رباط مستمر في السيلة الحارثية لليوم الثالث.. استعدادات وتجهيزات شبابية لمواجهة الاحتلال!! 12.02.2022 جنين – تقرير– علي سمودي – لا تبعد بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، عن حاجز ومقر الاحتلال الاسرائيلي في معسكر سالم، سوى مسافة 2 كيلو متر، ورغم سهولة وصول الاحتلال إليها، تحولت البلدة لمركز لتجمع العشرات من النشطاء والمطلوبين، الذين أعلنوا تحدي الاحتلال والمرابطة فيها، لمنع تنفيذ قرار هدم منزل الأسير محمود غالب محمود جرادات 40 عامًا، أحد المتهمين بتنفيذ عملية “حومش”، بتاريخ 17-12-2021، واعتقلت بعدها خمسة من أبناء عائلة جرادات، إلى جانب المواطنة “عطاف جرادات” (أم المنتصر)، ووجهت لهم تهمة الضلوع في العملية التي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة اثنين بجراح.وفور تلقي عائلة الأسير محمود، قرارًا بهدم منزلها فجر تاريخ 10-2-2022، بعدما رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية استئنافها، أطلق النشطاء ومجموعات المقاومة في جنين ومخيمها (كتبية جنين وحزام النار والإرباك الليلي)، نداءاً، لكافة الأحرار، بالتصدي للقرار ومنع هدم المنزل المكون من طابقين، ويقطنه 20 فردًا.وقال الناشط أبو محمود من كتيبة جنين لـ “ے” دوت كوم: “انتهى الزمن الذي يفرض فيه الاحتلال سياساته وممارساته القهرية، والمقاومة تتحكم بالمعادلة والقرار على الأرض، وسنبقى في السيلة الحارثية مهما كان الثمن لنمنع الاحتلال من عقاب عائلة الأسير وتشريدها”.وأضاف أبو محمد “طوال الأيام الماضية، لم تتوقف عمليات المقاومة واستهداف الاحتلال ورسالتنا واضحة، لن نسمح باستمرار العدوان على شعبنا وسندافع عنه بأرواحنا ونحميه بالدماء”.
رباط وجاهزية ..
ولبى العشرات من النشطاء الدعوة، ولليوم الثالث على التوالي، يحتشد داخل وحول منزل الأسير جرادات، العشرات الذين توافدوا من مدينة ومخيم جنين وقباطية وبرقين واليامون وكفردان وغيرها، يرابطون ملثمين وحاملين الأعلام الفلسطينية، وهم كما قال الناشط أبو جميل من مجموعة حزام النار، “بعزيمة ومعنويات عالية وجاهزية كاملة لخوض معركة مع الاحتلال حتى لو استخدم كل أدواته .. فقد جهزنا العدة وعاهدنا الله والشهداء والأسرى، أن لا تراجع ولن نخذلهم .. الأسرى قدموا واجبهم وضحوا من أجلنا ولتحرير أرضنا، وواجبنا الوقوف مع أسرهم أمام هذا الاحتلال، وسنقاتل بكل قوتنا لمنع تنفيذ القرار”.
أما الناشط أبو نور من مجموعات الإرباك الليلي، فقال لـ “ے” دوت كوم، “استعدينا بشكل جيد للتصدي لأي محاولة إسرائيلية لدخول البلدة، ومجموعاتنا توزعت في الشوارع والأحياء ونصبت الكمائن لمواجهة الاحتلال الذي نتوق لملاقاته، وطوال الليل، جلسنا ننتظر قدوم الاحتلال في الموعد المقرر، لكنه لم يأتي رغم أنه يتواجد على مسافة قريبة منا، وكلما تأخر، يزداد عدد النشطاء الذين لن يغادروا البلدة حتى إفشال مخططاته وإحباط قرار الهدم”.
حراسة ونفير..
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، تعرضت حواجز الاحتلال لهجمات بالرصاص في عدة مواقع، كتعبير عن التحدي كما قال بيان مشترك لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وحزام النار التابعة لكتائب شهداء الأقصى، واللتان أعلنتا النفير، ووجهتا رسالة تحذير للاحتلال من اقتحام بلدة السيلة الحارثية وتنفيذ قرار الهدم.
ووسط أجواء التصعيد في العمل المقاوم، استمر النشاط الميداني في البلدة خاصة على مدار ساعات الليل، فقد تبادل النشطاء الأداور في ظل تزايد عددهم بشكل يومي، وشكلت فرق الحراسة التي تعمل طوال الليل، وفرق لرصد تحركات الاحتلال من أول نقطة قرب سالم، وأخرى لتفقد المجموعات وتوفير احتياجاتها، كما تولت مجموعة أخرى، تنظيم الفعاليات حتى أصبحت البلدة كل ليلة مسرح للمسيرات الضخمة التي تجوب شوارع السيلة تحمل كما يوضح الناشط أبو جهاد، رسالة تحدي وغضب ضد الاحتلال ودعم ومؤازرة للأسر المستهدفة من الاحتلال، وقال: “نعتقد أن هذا التواجد والتحدي أثار الخوف والقلق لدى الاحتلال رغم ما يمتلكه من إمكانيات لذلك، ولم يتم تنفيذ عملية الهدم في موعدها المعلن سابقًا، وهذا رفع معنويات الجميع ورفع جاهزيتهم للمواجهة”.
وأضاف أبو جهاد “توزعت المجموعات وفق خطة شاملة لمنع الاحتلال من الوصول للمنزل المستهدف والذي يرابط فيه 50 ناشطًا من عشاق الوطن والشهادة، وجميعهم على قلب رجل واحد في التسابق للمعركة والتصدي للاحتلال”.
الواجب الوطني ..
ويقول الشاب سعيد محمد من بلدة اليامون، “حضرت للتضامن مع العائلة ومواجهة الاحتلال، وهذا واجب وطني، رغم أنني لا أنتمي لأي فصيل، لكن هؤلاء الأسرى منحونا حياتهم لنعيش بكرامة وحرية”، فيما يقول الشاب محمد كميل من بلدة قباطية “حضرت وأبناء عمومتي، لنواجه الاحتلال، فهذا وطننا جميعًا، وعلينا الدفاع عنه، ولا يمكن السكوت على جرائم وظلم الاحتلال، ويجب مقاومته بكل الطرق”.من جهته يقول الشاب عمران سالم من مخيم جنين، “جيلنا الحالي متمرد ومحب ومقدس لأرضه، وواهم الاحتلال إذا اعتقد أننا نخاف أو نخشاه، وسنقول كلمتنا خلال مواجهته والتصدي له على أرض السيلة، فلن نعيش محتلين للأبد”، فيما أضاف الشاب أبو عطا من جنين “بعد جريمة إعدام الشهداء في نابلس، لن نقف مكتوفي الأيدي، وواجبنا وحقنا المشروع مقاومة الاحتلال، ولن نسمح له بتدمير حياة هذه العائلة وتشريدها حتى لو قدمنا أرواحنا، فدمائنا رخيصة في سبيل الوطن”.
صور أخرى ..
ومن صور التحدي في سيلة الحارثية، خط النشطاء للشعارات على جدران منزل عائلة جرادات، ورفع الأعلام الفلسطينية، ورغم المطر والبرد الشديد، يواصلون الاحتشاد أمامه وهم يرددون الأغاني الوطنية، لكن الحماسة والغضب تزايد، عندما انضم صغار الأسير جرادات الأربعة للمحتشدين، يحملون صور والدهم وعلم فلسطين، حيث تعالت التكبيرات والصرخات، عندما ألقت “ميار” (10 أعوام) طفلة الأسير محمود جرادات، قصيدة أهدتها لوالدها بالأسر.
أريد أبي ..
ولم تظهر ميار كباقي الأطفال في سنها، وقفت أمام منزل عائلتها، بشموخ وصلابة وقوة وسط أسرتها والنشطاء، وقالت لمراسل “ے” دوت كوم، “أنا فخورة بما فعله أبي، لأنه دافع عن نفسه وعن وطنه وأرضه، وهذا حق كل إنسان حر في هذه الأرض”.وأضافت الطفلة ميار “في إحدى الأزمنة، نادت امرأة وامعتصماه وامعتصماه، فلبى النداء، و جاء من آخر البلاد، وحرر البلاد، وأنا أقول من هنا .. يا أحرار العالم وفلسطين أريد أبي .. أريد أبي”، وأكملت “ليهدموا المنزل، فسنعيد البناء ولن نرحل، لكن لا أريد أن يصبح أبي رقمًا في لائحة السجان .. لا أريد أن أعيش يتيمة وأبي في سجون الاحتلال، أريد أبي .. أريد أبي .. فهل من مجيب؟!”.
**المصدر : القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|