logo
1 2 3 47736
رغم حكمه بالسجن مدى الحياة.. فاطمة الخطيب تتمنى رؤية شقيقها محمود حرًا وعريسًا!!
13.02.2022

جنين – تقرير .. علي سمودي – لا تكاد تتوقف المواطنة الثلاثينية فاطمة الخطيب، عن البكاء بغزارة كلما استذكرت شقيقها محمود يوسف الخطيب، الذي مر 12 عامًا على غيابه قسرًا عن منزل عائلته التي تتوق لرؤيته دائمًا.ورغم محاولاتها لاستعادة قوتها وضبط أعصابها، إلا أن دموعها تمتزج مع الكثير من المشاعر والكلمات التي تترجم أوجاعها وحزنها الذي لا يتوقف، وتقول “كلما سمعت اسمه وشاهدت صوره أبكي لعدم قدرتي على احتمال هذا القهر والعذاب الذي فرضه الاحتلال علينا، وأسال الله أن يحمي كل شبابنا ويجنبهم الاحتلال وسجونه”.في قرية الخلجان، مسقط رأس الأسير محمود الخطيب، عمت مشاعر الحزن في وسط أسرته مع دخوله عامًا جديدًا في سجون الاحتلال الذي لم يتوقف عن استهدافه خلال سنوات أسره، وتقول شقيقته: “عانينا من المنع الأمني، في ظل رفض الاحتلال منحنا تصريح لزيارته في البداية لمدة عام، وبعد معاناة مريرة وجهود حثيثة أصبحنا نزوره مرة كل عام أو مرتين، وهذا جزء من الظلم المستمر الذي يلازم الأسرى وأسرهم”.
وأضافت “لم يبقى سجن أو معتقل إلا واحتجز فيه محمود الذي تنقل في كافة باستيلات القمع التي لم تنال من عزيمته ومعنوياته لكنها أثرت على وضعه الصحي وأصبح يعاني من عدة أمراض ويتعرض للإهمال الطبي”.وتروي فاطمة، أن شقيقها يعاني من مشاكل وأوجاع مستمرة في فمه وأسنانه منذ عام 2011، وقدم عشرات الطلبات لإدارة السجون لعرضه على طبيب مختص أو نقله للمشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لكنها مازالت تعاقبه بحرمانه من حقه المشروع في العلاج، مشيرةً إلى أنه يحتاج لمتابعة طارئة لعلاج أسنانه بالشكل الصحيح بعدما أصبح غير قادر على تناول الطعام والنوم من شدة الوجع، كما ظهرت عليه مؤخرًا أعراض الوجع المستمر في الظهر وهناك مخاوف من بداية معاناة مع مرض الديسك بينما ترفض إدارة السجون علاجه”.
في العاصمة الجزائر، أبصر محمود النور بتاريخ 12/5/ 1957م، ليكون الثالث في عائلته المكونة من 10 أفراد، وبدأت ملامح طفولته في الجزائر في كنف والده الذي عمل معلمًا للغة العربية في مدارسها، وبعد سنوات عادت العائلة إلى أرض الوطن، واستقرت في مسقط رأسها قرية الخلجان جنوب غرب جنين.
عاش وتربى محمود وسط أبناء أسرته في القرية الحدودية، وتعلم في مدارسها حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، وانتسب إلى جامعة النجاح الوطنية في نابلس وتخرج بشهادة البكالوريوس في علم النفس، وتقول شقيقته: “عاش حياة طبيعية وخطط لمستقبله من خلال العلم والتعليم وعندما لم يحظى بوظيفة بشهادته انتسب عام 2000، في صفوف السلطة الوطنية وأدى واجبه بوفاء واخلاص”.
ويعتبر تاريخ 10/2/ 2010 م يومًا محفورًا في ذاكرة فاطمة التي مازالت تتذكر لحظات الصدمة التي عاشتها عائلتها عندما وصل خبر اعتقال محمود الذي شكل صدمة كبيرة خاصة والده الذي كان يحبه كثيًرا وتقول: “بشكل مفاجئ اعترض الاحتلال المركبة التي كانت تنقل شقيقي من مدينة جنين إلى رام الله بهدف الالتحاق بعمله في الأجهزة الأمنية، وأوقفوه على حاجز زعترة وفتشوه ثم قيدوه واقتادوه إلى جهة مجهولة”.وتضيف: “على مدار أكثر من شهرين عانينا وتألمنا لقلقنا على مصيره فقد انقطعت أخباره طوال الفترة التي قضاها رهن التعذيب في زنازين سجن بيتح تكفا العسكري ولم يسمح بزيارته وكانت كل دقيقة مؤلمة وقاتلة”، وتكمل: “لم تتوقف معاناتنا بعدما نقل إلى سجن جلبوع بسبب منع زيارته، وأصبحنا نشاهده في جلسات المحاكمة التي استمرت عامين حتى حكم عليه بالسجن مدى الحياة، فكان وقع القرار صادمًا وموجعًا على قلوبنا، ولكن قدر الله ما شاء فعل، وكل شيئ بيد الله، والفرج قريب رغمًا عن أنف الاحتلال”.
ويقبع الأسير محمود الخطيب حاليًا في سجن ريمون، مستقبلًا عامه الثاني عشر، بمعنويات وبطولة كما تعبر شقيقته وتقول: “لم يركع أو ينحني رغم الحكم، بل صبر وقاوم واستمر في تأدية واجبه خلف القضبان، وشارك الأسرى بمعارك الأمعاء الخاوية ضد السجان وممارساته التعسفية”.وتضيف: “كلما كان يتزوج أحد منا نبكي ويتحسر والدنا الذي كان يتمنى حريته ويبكي بكل المناسبات السعيدة”، مشيرةً إلى أن والدها رغم مرضه، لم يتوقف عن زيارة محمود الذي كان يتمنى أن يراه عريسًا لكن حالته تدهورت بسبب إصابته بفشل كلوي وكانت آخر زيارة له عام 2017م، قبل أن يختطفه المرض بتاريخ 10/7/2020، ولسانه يردد اسم محمود وحتى آخر نفس أوصانا بعدم تركه ومتابعة قضيته حتى يتحقق حلمه ويصبح حرًا. كما تقول فاطمة الخطيب.وتصف فاطمة المشهد الأخير مع والدها “هذا وجع آخر في حياتنا، ومن يدرك قيمة رحيل الوالد وهو يبكي دون أن يتمكن من احتضان وعناق فلذة كبده”، مشيرةً إلى أن علاقة والدها مع ابنه مجمود كانت مميزة وجمعت مابين الأب والإبن والأخ والصديق.وقالت “طوال سنوات اعتقاله، كان دعاؤه الوحيد أن ينال محمود الحرية”.وفي ذكرى اعتقال محمود تقول شقيقته: “لايوجد كلمات تعبر عن حالنا وحزننا، محمود يساوي كل الدنيا، لذلك نبكيه دومًا وحتى في العيد لا نشعر سوى بالألم والقهر على غياب والدي وفراقه، فأي فرحة تدخل قلوبنا .. عندما يسمح لنا بزيارة شقيقي نقضي العيد بين القبور والسجون وسط الدموع، لانملك سوى الدعاء لرب العالمين ليفرج كربه وكل الأسرى، ونحتفل بحريتهم قريبًا”.وناشدت فاطمة الخطيبة، الرئيس محمود عباس وكافة الجهات المعنية بقضية الأسرى، مواصلة العمل والنضال للإفراج عنهم جميعًا وتبييض السجون.
**المصدر : القدس دوت كوم


www.deyaralnagab.com