارغة من شأنه أن يشجعهم على مهاجمتها ومصادرتها.وتعتبر منطقة “خربة الحديدية” واحدة من عدة خِرب تنتشر في الأغوار الشمالية، وهي محاطة بمعسكر “حمدات ” و “سمرة” التابعين لجيش الاحتلال، فضلاً عن مستوطنة “روعى”.وتشير المعلومات الرسمية إلى أن قوات الاحتلال دمرت الخربة بعد احتلال الضفة الغربية، في يونيو/ حزيران عام 1967، حيث طرد أهلها منها، فيما تعيش فيها اليوم عشرات العائلات البدوية التي تعتمد في مصدر عيشها على تربية المواشي وزراعة ما يمكن أن يجعلها تستمر في تربيتها.وبحسب الناشط الحقوقي، فإن المزارعين في المناطق الدافئة من الأغوار عادة وفي هذا الوقت من العام من المفترض أن يكونوا قد زرعوا أراضيهم منذ ما يزيد عن شهر، وأن محاصيلهم غالباً سوف تكون قريبة من النضوج.وأكد أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت مصادرة أكثر من 4 آلاف دونم من أراضي الأغوار، وجميعها محاطة بالمستوطنات، مجدداً دعوته للمزارعين بعدم ترك أراضيهم.في السياق، أفاد سكان المنطقة بأن الاحتلال ينتهج سياسية تهجيرهم، من خلال هدم منشأتهم وغرفهم الزراعية، فضلاً عن مصادرة الأدوات التي يستخدمونها بحجة أن المواطنين يشكلون خطراً على أمن المستوطنين.ويحيط بمنطقة الأغوار عدد كبير من المستوطنات التي أقيمت على أراضي الفلسطينيين، ومنها “بقيعوت” و”روعي” و”حمدات” المقامة على أراضي مواطنين من طوباس.وتعتبر خربة الحديدية جزءاً من ظهر المالح، وتقع إلى الشرق من مدينة طوباس على بعد 33كم، وتبلغ مساحة البناء فيها نحو 70 دونما، ويقطنها ما يقارب 200 فلسطيني يعتمدون في معيشتهم على الزراعة ورعي المواشي، حيث يزرعون الشعير والبيكا والفول والقمح وبحسب تقرير أعدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أغسطس/آب 2021 فإن تغير المناخ يعتبر من أكبر التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وتحديدا في منطقة الأغوار الشمالية.وأشار التقرير إلى أنه ظهر على مدار السنوات الماضية العديد من المظاهر المتعلقة بتغير المناخ في جميع أنحاء الضفة الغربية، ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة في السنوات القادمة وذلك يشمل التوزيع غير المتكافئ لسقوط الأمطار وانخفاض مناطق الرعي الطبيعية والغطاء النباتي وزيادة مظاهر الجفاف والظروف الجوية القاسية.ويعاني سكان الأغوار من نقص المياه، مما يؤثر على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، وهما المصدر الوحيد للدخل لسكان المنطقة حيث يؤثر التوسع الاستيطاني وسيطرته على مصادر المياه فيحدان من إمكانية وصول السكان لمصادر المياه.وتمتد الأغوار الفلسطينيّة على امتداد نهر الأردن، منها الشريط الشرقي للضفة الغربية طوله 120 كيلومتراً من منطقة عين جدي قرب البحر الميت في الجنوب، وحتى منطقة عين البيضاء جنوبي مدينة بيسان وحتّى السفوح الشرقيّة للضفّة الغربيّة غربًا، وتمتد حتى شرق صفد شمالًا.فيما يسكن منطقة الأغوار ما يقارب 65 ألف فلسطينيّ و11 ألف مستوطن. و تضم هذه المنطقة أكثر من ربع أراضي الضفة الغربية 28%، وتمتاز بأن معظمها أراضٍ زراعيّة خصبة وتشمل الكثير من المساحات المفتوحة مع وجود سكّانيّ طفيف.!!..المصدر : القدس العربي


www.deyaralnagab.com