logo
1 2 3 47736
المتحف الفلسطيني ومؤسسة الدراسات يطلقان أول موسوعة تفاعلية للقضية الفلسطينية!!
03.06.2022

أطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالتعاون مع المتحف الفلسطيني أول منصة تفاعلية مخصصة بالكامل للقضية الفلسطينية بعد جهد تخطيطي وبحثي ونشري استمر على مدار 8 أعوام، وذلك في مقر المتحف في رام الله، وبالتزامن في مقر مؤسسة الدراسات في بيروت.وتتتبع الموسوعة، التي أطلقت بمناسبة الذكرى الـ74 للنكبة والـ 55 للنكسة، تاريخ فلسطين الحديث منذ نهاية الحقبة العثمانية حتى الوقت الراهن، حيث تتيح الفرصة أمام الجمهور إمكانية تصفح أحداث وتطورات رئيسية شكلت التاريخ الفلسطيني المعاصر.وافتتحت الحفل الدكتورة عادلة العايدي هنية، مديرة المتحف الفلسطيني، حيث أشارت إلى أن المنصة تحتوي على مواد باللغتين العربية والإنكليزية، وتتكون من مجموعة من الأقسام تشمل جدول أحداث كُلي يعرض التطورات الرئيسية التي شكلت التاريخ الفلسطيني المعاصر، وتعمل على التركيز على فكرة الفلسطيني البناء وليس فقط الفلسطيني ضحية الانتداب والاحتلال.وأكدت أنها تتضمن آلاف النصوص، أعدها، خصيصا للمشروع، باحثون مختصون بالقضية الفلسطينية، من العرب والأجانب.وأضافت هنية، أن عدد كلمات الموسوعة حوالي 800 ألف كلمة في كل لغة، دون احتساب الوثائق التاريخية، وشارك في إعدادها ما يقارب 100 باحث ومحرر ومترجم ومبرمج ومدخل بيانات، وقد تطلب إنجازها ثمانية أعوام من التحضير، وسلسلة من مراحل التنفيذ. وأكدت أن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بالتعاون مع المتحف الفلسطيني سيستمران في تطوير هذا العمل الموسوعي وتحديثه كما ونوعا.
مشروع تراكمي
وتحدث في حفل الإطلاق من بيروت رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية الدكتور طارق متري الذي أشار إلى أن المشروع يحتل منزلة خاصة لدى المؤسسة لأنه لا يخاطب الباحثين المتخصصين بل جميع المعنيين بالقضية الفلسطينية، معتبرا أن فرادة هذه الشروع هو أنه يقوم على مخاطبة مزدوجة وأداة معرفية يستخدمها كل المهتمين.وتابع: “هذا مشروع تراكمي، نتاج سنوات طويلة من العمل الجماعي الذي كنا فيه نصحح ونضيف ونعدل ونغني المشروع التفاعلي. وهو لا يكتفي فقط بالأحداث التي تخص فلسطين بل بالأمكنة والأشخاص أيضا، كما أنه يقدم الوثائق اللازمة التي تسرد المحتويات”.وأضاف: “إننا أمام موسوعة فريدة من نوعها وحيوية، وهي مهمة في ظل أن الصراع حول الرواية التاريخية ما زال قائما ويزداد حدة. فكلما كتب باحث بحثا مهما قيل له إن الهدف منه هو نزع الشرعية عن إسرائيل”.وختم قائلا: “المعركة بين الرواية التاريخية الإسرائيلية المؤدلجة والرواية الفلسطينية التاريخية التي تعتمد على المصادر الفلسطينية وغير الفلسطينية، مستمرة، ونحن نقدم رواية عقلانية دقيقة ورصينة وتلتزم بالمعايير العلمية، وهذا مكمن قوتنا في هذا المشروع في مواجهة رواية الاحتلال الإسرائيلي”.
جهد ملائم للقضية الفلسطينية
بدوره تحدث رئيس مجلس إدارة المتحف الفلسطيني عمر القطان من عمان معتبرا أن الموسوعة هي نتاج جهد تعاوني وتراكمي وديناميكي، وهي شكل وجهد معرفي يناسب موضوع فلسطين وتاريخها الثري، حيث هناك العديد من التفسيرات ومن المصادر ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات.
وشدد القطان أنه لا يزال أحد التحديات الكبيرة أمام محرري الموسوعة هو إيجاد الصيغ التي تنتج المعرفة من وجهة نظر الباحثين الفلسطينيين والعرب والمتعاطفين معهم. حيث تظهر هذه الموسوعة جوانب كثيرة من التاريخ الذي عتمت عليه الرواية الصهيونية.
وأضاف أن الموسوعة تتيح المعرفة والمعلومات بشكل حديث منفتح ومفتوح لأجيال جديدة من الفلسطينيين ولا سيما أولئك الذين قد لا يتعرضون للتعلم عن قضية شعبهم بشكل مباشر لكونهم في الخارج، حيث لا توفر لهم مناهجهم الدراسية التعلم عن فلسطين كما أن عائلتهم قد لا يتوفر لديها الروايات الثرية حول تاريخ الشعب الفلسطيني المجتمعي والإنساني.
وأكد القطان أن المشروع يقع ضمن محاولة المتحف أن ينشر المعرفة وليس فقط إنتاجها عبر التكنولوجيا الحديثة لطلاب المدارس والشباب .”دمج البحث الجدي الذي تقوم به مؤسسة الدراسات الفلسطينية مع التكنولوجيا واستخدامها بشكل غير أكاديمي لتكون متاحة للجميع”.
وختم قائلا: “نأمل في تطوير المحتوى والأبحاث الثرية الجادة التي تقدمها مؤسسة الدراسات وتحويلها إلى منصات أو أشكال مختلفة تروي التاريخ الغني للشباب واليافعين”.
وعرض القطان بداية المشروع الذي كان على شكل نشر مسرد زمني تفاعلي بداية عام 2018 على منصة وسيطة بعنوان “رحلات فلسطينية” حيث بلغ الزوار 160 ألف مستخدم جديد”.
أما المدير العام لمؤسسة الدراسات الفلسطينية، خالد فراج فتحدث من رام الله مؤكدا على جهود خدمة القضية الفلسطينية وتقديم معرفة علمية صارمة تخدمها، معتبرا الموسوعة خدمة جليلة لكل من يريد أن يعرف بشكل علمي حول القضية. وأكد أن المؤسسة والمشروع امتداد لعمل مؤسسة الدراسات في برنامج النشر الخاص بها من مختلف الجوانب.
إنجاز واعد
أما رئيس تحرير الموسوعة وأمين سر مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الدكتور كميل منصور فتحدث من بيروت معتبرا الموسوعة “إنجازا واعدا، وثمرة تعاون لجهد استمر ما يقرب من 10 أعوام من العمل وآلاف الساعات للتدقيق والتمحيص التي قام بها عشرات المحررين والمهندسين والباحثين”.
واعتبر منصور منصة “رحلات فلسطينية” بمثابة حلقة وسيطة وبنية تحتية من دونها لم يكن في وسع المشروع التقدم إلى الموسوعة الجديدة التي تتضمن أكثر من 2000 حدث، وعشرات الجداول الزمنية في موضوعات مختارة، و200 مقال متخصص، وسير شخصية، و400 نبذة عن القرى المهجرة، ونظام معلوماتي جغرافي، ومئات الوثائق والصور والخرائط وروابط بين هذه المكونات تيسر عملية التنقل بين مواد الموسوعة.
وحسب منصور فإن هناك ثلاث نقاط تميز الموسوعة، الأولى أنها ليست مشروعا منافسا للموسوعة التي أعدتها منظمة التحرير في سبعينيات القرن الماضي، ورغم ذلك هي مشروع طموح جدا، حيث قام المشروع على منهجية في إعدادها تختلف عن الموسوعات التقليدية، إذ تقوم على التكنولوجيا بصفتها عمودا فقريا أساسيا وهو ما يجعلها تقدم خدمة كبيرة للقضية التي تعتبر مجموعة أحداث وتطورات تنتج من أعمال يقوم بها فاعلون ضد فاعلين أو بالتحالف أو التوازي، وهو أن القضية تستفيد من تكنولوجيا المعلومات التي تتيح التفاعل بين مواد ذات طبيعة مختلفة، إضافة إلى أنها تتيح إمكانية التحديث والتطوير المستمر. ويضرب منصور مثالا على ذلك أن الموسوعة تخصص حيزا للقرى المهجرة عام 48 وهو أمر تربطه بالمخيمات وأماكن تواجد المهجرين.
أما النقطة المميزة الثانية، والحديث لمنصور، فتتعلق بالفئات الاجتماعية التي تتوجه إليها الموسوعة، فجمهورها العام هم طلاب وإعلاميون وأكاديميون، وكل فئة تجد فيها حاجات بحثية، وهو ما جعل القائمين عليها يولون عناية كبيرة بالتصميم الجرافيكي، وعناية خاصة بالتجوال والإبحار داخلها. وكذلك التشديد على أن يكون أسلوب المواد المنشورة سلس ومباشر.وأكد منصور أن الموسوعة تستهدف الشباب الفلسطينيين والعرب أيضا كون فلسطين قضية عربية. وأضاف: “نأمل أن تصل طلبة الجامعات وطلبة المدارس. وهي متوفرة باللغة الانكليزية والعربية للوصول للشاب الفلسطيني والعربي في المهجر.أما النقطة المميزة الثالثة فتعتبر في “فلسفة الموسوعة” التي تستند على تجربة مؤسسة الدراسات الفلسطينية طوال 60 عاما من البحث والنشر، وهي فلسفة مشتركة مع توجهات المتحف التي تقوم على توفير وصف دقيق لوقائع القضية وتطوراتها يكون ملتزما وموضوعيا في آن واحد، وتقديم الفلسطينيين كما هم بصفتهم أناسا فاعلين وليسوا مجرد ضحايا يطورون وسائلهم النضالية، ويواجهون نجاحات وانتكاسات أيضا، وهي تتوجه إلى جميع الناس بلغة واحدة وبنبرة هادئة غير خطابية.ويعكس اسم الموسوعة www.palquest.org مقطعين الأول pal فلسطين، والثانية quest وفيه إختزال لكلمة سؤال إضافة إلى أن المقطع الثاني يعني البحث عن.وتتضمن الموسوعة مجموعة من الأقسام أبرزها جدول عام للأحداث بتواريخها المحددة، وجداول زمنية في موضوعات مختارة، وإضاءات على تطورات سياسية وعسكرية ومؤسسات وأوجه مهمة من الحياة الفلسطينية الاجتماعية والثقافية والنضالية، وسيَر لشخصيات فلسطينية تركت بصماتها في تاريخ فلسطين في القرن العشرين.ومن المقرر أن يتضمن برنامج إطلاق الموسوعة، ندوات ومحاضرات في مناسبات متعددة، في كل من بيروت وواشنطن ورام الله ومدن أخرى، حتى نهاية العام.
*كتب سعيد أبو معلا ..**المصدر: القدس العربي


www.deyaralnagab.com