الأسير ليلي أبو رجيلة يروي لحظات صعبة التقى فيها نجله الأسير أيوب!! 21.06.2022 رام الله - روى الأسير ليلي أبو رجيلة لمحامية الهيئة حنان الخطيب والتي تمكنت من زيارته بمعتقل "شطة"، تفاصيل لقائه بنجله أيوب بعد انتظار لـ 17 عامًا، وقد تم اللقاء بإحدى زنازين معتقل "الجلمة"، واستمر لـ 20 ساعة فقط.وقال الأسير أبو رجيلة عن تفاصيل اللقاء - كما نقلت المحامية الخطيب عنه - التقيت ابني أيوب بتاريخ 25.05.2022 بزنزانة بعزل سجن "الجلمة"، في أضيق غرفة في كل السجون، ولكن كانت أوسع غرفة بالنسبة لي، سكنتُ بقلب ابني، يكفيني أنني سمعت دقات قلب ابني لأول مرة في حياتي، حضنته، تأملته وقمت بعد كل شامة بوجهه، ألبسته جواربه، أطعمته بيدي، نمت بجانبه، شربنا شاي سوية ولأول مرة بحياتي، قطفت ثمرة 17 عاماً بهذا اللقاء، كان أجمل مما حلمت، شاب لطيف، هادئ واع، كلامه حلو، فعندما اعتقلت كان عمره 25 يوماً، عاش بعيداً عن أبيه وأنا بعيداً عنه، هو يبحث عن أبيه وأنا أبحث عن ابني.وأضاف أبو رجيلة: وصلت قبله فقمت بتنظيف الزنزانة وعند الساعة الحادية عشرة والنصف فتح الباب, دخل وحضنني بقوة ورفعني عن الأرض وهذا كسر حاجز 17 عاماً مضوا، حاولت ان لا أُضيع ولا دقيقة فتحدثنا طوال الليل وعندما تعب سمحت له بالنوم 3 ساعات وأنا بقيت بجانبه اتأمل ملامحه، وعندما أيقظته ركب على ظهري كالطفل، شعور لم أشعره من قبل فقد أرجع لي إنسانيتي وشعرت بأنني أب.وتابع: الساعة الثامنة والثلث صباحاً فُتح باب الزنزانة وجاء الضابط ليعلمني أنهم جاءوا لأخذ أيوب، اختفى من أمامي وشعرت أنهم انتزعوا قطعة من قلبي وأخذوه... لقاء انتظرته 17 عاماً ليُختزل بـ 20 ساعة فقط.جدير ذكره أن الأسير أبو رجيلة (44 عاماً) سكان محافظة رام الله، معتقل منذ تاريخ 28/6/2006 ومحكوم بالسجن المؤبد وثلاثة أعوام، وهو ممثل الأسرى بقسم (7) بسجن "شطة" والذي يقبع فيه حالياً 48 أسيراً. أما نجله أيوب فقد اعتقله جيش الاحتلال بتاريخ 13/11/2021 بعد مداهمة منزله، وُحكم عليه بالسجن الفعلي لـ 13 شهر، وتحتجزه سلطات الاحتلال بقسم الأسرى الأشبال بمعتقل "الدامون"، ومنذ اعتقاله وهو يحاول رؤية والده ويطالب إدارة سجون الاحتلال بنقله للعيش مع أبيه أو زيارته ليوم على الأقل، وتحققت غايته مؤخراً بعد طول انتظار ومطالبات عديدة. وبعد اللقاء كتب الأسير أبو رجيلة خاطرة تُعبر عن ما بداخله من مشاعر وأحاسيس وفيما يلي نص الخاطرة:
*لمن ظن أنه مجرد لقاء
"إنه ليس مجرد لقاء أسير بولده الأسير في سجن آخر، هو حلم أسير يتحقق، تولد الأحلام قبل أن يولد الأمير فتلازم الطريق والسير والمسير وكلما وصلوا محطة عظم الأمير وبات حلمه صغير، فما رحبت قصور الأرض ضاقت عليه وراح ينازع المسكين حلماً وابن السبيل والأسير، لقائي كان حلمي فبقيت متشبثاً بشراع سفينتي وخلف نور منارتي أسير، ما ضرهم حلم بحار ان يصل ومنارة تضيء له وما يضير؟ فتحت عيني فوجدت نفسي في مكان آخر، في عالم آخر، في أضيق مكان على وجه الأرض، ابتعدت كثيراً عن الحقيقة وأردت أن أحيا حلمي الجميل، فلن أسمح لأحد أن يسلبني فرحتي، دعوت الله أن يبقى الليل سرمدياً إلى يوم القيامة لعلي أبقى غارقاً في حلمي إلى الأبد، فهذا أقصى ما أتمنى لكن كانت الحقيقة أجمل وقد منّ الله علي بأكثر مما حلمت، تساءلت في سري هل رست سفينتي, هل وصلت إلى الشاطئ.. رغم ضيق المكان كان قلبه الدنيا فهذه منارتي وهذا الدليل، اتلمس الحقيقة دعوني أتذوق طعم الحياة، تغرس غرساً وتجلس ترقب حتى يثمر وتبقى تروي غرسك بدموع الشوق لرؤية الثمر وفي لحظة ترى الدنيا بعيون أخرى (في هذا اللقاء).
في هذا اللقاء رأيت الدنيا بعيون غرسي، بعيون شبلي، بعيون ابني، في هذا اللقاء عشت الحياة بلحن أجمل، غرفة قلب صغير نابض سمعته لأول مرة، لقاء تحول العشق فيه إلى نكهة فاخرة شعرتها بتقبيل جبين ابني، لتعرف معنى هذا اللقاء عليك أن تكون عاشقاً للحياة،، عليك أن تنتظر سبعة عشر عاماً ... بعد هذه السنوات تترجل من سفينتك المحطمة ليقابلك على الشاطئ، حملني قبل أن أحمله، ضمني قبل أن أحضنه، سبقني في كل خطوة، أتأمل ورداً قد أزهر وللقلب المخملي وسائد سحرتني بجمالها، بنعومتها، بأناقتها فكدت أن أنسى أين أصبحت، لكني فجأة قررت أن أقتحم الخزنة فبحثت عن مفتاح فوجدته معي، هلم معي يا أمير نسعى لها نرتاح فتعانق الأرواح ونتجاهل الزمان ونقهر السجان ونحيا حلمنا قبل أن يأتي عدونا الصباح.عندما تجتمع عليك الدنيا زمانها ومكانها فلا تمنحك إلا لمحات للزمن في مكان لا مكان وعليك أن تختار إما ان ترضى بلقاء مع فلذة كبدك بعد سبعة عشر عاماً في هذه الظروف، وإما أن تبقى على الأمل فاجعل من هذا اللقاء حلماً يتحقق في قصر الأُبوة على شاطيء أحلام الطفولة."
*المصدر:"القدس" دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|