عدد شهداء غزة يقترب من 25 ألفاً… و15 مجزرة خلال 24 ساعة!! 18.01.2024 واصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة، موقعا عددا جديدا من الشهداء، فيما روى شهود لـ « القدس العربي» عن الدمار الذي أحدثه العدوان في خان يونس.
ووفق وكالة «وفا» استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف نفذته طائرات ومدفعية الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال نسف مربعات سكنية بشكل كامل في مدينة خان يونس.وقالت مصادر محلية إن مواطنين استشهدا وجرح آخرون بقصف نفذه الاحتلال الإسرائيلي على بناية سكنية غرب مدينة غزة.واستهدف صاروخ برج العنتر في شارع غزة القديم في بلدة جباليا. وحاصرت قوات الاحتلال عدة مدارس تؤوي آلاف النازحين غرب حي تل الهوا في مدينة غزة.وأكدت قناة «الجزيرة» استشهاد 3 أفراد من عائلة أبو قدوس جراء قصف في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.وأضافت أنه تم وصول جثامين 12 شهيدا إلى مستشفى الشفاء في غزة جراء القصف.كما أشارت القناة إلى أن 19 شهيدا سقطوا في قصف على خان يونس، بينما نقل مواطنون جثامين 4 شهداء إلى المستشفى الأوروبي.وبينت مصادر لوكالة «وفا» أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الفسفور الأبيض على منطقة قيزان النجار، وواصلت تفجير مربعات سكنية في بلدة بني سهيلا شرق المدينة.في حين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان، عبر منصتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 24 ألفا و620 شهيدا، و61 ألفا و830 مصابا» منذ 7 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي».وأضافت أن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 172 شهيدا و326 مصابا، خلال الـ 24 ساعة الماضية».وأشارت إلى أنه لا يزال هناك «عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».وتتعرض خان يونس لقصف إسرائيلي عنيف، أدى إلى دمار لم يفرّق بين مبنى سكني أو محال تجارية كان يشتري منها المواطنون لوازم الحياة، أو حتى مستشفى تُكفن الموتى وتُضمد الجرحى وتواسي العائلات.في شوارع المدينة الحيوية، جلال والسيقلي وجمال عبد الناصر قصفت آليات وطائرات الاحتلال المباني والمحال التجارية وسوتها بالأرض لدرجة أن الحطام قد أعمى عيون كاميراتنا نحن الصحافيين التي بدت حزينة.محمد صافي الذي قصف بيته في منطقة السكة قال: «لم يبق أي بيت في هذه المنطقة (يقصد منطقة السكة) بيتي وبيوت إخواني وأعمامي، وبيت جدي الأثري الذي عشنا فيه طفولتنا أصبحت رماداً، ولا نعرف معالم الحي».ويروي الرجل أن الاحتلال طال دوار السنية وسط خان يونس، وهو المكان الذي لطالما كان يعج بالحياة لكنه الآن أصبح هادئًا محطمًا.ووصف حال المدينة بقوله: «لا صوت فيها يعلو على صوت الرياح وهي تصطدم بالركام عازفة أنشودة (المدينة التي لا لم تملك ترف التراجع، لا تتوقف عن المضي، وقد رفعت للعبور رايتها) كما وصفها الشاعر والكاتب الفلسطيني هاشم شلولة.أما صبحي شراب، فيستذكر حياة خان يونس خلال حديثه قائلاً: «المدينة الجنوبية التي كان يعيش فيها 451 ألف فلسطيني يأكلون ويشربون ويضحكون ويعدون خلف أحلامهم أصبحت الآن مسرحًا لعمليات الاحتلال العنيفة بحق الأهالي والمباني». وأضاف لـ «القدس العربي» «مناطق المدينة مسرح حرب تُخاض فيها المعارك ولاشتباكات العنيفة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، حيث يبحث جند الاحتلال عن الأسرى الإسرائيليين».
ويواصل حديثه «أنا رأيت مشهدا تقشعر منه الأبدان، حينما نبش جنود الاحتلال قبور الشهداء، وقاموا بسرقة الجثث، وبعض الجثث الأخرى دهستها الدبابات والاليات العسكرية الإسرائيلية أمس، وقلبت المقبرة رأسا على عقب».وبين أن القبور التي نبشها جيش الاحتلال برفقة كلابه تقع في منطقة المقابر غرب منطقة بطن السمين في خان يونس، موضحاً أن «الاحتلال سرق الجثث في شاحنات عسكرية وذهب بها إلى مكان مجهول لا نعرفه».شهود عيان كشفوا لـ «القدس العربي» حجم الدمار الذي تخطى خان يونس إلى مخيمات البريج والمغازي وجباليا، إذ أفادوا بأن عشرات الغارات الجوية والقنابل الارتجاجية والزلزالية دمرت مربعات سكنية كاملة وهدمت عشرات المباني على رأس ساكنيها.كما أفاد الشهود أن المناطق الجنوبية من خان يونس والملاصقة لمدينة رفح (أقصى الجنوب) تعرضت لسلسلة مكثفة وعنيفة من الأحزمة النارية منذ مساء الإثنين، ووصلت قذائف المدفعية إلى منطقة المدينة الصناعية المكتظة بالنازحين حيث استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون.ورغم الدمار الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بمدينة خان يونس إلا أن شهود عيان أشاروا لـ «القدس العربي» إلى التفوق النوعي لمقاتلي القسام على الأرض، إذ استطاعوا إيقاف توغل الآليات العسكرية للاحتلال في المناطق الشرقية من المدينة ووسطها، حيث تتمركز الآليات قرب مبنى البلدية، وتعجز عن التقدم بفعل ضربات المقاومة.ورغم انقطاع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، فإن الاحتلال أرسل إلى المواطنين رسائل طوارئ لتحذيرهم من نيته بارتكاب مجازر جديدة في حي السلام وحي المنارة جنوب مدينة خان يونس، مما تسبب بحالات من الهلع والخوف في الليل والبرد القارس.ودخل انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة يومه الثامن، اليوم الجمعة، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
*القدس العربي
www.deyaralnagab.com
|