الناشطة الفلسطينية نردين كسواني: كسرنا شوكة الصهاينة في الجامعة وسنلجأ للقانون نفسه للرد على محاولات إسكاتنا!! 29.05.2022 نيويورك ـ كتب عبد الحميد صيام.... نردين محسن كسواني ناشطة فلسطينية من مدينة نيويورك، تخرجت مؤخرًا من كلية الحقوق في جامعة مدينة نيويورك. هي في الأصل من بلدة بيت إكسا، المطلة على مدينة القدس، لكنها لا تستطيع العودة إلى وطنها حيث تم حظرها من قبل الكيان الصهيوني عام 2015 بسبب نشاطاتها في دعم قضية المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات «BDS» والنشاط من خلال منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» وإقامة العديد من النشاطات الطلابية في الجامعات الأمريكية. نردين هي مؤسسة ورئيسة تجمع «في حياتنا – متحدون من أجل فلسطين» (WOL) وهي منظمة مجتمعية تنشط الروح الثورية عند الفلسطينيين في المنفى سعيا للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي. ومن خلال جمعية «في حياتنا – متحدون من أجل فلسطين» تحدثت نردين حول القضية الفلسطينية في المناسبات على صعيد الولايات المتحدة والعديد من دول العالم، من أجل بناء التضامن مع الأقليات والجماعات المضطهدة التي تناضل من أجل التحرر. نظمت حملات طلابية ناجحة داخل وخارج الحرم الجامعي بمشاركة الآف الطلبة، إلى أن استطاعت قيادة الجهود لتمرير قرار من قبل الحكومة الطلابية حسب قانون جامعة مدينة نيويورك، لقطع جميع العلاقات وسحب الاستثمارات من جميع مؤسسات الدولة والمنظمات الإسرائيلية والشركات التي تخدم الاحتلال. كما دافع القرار عن حق الفلسطينيين في المقاومة ويدعو لحماية الخطاب الفلسطيني في جميع أنحاء مدينة نيويورك. في الآونة الأخيرة شاركت أيضًا في الحملة الناجحة التي دعت أعضاء هيئة التدريس في جامعة مدينة نيويورك للمصادقة على قرار المقاطعة.
في حفل تخرج كلية الحقوق لجامعة مدينة نيويورك يوم 18 أيار/مايو اختيرت نردين لإلقاء كلمة الخريجين، فألقت كلمة قوية وهي تلتف بالعلم الفلسطيني والكوفية، تناولت فيها جوانب القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين واغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة. وقد تناقلت الكلمة كافة الشبكات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وتم عرض مقاطع منها في القنوات العربية من بينها «الجزيرة» وتلفزيون «فلسطين». «القدس العربي» أجرت معها الحوار التالي:
○ ما مدى تأثير التنظيمات الصهيونية في جامعتك؟
•في جامعة مدينة نيويورك هناك العديد من المنظمات الصهيونية، لكن في كلية الحقوق لا يوجد إلا منظمة يهودية واحدة معادية للصهيونية. الضغط الصهيوني على كليتنا يأتي من الخارج، وكان مؤثرًا لفترة وجيزة وخاصة في البداية، ولكن تغيرت الأمور واعتذرت الكلية عن خضوعها للابتزاز ثم تعرفت على التكتيكات الصهيونية لتشويه سمعة النشطاء الفلسطينيين ووقفت في وجه المنظمات الصهيونية الخارجية التي تحاول التأثير عليهم.
كلية الحقوق التابعة لجامعة مدينة نيويورك هي مجرد واحدة من جامعات المدينة المترابطة والتي يصل عددها إلى 24 جامعة وتشكل منظومة واحدة. لا تزال معظم جامعات المدينة متأثرة بالضغوط الصهيونية، حيث عاد رئيس منظومة جامعات المدينة مؤخرًا من رحلة تطبيع مع الدولة والجامعات الإسرائيلية. وقد أداننا باعتبارنا طلابًا في كلية القانون في جامعة مدينة نيويورك لاننا اعتمدنا قرار المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل بعد أن طلبت منه الجماعات الصهيونية القيام بذلك. تحدثت عن رحلة الرئيس في كلمتي وأدنت صمته عمّا يجري في فلسطين. لم يرد بعد ولم يقف إلى جانب الطلاب الفلسطينيين الذين يواجهون التمييز.
○ ما مقدار الضغط الذي مارسوه لطردك من الجامعة؟
•الضغط كان مستمرا على مدار السنوات الثلاث الماضية. وتم إرسال عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني إلى جامعتي من قبل المنظمات الصهيونية تطالب بطردي. حتى صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت مقالاً أظهر وابلا من الهجمات التي واجهتها بعد أن تم استهدافي من قبل تطبيق يدعى «ACT II» له صلات بالحكومة الإسرائيلية، كما ذكرت مقالة «نيويورك تايمز». كان التطبيق على الأرجح مسؤولاً عن إغراق المدرسة بالشكاوى بناءً على معلومات خاطئة حول فيديو مزور نسب لنا، لكن مقال الصحيفة فشل في ذكر التنمر الإلكتروني المنهجي للتطبيق على الفلسطينيين وحلفائهم أو علاقات ذلك التطبيق بالحكومة الإسرائيلية. كنت كل يوم أتلقى تعليقات وتغريدات وتهديدات ومضايقات والمزيد من الملاحقة والمتابعة لي والضغط على الجامعة تطالبها بطردي من كلية الحقوق.
○ ومع كل الضغوط نجحت في أن تكوني المتحدث الرئيس في فصل التخرج، كيف؟
•في كل عام يصوت الجميع من دفعة الخريجين على من سيكون المتحدث باسمهم. تم ترشيحي وصوّت لي غالبية الطلاب الذين تخرجوا معي. لقد كانوا داعمين للغاية في كل خطوة على الطريق، وكانوا يعرفون أنه إذا تكلمت فسوف أتصدى للظلم الذي نشهده في فلسطين وجميع أنحاء العالم.
○ رفعت شعار التحرير. هل اعترضت الجامعة؟ هل قاموا بمراجعة خطابك مسبقًا؟
•كنت أواجه معركة على حرية التعبير في السنوات الثلاث الماضية في جامعة مدينة نيويورك، لكنهم أكدوا أن لدي الحق في التعبير عن الرأي المؤيد للفلسطينيين، لذلك لم يعترضوا ولا يمكنهم الاعتراض على حديثي عن تحرير الفلسطينيين. في حين أن نظام سلسلة جامعات مدينة نيويورك غالبًا ما يخضع للضغط الصهيوني، إلا أن كلية الحقوق على وجه التحديد كانت داعمة جدًا وواضحة في دعم حقي في الكلام. لقد قاموا بمراجعة الخطاب مقدمًا كبروتوكول تلتزم به الجامعة وأجازوه.
○ كيف حولت استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة إلى نقطة قوة في خطابك؟
•في الكثير من الحديث في الجامعات، عندما يتعلق الأمر بدعم فلسطين، يتم التركيز على قضية حرية التعبير. من المهم ألا نركز فقط على حريتنا في التعبير هنا في الولايات المتحدة، ولكننا نلفت الانتباه أيضًا باستمرار إلى كيفية قتل الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال بوحشية وضربهم وخطفهم وسجنهم، وأكثر من ذلك بكثير من مجرد التحدث علنًا ضد الاضطهاد. كثيرون مثل الشهيدة شيرين يستخدمون أصواتهم للتأكد من توثيق الجرائم الصهيونية وتغطية المعاناة الفلسطينية، لكن الجيش الصهيوني حريص على أن يجعلها تدفع الثمن بحياتها. من يحاول أن يسكت صوت الشعب الفلسطيني فهو يدعم الدولة الإسرائيلية التي تقتل الصحافيين وتستعمر الأرض الفلسطينية. الصهاينة يعاقبون كل من يسلط الضوء على النضال الفلسطيني.
○ ما هي الرسالة الرئيسية لخطابك؟
•رسالتي الرئيسية في قاعة مليئة بالمحامين هي أن العدالة يجب ألا تكون انتقائية ولا يمكننا تجاهل الظلم عندما نراه. لقد شاهد العالم الفلسطينيين وهم يواجهون الظلم منذ أكثر من 74 عامًا، ومن يتحدث عنه يُعاقب أو يُقتل. سواء كانت شيرين هي التي أصيبت برصاصة في الرأس لفضح جرائم الصهيونية، أو العديد من الطلاب الفلسطينيين الآخرين مثلي الذين يتعرضون للمضايقة والترهيب بسبب حديثهم ضد جرائم الحرب الإسرائيلية. إننا نشهد إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لوقفها. يجب أن نخلق عالما يمكن للفلسطينيين وجميع المضطهدين أن يعيشوا فيه أخيرا بحرية وكرامة.
○ كيف استقبلت الجامعة خطابك؟
•يمكنك أن ترى وتسمع الرد الجماهيري على فيديو الخطاب من الطلاب الجالسين بين الجمهور وعائلاتهم والمسؤولين على خشبة المسرح. كانت الغرفة تهتز حيث كان الناس يومئون برؤوسهم إعجابا، وقد وقفوا عدة مرات للتصفيق والتهليل. أعرف بالفعل أن الخريجين يدعمونني ويدعمون فلسطين، ولكن بعد الخطاب جاء الكثير من عائلاتهم أيضًا لتقديم التحية والشكر لي. المسؤولون والأساتذة وحتى المشرف السابق على فترة تدريبي، شكروني بحرارة على التحدث عن هذه القضايا. كان هناك ولا يزال الكثير من الهجمات الصهيونية عليّ وعلى المدرسة التي تتسامح مع هذا الخطاب. تم نشر العديد من المقالات في وسائل الإعلام الصهيونية التي تزعم أنه يجب معاقبة الجامعة الآن للسماح لي بالتحدث. ومع ذلك كانت الإدارة داعمة بشكل لا لبس فيه وأعلنت رسميا أنني سأكون المتحدث باسم دفعة الخريجين.
○ ما هو مشروعك المقبل كمحامية شابة تعتزين بفلسطينيتك؟
•أريد استخدام القانون للرد على النظام الذي تم استخدامه ضدي وضد العديد من الفلسطينيين لمحاولة إسكاتنا. يجب محاسبة المنظمات الصهيونية التي تقوم بترهيب ومضايقة الطلاب الفلسطينيين. أريد أيضًا أن أساعد في حماية الحقوق والحريات والسلامة للفلسطينيين وأنصارنا من أجل التنظيم والتحرر الفلسطيني، سواء كان ذلك لحماية حقنا في الاحتجاج أو تحدي التمييز ضد الفلسطينيين، أريد أن أبتكر آليات للسماح لنا بدفع النضال الفلسطيني إلى الأمام.
*المصدر : القدس العربي
www.deyaralnagab.com
|