الشيخ رائد صلاح: إسرائيل فشلت في إذلالي بالسجن وأشتاق للأقصى!! 15.12.2021 أم الفحم- عبد الرؤوف أرناؤوط:كشف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، عن أن السلطات الإسرائيلية فشلت في “قهري وإذلالي والانتقام مني” أثناء سجنه، مشددا على أنه “في شوق للمسجد الأقصى ومدينة القدس المباركة”.
والاثنين، جرى الإفراج عن الشيخ صلاح (63 عاما)، بعد سجنه 17 شهرا؛ بتهمة ينفيها وهي “التحريض على العنف والإرهاب”، واستقبله عشرات الفلسطينيين خارج سجن “مجدو” الإسرائيلي.
ويقول الشيخ صلاح: “تمت معاملتي بالأسر معاملة خاصة من حيث محاولة قهري وإذلالي والانتقام مني، لم يعشها، والله أعلم، أي أسير سياسي قبل ذلك”.
ويضيف: “عندما يدخل الأسير السياسي إلى السجن، مهما كانت خلفيته، ينضم إلى مكان عام يجمعه مع الأسرى السياسيين، وإذا ما حدثت إشكاليات قد تزيد إدارة السجن من قهره وتعزله”.
ويتابع: “ولكن أنا بالعكس، فمنذ اللحظة الأولى لدخولي إلى السجن، فُرض عليَّ العزل وكان هناك إصرار على إبقائي في العزل”.
ويشير الشيخ صلاح إلى أنه حاول على مدى فترة سجنه الخروج من العزل، ولكن قضاة المحاكم الإسرائيلية رفضوا.
ويزيد: “أنا شخصيا أعرف ما النتائج التي قد تكون في أروقة المحاكم الإسرائيلية، ومع ذلك حاولت أن أكشف كل قناع قد تتغطى به بعض الجوانب الرسمية في المؤسسة الإسرائيلية، فاتفقت مع المحامين أن نذهب إلى القضاء الإسرائيلي لنطالب بإبطال عزلي الغريب من نوعه عن كل الأسرى السياسيين دون استثناء”.
ويستدرك: “لكن القاضي لم يملك الجرأة أن يلغي هذا العزل، وأكثر من ذلك فإنه لم يملك الجرأة أن يوافق على أن أكون معزولا مع 5 أسرى، ولم يملك الجرأة أن أكون معزولا مع أسير سياسي واحد، وأبعد من ذلك قلت له أنا على استعداد أن أكون معزولا مع أسير جنائي واحد، ولم يملك الجرأة أن يوافق”.
ويردف: “ماذا يعني ذلك؟ وهذا سؤال مهم جدا.. أنا أعرف الجواب لأنني عشت آلام عزلتي خلال هذه الفترة التي كانت 17 شهرا من حيث المدة الزمنية، لكن القهر الذي كان فيها ومحاولة إذلالي والتنكيل بي، جعلها وكأنها سنوات طويلة جدا”.
ويكمل: “كانوا يقصدون من وراء هذا العزل المتواصل أن أوضع في حالة قهر قد أفقد فيها إرادتي السوية، قد أفقد فيها من استقامة شخصيتي بشكل عام كأسير سياسي، أن أخرج على حالة غير ما دخلت عليها، صاحب عيوب قد تؤدي إلى عملية شلل في دوري في ما بعد مرحلة السجن”.
ويتابع: “هكذا كان مخططهم، كان مخططا رهيبا بكل معنى الكلمة. بحمد الله رب العالمين، عندما خرجت من السجن حافظت على خروجي كما دخلت بفضل الله أولا، ثم بدعاء الصالحين والصالحات”.
ما بعد السجن
وردا على سؤال بشأن دوره بعد مرحلة السجن، يجيب الشيخ صلاح: “دوري، بحمد الله رب العالمين، نابع من واقع مجتمعي على أكثر من صعيد، نابع من واقع مجتمعي في مدينة أم الفحم، مجتمعي في الداخل الفلسطيني، مجتمعي الفلسطيني العام، مجتمعي الأعم الأمة الإسلامية والعالم العربي، بل المجتمع الإنساني”.
ويضيف: “اعتبر أن لي تواصلا مع كل هذه الدوائر، ودوري أن اجتهد بأن أسهم في عملية نشر القسط والعدل في كل هذه الدوائر التي تغرق الآن بالقهر والظلم والاستبداد والعنتريات الجاهلية الرسمية، عنتريات دول جاهلية استباحت كل شيء”.
ويمضي قائلا: “دوري أن أسهم في تثبيت كل أبناء مجتمعي، في كل هذه الدوائر، على ثوابتنا الإسلامية والعروبية والفلسطينية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك”.
ويردف: “دوري أن أحافظ بقدر إمكانياتي على دوام اللحمة الإسلامية بين كل الأمة الإسلامية، على دوام اللحمة العروبية في كل العالم العربي، وعلى دوام اللحمة الفلسطينية في كل مجتمعنا الفلسطيني”.
ويستطرد: “رسالتنا واضحة لا غبار عليها ولا غموض فيها، هي الرسالة التي قالها القرآن الكريم وخلفها نسير “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وهي الرسالة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام.. ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا”.
ويبيّن: “دورنا أن ندعو إلى قسط وعدل وسلام عالمي، وأن نقف بوجه البديل الرديء، وهو الظلم والقهر والاستعمار والاحتلال، وكل هذه المرادفات القبيحة”.
*مؤلفات القضبان
وخلال سجنه، ألّف الشيخ صلاح 11 كتابا وكتيبا، أهمها “قراءة سياسية في القرآن الكريم”، إضافة إلى ديوان شعر سماه “الربيع النبوي”، تيمنا بثورات ما يُعرف بـ”الربيع العربي” قبل سنوات.
وحول إن كان كتابه “قراءة سياسية في القرآن الكريم” يمثل تحديثا لكتاب “في ظلال القرآن” للكاتب المصري الراحل سيد قطب (1906 ـ 1966)، يقول الشيخ صلاح: “يشرفني أن أكون ممن اجتهد أن يقرأ الكثير من أجزاء في ظلال القرآن الكريم”.
ويتابع: “كنت أتمنى أن يقع (الكتاب) بين يدي بالسجن حتى أنهي قراءته بالكامل، ولكن لم تتوفر هذه الظروف، إن “في ظلال القرآن الكريم” هو مدرسة كاملة، وفيه الخير الكثير الذي يستفيد منه كل إنسان يصبو إلى الحق وإلى الكرامة والحرية والحياة بثوابته، وقد استفدت منه بشكل كبير جدا”.
ويستدرك: “لكن حقيقةً الذي كتبته قد يكون فيه بعض خطوط التشابه مع “في ظلال القرآن الكريم”، ولكن اجتهدت أن أكتب هذا العنوان، “قراءة سياسية في القرآن الكريم” إلى جانب “قراءة سياسية في العهد القديم”، وهو موجود في الأسواق، وأيضا “قراءة سياسية في إنجيل برنابا”، وإن شاء الله سيصدر في القريب، وأيضا “قراءة سياسية في العهد الجديد”، وإن شاء الله سيصدر في المستقبل”.
*شوق للأقصى والقدس
والشيخ صلاح من أبرز المدافعين عن المسجد الأقصى والقدس المحتلة في مواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف طمس هوية المدينة الفلسطينية.
وتعرض للاعتقال والسجن مرارا، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، حظرت تل أبيب “الحركة الإسلامية” التي يترأسها؛ بزعم “ممارستها نشاطات تحريضية ضد إسرائيل”.
ويقول الشيخ صلاح: “أنا في شوق إلى المسجد الأقصى المبارك، وفي شوق إلى القدس المباركة، حاضنة المسجد الأقصى المبارك، وفي شوق إلى المصلين في المسجد الأقصى وإلى أهلنا المقدسيين، الذين يمثلون حاضنة الحماية اليومية التي تحتضن المسجد الأقصى المبارك”.
ويردف: “أنا في شوق أن أزور كل هذه التركيبة الكريمة التي نرفع بها رؤوسنا إن شاء الله، ومن منطلق واحد (هو) أن المسجد الأقصى المبارك كان المسجد الأقصى المبارك وسيبقى المسجد الأقصى المبارك وستقوم الساعة وهو المسجد الأقصى المبارك وكل من يطرح بديلا غير ذلك سيزول وسيزول بديله خاسرا خسرانا مبينا بإذن الله تعالى”.
*حوارات مع السّجان
وعن أكثر حدث أثر فيه أثناء سجنه، يقول الشيخ صلاح: “أحداث كثيرة عشتها في هذه الفترة، ولعل من الأمور التي لا أنساها أنه كانت تحدث بعض الحوارات السريعة بيني وبين السّجان الإسرائيلي”.
ويوضح: “في لحظات ما، نجحت أن أبيّن لهم أنني مظلوم، أنا في السجن لأنني أعاني من مطاردة دينية، لأنني مسلم وأقرأ القرآن، لأنني اعتز بانتمائي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأعطيتهم الأدلة الدامغة على ذلك”.
ويختم بقوله: “نجحت أن أؤثر على البعض منهم، لدرجة أن ضابطا من السّجانين، وهو إسرائيلي، قال لي بالحرف الواحد: يشرفني لو كنت أنا الذي سأخرجك من السجن بعد فترة محكوميتك”.
(الأناضول)
www.deyaralnagab.com
|