عام دراسي حزين لطلاب غزيين غيب الموت زملاءهم!! 30.08.2022 غزة- مر اليوم الأول من العام الدراسي الجديد مأساويا وحزينا بالنسبة للطالب جهاد عبد النبي، من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد أن غيب الموت زميله وصديقه نظمي أبو كرش.ويقول عبد النبي (15 عاما) بينما كان ينظر بحسرة وألم على صورة صديقه الراحل المحاطة باكليل من الورود بعدما وضعت على مقعده الدراسي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في البداية، لم أصدق عندما سمعت بنبأ مقتل نظمي (...) لكنني أدركت الآن أننا لن نراه مجددا .. نظمي رحل ولن يعود أبدا".وقتل أبو كرش وأربعة أطفال آخرين من "عائلة نجم" بالقرب من مقبرة الفالوجة في مخيم جباليا للاجئين، خلال غارات جوية نفذها الطيران الإسرائيلي في الخامس من أغسطس الحالي، واستمرت ثلاثة أيام ضد حركة (الجهاد الإسلامي)، مما أسفر عن مقتل 50 شخصا، من بينهم 17 طفلاً.وكان من المفترض أن ينضم أبو كرش إلى زملائه في الصف الأول الثانوي، ولكن "الموت كان أسرع منه"، كما يقول عبد النبي، مضيفا "لا أعرف ما هو ذنبنا لنعيش مثل هذه الأوضاع المأساوية".واستطرد عبد النبي بينما كان يغالب دموعه "ان الشيء الوحيد الذي نحتاج إليه حاليا هو الأمن كي نتمكن من العيش بسلام دون أن يلازمنا الشعور بالخوف من الموت في أي لحظة بدون أي ذنب".وقال صديق آخر يدعى أحمد لوكالة ((شينخوا)) إن "نظمي كان يحلم معنا بحياة كريمة وكان شغوفا بلعب كرة القدم (...) حقا، إننا نفتقده اليوم ونفتقد دعاباته المتواصلة لنا".وأضاف صديقه، بينما كان يتحسس صورة أبو كرش، "لقد نجح الجيش الإسرائيلي في قتل زميلنا وفي تحويل هذا اليوم إلى مأساة حقيقية، لكنه لن ينجح في منعنا من مواصلة حياتنا وبناء مستقبلنا من خلال إكمال مسيرتنا التعليمية".أما الطفلة أريج عسلية من غزة، فقد اضطرت للالتحاق بعامها الدراسي في الصف الخامس الابتدائي، رغم فقدان عينها اليمنى جراء إحدى الغارات الإسرائيلية.ولا تتوقف الطفلة أريج عسلي عن البكاء بينما كانت والدتها تسرح لها شعرها قبيل ذهابها للمدرسة.وتقول أريج لـ ((شينخوا)) "لن أنسى عندما أصبت بشظايا صاروخ إسرائيلي في عيني وأفقدني إياها (...) أشعر بالحزن والألم لأنني سأذهب إلى مدرستي دون أن أتمكن من رؤية السبورة جيدا أو قراءة ما يكتبه المعلمون".وتحتاج الطفلة إلى عملية "جراحية معقدة" لا يمكن إجراؤها في قطاع غزة، بحسب ما أكده الأطباء المحليون لعائلتها.عبرت أريج عن رغبتها بالسفر لتلقي علاجها لكي تستعيد بصرها وحياتها الطبيعية.وتوجه أكثر من مليون طالب فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة صباح اليوم إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي الجديد.وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان صحفي إن نحو 911 ألف طالب سيدرسون في 2333 مدرسة حكومية بالضفة الغربية وقطاع غزة، فيما سيدرس 339 ألف طالب في 375 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، و134 ألف طالب سيدرسون في 484 مدرسة خاصة.وأعلنت وزارة التربية والتعليم في غزة أن الأسبوع الأول من العام الدراسي سيبدأ ببعض البرامج التربوية للدعم النفسي للتخلص من آثار التوتر بسبب العملية العسكرية الأخيرة وإعدادهم وتهيئتهم بشكل سليم للعام الدراسي.وحصل طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس حكومية على عدة أنشطة نفسية نفذها عدد من المهرجين خصوصا في مدارس الطلاب الذين فقدوا أصدقاءهم خلال التوتر العسكري، في محاولة لإعادة دمجهم في العملية التعليمية.ووفقًا لتقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد تعرض تسعة من كل 10 أطفال في غزة إلى شكل من أشكال الصدمات المرتبطة بالنزاع بسبب التوترات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.وقال الباحث والخبير النفسي درداح الشاعر، في غزة، لـ (شينخوا) إنه "لسوء الحظ، يعيش عدد كبير من طلاب غزة في ظل ظروف غير آمنة، خاصة وأن التوترات العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة لم تنته بعد".وأضاف أن "الأطفال، ومعظمهم طلاب مدارس في مراحل تعليمية مختلفة، هم الأكثر تضرراً من تداعيات الحروب الإسرائيلية التي تسببت في فصلهم عن الحياة الطبيعية".وتابع: "لا شك أن المعلم سيعاني كثيرًا قبل أن ينجح في دمج الطلاب في العملية التعليمية مرة أخرى، خاصة وأن نسبة ليست بسيطة من الطلاب ما زالت تعاني من تداعيات الحرب الإسرائيلية عام 2021".ودعا الشاعر أولياء الأمور إلى مساعدة أبنائهم الطلاب في التغلب على مخاوفهم من خلال تشجيعهم على الاهتمام بدروسهم من جهة، والسماح لهم باللعب من جهة أخرى".!!
www.deyaralnagab.com
|